لحظة صدق

دلل قلبك تكسب حياتك

إلهام أبو الفتح
إلهام أبو الفتح

لا تحمل هم الدنيا ولا تحمل هم الرزق .. اعتن بنفسك ودللها ولا تعط الأحداث فوق ما تستحق..لا تترك نفسك للحزن والألم وكن  مستبشرا متفائلا وعش حياتك على مبدأ كن مُحسنًا حتى وإن لم تلق إحسانًا .. ارخ يدك بالصدقة تُرخ حبال المصائب من على عاتقك هذه الكلمات قالها الإمام على رضى الله عنه وما أحوجنا إليها فى هذا الزمان زمن الكورونا ومصطلحاتها التى جدت علينا مثل موت الفجاءة، اعداد المرضي، أجهزة التنفس،  اللقاحات واعراضها.. فرغم أن الفيروس الكئيب يحل ضيفا ثقيلا على الرئتين ويدمر الحويصلات الهوائية لكن زادت أمراض القلب، استغربت وظننت أن القلب يتأثر بالدمار الذى لحق بالشعيرات الدموية التى تمده بالأكسجين،لكن ما فاجأنى هو  أن القلب له شفرة تتلخبط بالخوف من فراق الأحبة وتتعطل تماما بالهم والحزن، وتوهن عضلاته ولا تقوم لها قائمة إذا انكسر ، فحافظ على قلبك ودلله وحافظ على شفرته سليمة من أى أوجاع فالقلب له شفرة وله مخ خاص به وهذا ليس كلام شعراء ولا استعارة لكنه كلام صاحب كتاب شفرة القلب العالم الأمريكى الدكتور بول بيرسال : إن القلب يحتوى على جهاز عصبى مستقل ومتطور يتكون من أكثر من 40000 خلية عصبية وشبكة معقدة شديدة الإبداع تحمل الكثير من المعلومات عن شخصياتنا وتاريخنا وذاكرتنا.وتجعل القلب يحب ويشعر ويتذكر ويتصل بقلوب أخرى حرفياً، ومن هنا جاء المثل المصرى العبقرى من القلب للقلب رسول، وهذا الرسول لا يحتاج وحدة اللغة ولا يشترط التاريخ المشترك ولا العادات ولا التقاليد بل يحتاج ما نسميه بالكيمياء ربما تحملها النظرات او الهمسات أو الخلجات بين اثنين، وهذه الحقيقة خلاصة تجارب وأبحاث استغرقت سنوات عديدة فى مجال نقل وزراعة القلب، ذكر فيه العديد من النتائج، بعضها غريب إلى حد الدهشة والبعض غريب إلى حد يدعو للشفقة..سأكتفى من قصص شفرة القلب التى ذكرها الدكتور «بول بيرسال» فى كتابه أن شاباً فى الثامنة عشرة من عمره كان يكتب الشعر ويلعب الموسيقى ويغني، توفى فى حادث سيارة ونقل قلبه إلى فتاة فى نفس العمر تقريباً، وخلال مقابلة لها مع والدى المتبرع عزفت أمامهما موسيقى كان يعزفها ابنهم الراحل، وبدأت فى إكمال كلمات أغنية كان يرددها رغم أنها لم تسمعها أبداً من قبل!
فحافظ على قلبك سليما ودلله ويكفيه  ما يتحمله من صدمات فى عصر الأوبئة الذى نعيشه فلا تفتح عليه جبهة جديدة لأنه قد يخذلك ولا يتحمل فتتسارع نبضاته وتصيبه أعراض مشابهة لحالات الإصابة بنوبة قلبية. فى الواقع هذا ما يسمى متلازمة القلب المكسور. كفانا الله شرها وحفظ قلوبنا وقلوب احبائنا.