يوميات الأخبار

١١ سبتمبر إرهاب لم ينته

صالح الصالحى 
صالح الصالحى 

تحتفل أمريكا بذكرى ١١ سبتمبر .. وتنسحب من افغاستان وتتركها لطالبان..  فى الوقت الذى يتهاوى عرش الإخوان فى المغرب بخسارة مدوية فى الانتخابات !!

 لازالت الولايات المتحدة تتخبط فى حديثها عن طرق مواجهة الإرهاب.. لعبة السياسة التى تلعبها الإدارة الأمريكية ما بين انسحاب وتأصيل لصور أخرى للإرهاب.. والحديث عن الخطأ الأمريكى فى مواجهة الإرهاب على مدار العقدين الماضيين.. والسؤال الذى ينتظر الجميع إجابته ما هى الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة الإرهاب، بعدما قال بايدن لا تتوقعوا أن نتواجد فى كل مكان فى العالم فى أماكن الإرهاب؟!
 الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد على محاربة الفكر المتطرف وتعترف فى نفس الوقت بخطئها تجاه المسلمين عموما.. وليس واضحا من حديث بايدن عن خطط معلنة فى هذا الإتجاه.
 الولايات المتحدة الأمريكية ذهبت لأفغانستان والشرق الأوسط لحماية نفسها من أى هجوم يمكن أن يكرر سيناريو ١١ سبتمبر.. وذهبت حكومة بوش الابن للقضاء على تنظيم القاعدة بهدف حماية الأمن القومى الأمريكي.. والآن تنسحب وتترك الساحة لجماعات متأصلة فى الإرهاب.
 وإذا  كان التدخل العسكرى مطلوبا.. ففى تصورى أن الولايات المتحدة ستعمل من خلال المنظمات المتواجدة داخلها مثل حلف الناتو.. ولن يكون تدخلها بشكل منفرد كما حدث.. خاصة أن الفاتورة التى دفعتها أمريكا على مدار ٢٠ عاما كانت ضخمة كما وصفتها عند انسحابها.
 السيناريوهات مازالت محتملة لعودة الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان فى أى وقت كما حدث  مع العراق ومازال الباب مفتوحا أمامها.. خاصة أنها خرجت سريعا وتركتها لطالبان بشكل يجعلها تستطيع أن تعود فى أى وقت.. ولا أحد يستبعد عودتها مرة أخرى لنفس السبب الذى أتت به منذ ٢٠ عاما لحماية الأمن القومى الأمريكى أولا أسباب أخرى.
 صحيح الحرب السيبرانية هى الأقوى فى الفترة القادمة لكن الولايات المتحدة لا تعدم الوسيلة فى سبيل تحقيق أهدافها فكل السيناريوهات مطروحة.. خروج وعودة تحت أسباب عديدة.. ربما يكون القادم بسبب حماية حقوق الإنسان للشعب الأفغانى وهو ما أشار إليه بايدن بأننا ننتظر أن تفى طالبان بوعودها خاصة أن الولايات المتحدة لاتزال تملك ورقة ضغط على أفغانستان من خلال المساعدات المالية التى ترى أنها بديل للقوة العسكرية.
 فى تصورى أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان بعد ٢٠ عاما لا يعنى تحقيق الأهداف الأمريكية التى أعلنتها بالقضاء على الإرهاب المتمثل فى تنظيم القاعدة.. هذا التنظيم المسئول عن هجمات ١١ سبتمبر حيث خاضت أمريكا حربا مضنية للقضاء عليه دفعت فيها تريليونات الدولارات..
 ولكن ما حدث أنه انبثقت من القاعدة تنظيمات أخرى أبرزها تنظيم داعش الذى انشق عن القاعدة وأنشأ دولة الخلافة وسيطر على مساحات واسعة فى العراق وسوريا.
 ورغم تشكيل تحالف بقيادة الولايات المتحدة مؤلف من ٣٨ دولة للقضاء على التنظيم. إلا أنه مازال موجودا فى العراق وسوريا.. ومازال ينفذ عمليات هناك.. كما أن هناك العديد من التنظيمات الإرهابية موجودة فى مناطق غرب وشرق ووسط أفريقيا فى الصحراء والساحل.. وجميعها خرجت من رحم تنظيم القاعدة الذى من المفترض أن الولايات المتحدة استهدفته فى حربها على الإرهاب.. لكن ما حدث أن التنظيمات الإرهابية تضاعفت وتمددت وأصبحت أكثر خطرا.. ومن المتوقع أن تكون أفغانستان فى ظل حكم طالبان بؤرة لجذب الجماعات المتطرفة والمتشددة.
 ما كانت حرب الولايات المتحدة فى أفغانستان إلا مغامرة لاستعراض القوة أثبتت فشلها بالأرقام المعلنة من الجانب الأمريكى والتى تجاوزت ٧ تريليونات من الدولارات وآلاف القتلى والجرحي.. مما يفرض التساؤل عن مستقبل أمريكا فى الشام والعراق.
 وفى رأيى أن هناك صعوبة فى الانسحاب خاصة أن الانسحاب يهدد المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط ويفتح الباب أمام  قوى دولية أخرى خاصة روسيا والصين للعب دور أكبر.. كما أنه قد يعطى الفرصة لإيران للتمدد أكثر فى منطقة الشرق الأوسط وليس فى العراق وسوريا فقط إنما فى باقى دول المنطقة التى يهددها الوجود الإيراني.
 إذا كانت حكومة بايدن تحتفل بعودة جنودها من أفغانستان بعد ٢٠ عاما.. فلا يعنى هذا الاحتفال أنها انتصرت على الإرهاب.. ولكنها تحتفل بالخروج لتقليل نزيف الخسائر.. لأنها كانت مدركة منذ البداية أنها تخوض حربا خاسرة.. فهى تجيد بدء الصراع ولا تجيد إنهاءه.. فقط من أجل الهيمنة تخوض الحروب بحجة حماية الأمن القومى الأمريكي.. ولكن المؤكد أن خروجها من أفغانستان بعد تسليمها الحكم لطالبان يعنى أن الشرق الأوسط يتغير سواء انسحبت من الشام أو عادت لأفغانستان مرة أخرى. فستظل المنطقة غارقة فى حروب أهلية أو بالأحرى حروب عصابات.
إخوان المغرب
 يتهاوى عرش الإخوان فى كل الدول العربية.. فكل يوم يتلقى التنظيم الإرهابى ضربة موجعة.. فبالأمس كانت خسارة حزب العدالة والتنمية الإخوانى للانتخابات البرلمانية بالمغرب بعد سيطرة على الحكم استمرت ١٠ سنوات.. هذا يؤكد وبكل وضوح انهيار مشروع الإسلام السياسى فى المغرب العربى.
 وهكذا تنتقل العدوى والتى تعتبر علاجاً قاسيا لفساد هذا التنظيم الدولى من دولة لأخرى.. فبالأمس القريب كانت نهايته فى تونس بإجراءات دستورية اتخذها الرئيس التونسى فى يوليو الماضى.. وهو ما يعكس تراجعا حادا فى شعبية هذا التيار.. بل رفض شعبى وانكشافا فاضحا له وانحسارا للإسلام السياسى..
 وكأن السيناريو الإخوانى واضح فى كل الدول .. تغازل  الجماعة مشكلات الشعوب بقدرتها على الحلول لتكسب تأييدهم، ولكن ما إن  تصل للحكم حتى ينكشف زيف هذه الادعاءات والقدرات.. وكأن تحولهم من تنظيم سرى يعمل فى الظلام إلى حكم البلاد كان العلاج الشافى من دائهم بفضح فسادهم وثبوت فشلهم فى إدارة البلاد سياسيا واقتصاديا بسبب الحرص على تنفيذ أجندتهم الخاصة دون الاهتمام بالصالح العام.
 وتظل التجربة المصرية رائدة فى القضاء على هذا التنظيم ونقطة تحول فى التمكين الإخوانى فى المنطقة.. حيث انتقلت التجربة المصرية لليبيا والسودان وتونس والمغرب.. و خسرت جماعة الإخوان بانهيارها والقضاء عليها فى مصر قوتها فى العديد من الدول وفقدت مركزية القيادة بسبب ما تعرضت له فى معقلها وثقلها الأساسى بمصر.
 من الواضح أن هذه الهزائم المتتالية تُخرج هذه الجماعة من دائرة المنافسة السياسية.. خاصة أن وصولها للحكم يكشف فشلها وضعفها.. بل انكشاف مخططاتها لتدمير البلاد وخاصة مصر.. حيث تم رصد مليارات الدولارات لدعم العمليات الإرهابية التى استهدفت المؤسسات المصرية ورجال الجيش والشرطة والقضاء وغيرها مما فضح التنظيم بشكل كبير.
 وفى ظنى أنه لم يبق كثير فى عمر هذا التنظيم رغم محاولات التحور التى يلجأ لها فى مراوغة إخوانية فى صورة إنشاء تيارات منفصلة تبدأ بشكل ظاهرى من هذا التنظيم لتضمن البقاء مثلما حدث فى ليبيا.. خاصة بعد إعلانه  تنظيما إرهابيا فى مصر وبعض الدول.
 لكنه يترنح كما هو حال كل أشكال الإسلام السياسى التى حُكم عليها بالفشل مهما كتب له من سنوات فى الحكم مثلما حدث مؤخرا فى المغرب الذى استمر لنحو ١٠ سنوات.. ولكنه انكشف زيفه فسقط.. سقط سقوطا شعبيا مدويا مناسبا لغباء الجماعة.
 مصر نورت لبنان
 كعادة مصر لا تتخلى عن الأشقاء العرب.. الغاز المصرى فى لبنان عبر الأردن وسوريا كخطوة فعالة ومؤثرة لدعم لبنان الشقيق فى محنته.. كانت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتسخير كافة الإمكانيات لمد يد العون للشعب اللبنانى والتكاتف معه لتجاوز محنته فى أزمة الطاقة ومواجهة التحديات التى تضرب لبنان والتخفيف عن كاهل الشعب اللبنانى والمساهمة فى دعم لبنان واستقراره.
 يأتى هذا فى الوقت الذى يشهد لبنان ندرة فى المحروقات تنعكس على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية فى ظل أزمات اقتصادية تتفاقم منذ عامين وصفها البنك الدولى من بين الأسوأ فى العالم. حيث يعيش لبنان على مدار عامين أزمة فى سعر صرف العملة الوطنية الليرة أمام الدولار.. حيث فقدت العملة المحلية أكثر من ٩٠٪ من قيمتها وقدرت الأمم المتحدة أن ٧٨٪ من السكان باتوا يعيشون فى الفقر.. ونتيجة أزمة المحروقات الحادة تراجعت قدرة مؤسسة الكهرباء على توفير التغذية لكافة المناطق.. ويقف المواطنون يوميا لساعات طويلة أمام محطات الوقود لتعبئة خزانات سياراتهم.. وحذرت المستشفيات  مرارا من نفاد المحروقات  وأعتبرت ذلك يمثل خطر على حياة المرضى.
 دخول الغاز المصرى للأراضى اللبنانية ينقذ الشعب اللبنانى الذى مزقته الخلافات السياسية..  ليعلن بقوة أن مصر هى السند والداعم لكل الأشقاء العرب فى كل المحن.. عاشت مصر عظيمة.
 الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان
 من العاصمة الإدارية الجديدة انطلق عرس الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.. التى تتضمن المحاور الرئيسية للمفهوم الشامل لحقوق الإنسان فى مصر.. الاستراتيجية تم إعدادها على مدار أكثر من ١٠ سنوات.. حيث تم وضعها وفق منهج علمى بالتنسيق مع ٣٠ جهة ووزارة وتنفذها مصر على مدار ٥ سنوات.
 تعتبر هذه الاستراتيجية الأولى فى مجال حقوق الإنسان.. فلأول مرة يكون لدينا استراتيجية خاصة بنا لحقوق الإنسان.. استراتيجية تؤكد رؤية الدولة المصرية فى تعزيز الارتقاء بحقوق الإنسان وإعلاء قيم المواطنة والنهوض  بحقوق المواطن.
الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان نقطة مضيئة فى تاريخ مصر.
 الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تجسد خارطة طريق جادة لحقوق المواطن.
 الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التزام حكومى بتعهد واضح لخطة عمل الحكومة بضمان من القيادة السياسية. < الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان إعلاء لقيم المواطن المصرى.
 الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان تصون كرامة المواطن وتحمى وتعزز حقوقه وحرياته الأساسية.  
 الاستراتيجية الوطنية تحدد معالم الطريق نحو تحقيق الهدف فى سبيل النهوض بحقوق الإنسان.
 الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان خطوة كبيرة فى الإتجاه الصحيح لتطوير المجال الحقوقى الوطني.
 الاستراتيجية تعلى دولة حقوق المواطن فى الجمهورية الجديدة.