قائد فرقة « البلابل الصحفية »

الكاتب أحمد رجب
الكاتب أحمد رجب

كتب أحمد رجب فى مجلة «الجيل» عام 1960 مقالا عن المسمى الذى أطلقه الكاتب الراحل الكبير كامل الشناوى على مجموعة من الصحفيين أسماهم «فرقة البلابل الصحفية»، ونقتبس من المقال الفقرات التى يقول فيها: حدد الموسيقار محمد عبد الوهاب قائمة سوداء لأصدقائه الذين يخاف أن يعرفوا أخباره وإنتاجه أولاً بأول، وتضم قائمة عبد الوهاب السوداء مجموعة من أسماء المطربين غير المشتغلين بالطرب وإنما مشتغلون بالصحافة، وهذه القائمة يسميها الصحفى الشاعر كامل الشناوى «فرقة البلابل الصحفية»، ويسميها عبد الوهاب «فرقة ناقلى الميكروبات الموسيقية».

من بين المغنين والمطربين غير المشتغلين فى الوسط الصحفى الكاتب الأديب الفنان إحسان عبد القدوس، إن إحسان يحب الغناء ويغنى دائما ولكن بطريقة «الدندنة» بصوت منخفض للمحافظة على سلامة اللحن والغناء والأداء، وهولا يغنى بصوت مرتفع إلا فى الحمام، إذ تسول له النفس الأمارة بالسوء، فى الحمام أن صوته ينافس صوت عبد الحليم حافظ فى العذوبة والرنين، لهذا ينطلق على سجيته، وإحسان يؤمن بأن كل إنسان يغنى، وأنه يجب أن يغنى، والفرق الوحيد بين الإنسان المطرب والإنسان غير المطرب، هو أن المطرب صوته جميل، أما الثانى فلا يمتلك جمال الصوت بل يمتلك القبح، والكاتب الصحفى أنيس منصور يعتبر من كبار المطربين المتقاعدين، بل إنه كاد يحترف الطرب ذات يوم، لكن الله سلم رحمة بالناس والذوق الفنى، وكان أنيس منصور هو مطرب مدرسة المنصورة الثانوية، كما كان من نجوم الأفراح والليالى الملاح، كان يغنى فى الفرح مقابل ريـال واحد «عشرين قرشا « كأجر رمزى يتقاسمه مع العواد الذى يعزف له، وقد صار هذا العواد فيما بعد قاضيا، كما صار أنيس صحفيا، وأنيس منصور يحفظ عن ظهر قلب كل الأغانى الجديدة لكل المطربين ويرددها لى فى صوت يصر هو على وصفه بأنه صوت بلبلى،وأصر أنا على أن أقول له الحكمة المأثورة :
«إذا لم تستح فاصنع ما شئت » !