يبدأ مدرب منتخب كرة القدم "كيروش" مهمته فى ظل ظروف استثنائية، وليس أمامنا إلا نحو ثلاثة أسابيع للاستعداد للمباراتين الحاسمتين مع منتخب ليبيا الشقيقة واللتين ستقرران لحد بعيد مصير السباق فى هذه المجموعة نحو كأس العالم القادمة. كفاءة المدرب العالمى خارج النقاش، وما يتمتع من حسم وصرامة فى عمله مطلوب بشدة لعبور هذه الفترة الاستثنائية ولإبعاد المنتخب عن المناخ السيئ والمضطرب الذى تعيشه الكرة المصرية بسبب سوء الإدارة فى السنوات الأخيرة، والتى أفرزت أزمات عديدة وأدت أخيراً إلى تكتل أندية الدرجة الأولى الشعبية طلباً لانتخاب اتحاد جديد.
مشاكل الكرة كثيرة، وقد تضاعف العبء مع ظروف كورونا وغياب الجماهير عن الملاعب فى العالم كله. والإصلاح الشامل مطلوب، ورعاية الأندية الجماهيرية واجبة بعد أن كاد الدورى الممتاز يتحول إلى دورى شركات (!!) لكن المهم الآن أن نوفر للمنتخب أفضل الظروف فى رحلته الى كأس العالم القادمة بإذن الله.
لقد كان الخطأ الأساسى من حسام البدرى أن قبل بالضغوط وتحمل مسئولية عدم الاستعداد بجدية للمنافسة بأن ألغى تجمعات اللاعبين واستغنى عن المباريات الودية، فكانت النتيجة التى لم ترض أحداً.. وهو ما لا يمكن أن يتكرر! جيد أن أجل اتحاد الكرة مباريات الكأس، وأن تتوفر للمنتخب كل إمكانيات الاستعداد للمرحلة القادمة التى أظن أن لدى "كيروش" التصور المبدئى لإدارتها بصورة جيدة.
المهم الآن أن يتعاون الجميع لتوفير المناخ الملائم، وأن نبعد المنتخب عن المشاكل والأزمات التى ينبغى التعامل معها بهدوء وإخضاعها لحكم القانون ومصلحة كرة القدم المصرية فقط. كل التوفيق للمنتخب القادر على تجاوز الظروف الاستثنائية ليكون فى الموعد مع نهائيات كأس العالم القادمة، وليكون فى المكانة التى يستحقها منتخب يحمل اسم مصر التى تملك كل المؤهلات لتكون حاضرة فى كل كأس عالم، لو أحسنا الإدارة والتخطيط كما حدث فى لعبات أخرى (مثل كرة اليد)، حجزت مكانها بين فرق المقدمة فى العالم.. وتلك قصة أخرى!
