حكايات حب انتهت بجرائم قتل في عش الزوجية

جرائم قتل
جرائم قتل

منى ربيع

الزواج نعمة ورباط مقدس وتعمير في الأرض، ولكن عندما يتحول الى معركة بين أي زوجين ومعها تتحول شقة الزوجية الى أشبه بحلبة مصارعة يتقاتل فيها الزوجين، يكون الطلاق هنا ليس منحة فقط وإنما نعمة أيضًا؛ ولكن ما شهدته محاكم الجنايات في هذه القضايا كان أخر ما يتصوره العقل؛ أزواج طارت عقولهم وبدلا من اقتناعهم بأن الانفصال صار الحل الوحيد للحفاظ على آدمية كلا منهم، تحولوا الى قتلة ينتظرهم مصير مجهول وأبنا تيتموا مبكرًا؛ زوجة مقتولة أو بين الحياة والموت وزوج خلف الأسوار.
 

يمزق جسدها.. لرفعها دعوى خلع 

حب السطرة والتملك ملأ قلبه ظن انها لعبة يمتلكها، يتصرف فيها كما يشاء يكسرها، يرميها يفعل بها كما يحلو له، دون ان يحرك لها ساكن، لكنها تمردت عليه وقررت النجاة بطفلتها من براثنه، فالبرغم من انه مهندس زراعى وكان يعمل في وظيفة مرموقة الا انه اتجه لأصحاب السوء وعرف طريق المخدرات التى دمرته وحولت حياته الزوجية الى جحيم بالرغم من زواجه منها عن حب.
ايمان مدرسة في احدى المدارس الابتدائية التى تقع بجانب الشركة التى يعمل بها عماد، كان العاشق الولهان يراها كل يوم وهي تذهب الى عملها، أعجب بها وبشخصيتها وبأخلاقها، حاول التعرف عليها لكنها كانت تصده في البداية الا انها عندما تأكدت من صدق نواياه وافقت على الارتباط به، أحبها بجنون كان شخصًا غيورًا بشكل غير طبيعي، وعلى الرغم من ان البعض كان يرى ذلك عيبًا الا انها كانت ترى ذلك حبًا دون أن تدري أن هذا الحب الشاذ سوف تدفع ثمنه غاليًا، أن ترقد بين الحياة والموت. 
بعد فترة من تعارفهما تقدم لخطبتها وبعد عام من الخطوبة تزوجا في حفل كبير حضره الأهل والأصدقاء وانتقلت ايمان لتعيش مع زوجها في منزلهما بالعبور، مرت الشهور الاولى وكأنها لحظات، حتى شعرت إيمان بأن هناك شيئا يتحرك في احشائها لتزف لزوجها الخبر الذى ينتظره بأنها تحمل ولي العهد؛ فرح الاثنان حتى جاءت ابنتهما لوجي الى الدنيا، واستمر الحال على ماهو عليه لم يعكر صفوه سوى غيرة الزوج العمياء، لدرجة انه طلب منها ان تترك عملها وتقبع في المنزل، لكنها رفضت طلبه ومن هنا اشتعلت  الخلافات بينهما، اتهمها بالأنانية وانها لاتحبه، تطور الأمر الى الضرب والإهانة كلما اعترضت على اي شيء يقوله، حياتهما تحولت الى جحيم خاصة بعدما اتجه الى أصدقاء السوء وعرف طريق المخدرات؛ تركت ايمان منزل الزوجية أكثر من مرة لكنها كانت تعود اليه بعدما يذهب اليها متوسلا في بيت أسرتها، بأن لا تتركه وانه سيتغير لكنه كان يعود الى ماسبق عليه مرة أخرى، عامان مرا على زواج ايمان من عماد، شعرت بأن حياتها تحولت الى جحيم لا يطاق، وفي لحظة قررت الهروب والنجاة بنفسها وابنتها من ذلك الزوج المريض المدمن، لم تذهب الى منزل أسرتها كالمعتاد لأنها كانت تعرف بأنهم سيجعلونها تعود اليه عندما يأتى لمصالحتها واعدا اياها مثل كل مرة بالتغيير، تحدت اسرتها واخبرتهم بأنها سترفع دعوى خلع وتستأجر شقة لتعيش فيها هي وإبنتها، وطلبت منهم عدم الافصاح عن مكانها. 
نفذت ايمان ما أرادت وهربت من جحيم الزوجية، في تلك اللحظة جن جنون عماد أخذ يبحث عنها وعن ابنته في كل مكان حتى استطاع ان يعرف طريقها انتظرها اثناء نزولها من المنزل لتذهب الى عملها، وبمجرد ما خرجت من العمارة ذهب اليها يطلب منها ان  تعود اليه وتتنازل عن دعوى الخلع، لكن الزوجة رفضت ووبخته على مجيئه لها وطلبت منه الا يتعرض لها الا انها فوجئت به يخرج سكينا من طيات ملابسه ويقوم بطعنها ثلاث طعنات بالظهر واثنان بالبطن، تجمع المارة وتمكنوا من الامساك به ونقل المجني عليها الى المستشفى لترقد ايمان حتى هذه اللحظات مابين الحياة والموت. 
يتم القبض على عماد واحالته الى  النيابة العامة ومنها الى محكمة جنايات شبرا الخيمة برئاسة المستشار خالد الشباسي التى أصدرت قرارها بالتأجيل لسماع المرافعة وورود تقرير نهائي بحالة الزوجة. 

 

«قطع لسانك وراسك»!

ومن شبرا الخيمة الى قنا كانت القضية الأكثر بشاعة؛ لم يحتمل الزوج الصعيدى طلب زوجته للطلاق ليقرر ذبحها بطريقة بشعة، المثير في الأمر اعترافه بجريمته مبررًا ذلك انها طلبت الطلاق لانه عقيم ولا ينجب وانه اعتبر ذلك معايرة له، لدرجة انه من شدة انتقامه منها قطع لسانها عقابا لها على طلب الطلاق. 
القضية تعود أحداثها الى عدة اشهر عندما عثر الاهالى على جثة سيدة مقطوعة الرأس بين الزراعات، ليقوموا بإبلاغ رجال المباحث ويتم نقل الجثة الى المشرحة وإخطار النيابة العامة التى قررت انتداب الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة وأصدرت النيابة قرارها بسرعة تحريات رجال المباحث، علي الفور، تم تشكيل فريق بحث، وبفحص بلاغات الغياب تبين وجود بلاغ باختفاء «سامية. ع. أ» ربه منزل، وزوجها «محمد. ك. ع» موظف بإحدى المدارس بدائرة المركز، وبعرض الجثة على أسرتها تعرفت عليها، وتوصلت التحريات إلى أن الزوج وراء ارتكاب الواقعة بسبب وجود خلافات أسرية بينهما، وأضافت التحريات بأن المجني عليها طلبت الطلاق من المتهم كثيرًا لكنه رفض.
وعقب تقنين الإجراءات، تم ضبط المتهم مختبئا داخل إحدى الزراعات، وبتفتيشه عثر بجواره على كيس بلاستيك، به رأس المجنى عليها 
وأمام رجال المباحث اعترف بقتل زوجته بسبب  إصرارها على الطلاق لكونه عقيم، وانه يوم الحادث اخذت تهدده بأنها ستفضحه امام اسرتيهما فقرر قتلها، وأكد المتهم في إعترافاته انه وعدها بأنه سيطلقها في الصباح وأثناء نومها قام بذبحها ثم فصل رأسها عن جسدها وقطع لسانها، ووضعها داخل كيس بلاستيك كبير، ووضع بقية الجثة في جوال، وحملها على حمار، وألقاها مكان العثور عليها، وأوضح بأنه هرب برأس المجني عليها إلى جزيرة في البحر حتى ألقي القبض عليه وعلى الفور تم احالة المتهم الى النيابة ومنها تمت إحالة القضية برقم 154 لسنة 2016 جنايات نقادة، المقيدة برقم 35 لسنة 2016 كلي قنا، إلى محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها بإعدامه.
الا ان المتهم قام بالطعن على الحكم امام محكمة النقض والتى أيدت حكم إعدامه ليصبح نهائيًا واجب النفاذ. 

 

إعدام زوج

وفي اسيوط أصدرت محكمة الجنايات حكمها بإعدام زوج قتل زوجته عقابا لها على طلب الطلاق منه، وقام الزوج بمشاركة اثنين من أصدقائه بخطف الزوجة، بعد ما طلبت الطلاق منه امام اسرته واكدت انها لاتريد ان تعيش معه مما اعتبره اهانة لشرفه وكرامته، ذهب الزوج بصحبة صديقيه الى منزل اسرة الزوجة واعادوها عنوة الى منزل الزوجية وعندما استمرت في الصراخ وعنادها معه اطلق عليها الرصاص،  المحكمة أصدرت حكمها بإعدام الزوج والمؤبد لصديقيه.
 

صوت وصورة!

 ومن بنى سويف قرر زوج معاقبة زوجته بقتلها بعد ان عرف انها تنوى رفع دعوى خلع لتتخلص من الحياة معه وقد أعترف المتهم  أمام نيابة إهناسيا  ببني سويف الشهر الماضى بقتل زوجته، حيث انه اشترى سكينًا من أحد البائعين الجائلين وذهب الى زوجته في محل الملابس التى تعمل به، اخذ يتحدث معها ويعاتبها على ترك المنزل وعدم الرد على هاتفه، وطالبها بالتنازل عن دعوى الخلع التي اقامتها والعودة اليه، الا انها رفضت الحديث معه وطردته من المحل الذي تعمل فيه شر طرده معها شعر الزوج بالإهانة، وقتها لم يشعر بنفسها واخذ يطعنها في جميع انحاء جسدها حتى سقطت ارضًا غارقة في دمائها، بعدها قام وسط ذعر المحيطين بقطع شرايينه ولم يدر بنفسه الا وهو في المستشفى، النيابة  قررت حبسه على ذمة التحقيق، وبعرضه على قاضى المعارضات اصدر قرارًا بحبسه 15 يومًا.