لماذا كتب أحمد رجب لمجلة «الجيل»: «أنا جوز شادية»

شادية مع الكاتب الكبير مصطفى أمين
شادية مع الكاتب الكبير مصطفى أمين

سرت فى الستينيات شائعة حول زواج الكاتب الساخر أحمد رجب من المطربة شادية، ولم تكف الصحف عن متابعة أخبار هذا الزواج بين أشهر كاتب ساخر محبوب لدى القراء وأحب مطربة عند المستمع والمشاهد، ولا أحد يدرى من الذى كان وراء هذه الشائعة التى نفت صحتها شادية.

إلا ان الكاتب الساخر أحمد رجب يبدو أنه أراد أن يزيد «الشائعة» بلة فكتب مقالا فى مجلة «الجيل» بعنوان «أنا جوز شادية» ليرد به على الشائعات بطريقته الساخرة قائلا فيه: «فجأة كدت أصبح جوز شادية، وفجأة أيضا كدت أتحول إلى طبق فتة لزملائى الصحافيين، وخصوصا زميلى المهذب المتربى المؤدب ابن الناس «جليل البندارى» الشهير بـ «جليل الأدب»، فإذا شاهدنى زملائى أراقص شادية فى أيام الخطوبة والغرام الحامى، وضعوا اسمى «ملفوفا» فى باب «أخبار الناس» قائلين: «مطربة سينمائية معروفة كانت ترقص مع صحفى شاب فى «بلفدير هيلتون» طوال الليل واليد باليد والخد على الخد والزواج فى الغد..

فإذا تزوجتها نقلوا اسمى من باب «أخبار الناس» إلى الصفحة الأولى مع صورتى طبعا.. وإذا قضينا شهر العسل نقلوا اسمى بعد تسعة أشهر من الصفحة الأولى إلى باب «مواليد الأمس» مسبوقا باسم النبى حارسه أنبته الله نباتا حسنا.. فإذا أثارت شادية غيرتى وضربتها قلمين نقلوا اسمى من «مواليد الأمس» إلى حوادث أمس، فإذا أصرت شادية على الطلاق وطلبت أنا ألف جنيه لأطلقها نقلوا اسمى إلى صفحة الجرائم ! وهكذا ظل اسمى يتجول ويتنزه فى طول الجريدة وعرضها لأننى «جوز شادية» وقد كدت هذا الأسبوع أصبح ذلك الجوز، والحكاية فى منتهى البساطة يمكن أن تحدث لك فجأة كما حدثت لى!.. بهذا المقال الساخر أراد أحمد رجب ان يقطع ألسنة من روجوا شائعة زواجه من شادية، وأشار فى المقال غمزا إلى ما تعرضت له شادية فى زواجها الثانى بالمهندس عزيز فتحى الذى طلب منها ألف جنيه لكى يوافق على طلاقها، والغريب أن مقال أحمد رجب أحدث حالة من الارتباك لدى البعض بدليل توجيه أحد الصحافيين سؤالًا إلى شادية عن علاقتها بأحمد رجب فقالت: «شرف لىّ إنى ارتبط بصحفى لامع زى الأستاذ أحمد رجب .. لكن «ده ماحصلش».. كل الحكاية إنه صديق مقرب أعتز بصداقته مثله مثل كل القريبين منّى الذين تجمعنى بهم صداقة بريئة وجميلة»، وفى المقابل عندما سئل احمد رجب عن شادية قال: «شادية التى أعرفها إنسانة هانم، سيدة متكاملة الشخصية، ست بيت، طيبة تحس أنك مع أختك أو قريبتك الحنون، وهى كفنانة لها مكانتها كممثلة عظيمة ومطربة لها لون مميز وشخصية فنية آسرة وشكلها وصوتها قريبان من القلب، وشادية الإنسانة الصديقة ممتازة، لكن هذا لا يمنعنى من التشنيع عليها وعمل المقالب فيها، وهى كذلك ترد المقلب باثنين، وآخر حوادثها معى أنها جعلت أحد الأصدقاء يعزم عددا كبيرًا باسمى ودبستنى فى تكاليف العزومة».. لكن قصة الحب الحقيقية التى عاشها أحمد رجب ولم يعرفها أحد كانت مع فنانة استعراضية عظيمة لا تقل شهرة عن شادية كان يطلق عليها فى كتابته لقب «الليدى»، وكان يحبها بدرجة غير عادية جعلته يقرر الارتباط بها، لكن مصطفى وعلى أمين تدخلا ورفضا زواجهما، فغضب أحمد رجب لكن التوأمين أصرا، وقام مصطفى أمين بإعطائه تذاكر سفر إلى روما ولندن وبيروت حتى يبتعد عنها، وقال له: «مش عايز منك شغل.. سافر ولما تنساها ارجع»، وبالفعل سافر أحمد رجب إلى الخارج، وشاء الله بعد عودة أحمد رجب من الرحلة الاجبارية التى فرضها عليه مصطفى أمين أن يلتقى مع عصمت فخرى، المرأة التى سكنت قلبه ولم تغادره حتى بعد أن غادرت الدنيا، فلم تكن زوجة عادية بل كانت استثناء غير قابل للتكرار، فقد رأى فيها صورة الملهمة التى كان قلبه فارغا فى انتظارها، وبعد أن تحدث معها قرر أن تصبح رفيقة دربه لذلك كان يقول عنها: «زوجتى عصمت فخرى حولت يأسى إلى أمل وعلمتنى بضحكتها الساخرة أسلوبا فذا فى معاملة الحياة»، وطوال فترة زواجها منذ عام 61 حتى وفاتها فى يناير 1992 لم يرَ زوجتَه سوى أقرب الناس إليه، وقد انعكس حبه لها وارتباطه بها على عمله فكتب عددا كبيرا من كتبه عن المرأة، لكن فى الوقت نفسه لم يقف الحب حائلا أمام قدراته كساخر فقد كتب يقول: «الزواج كورقة اليانصيب، مع فارق صغير هو أن ورقة اليانصيب تكسب أحيانا»!.