فى الصميم

لبنان.. ومهمة إنقاذ!

جلال عارف
جلال عارف

كان الانفجار الهائل فى ميناء بيروت العام الماضى كاشفاً لعجز الطبقة السياسية الذى أوصل البلاد لحافة الانهيار الكامل. ومن هنا كانت فكرة حكومة ذوى الاختصاص (التكنوقراط) من خارج التكتلات الحزبية المعروفة تفرض نفسها كطريق لابد منه لتجاوز الأزمة وإنقاذ البلاد من شبح الافلاس ومع ذلك - ورغم حراك شعبى هادر ضد الطبقة السياسية - فقد ظل لبنان بلا حكومة فاعلة لأكثر من سنة، حتى تمكن نجيب ميقاتى بالأمس من التوافق مع الرئيس اللبنانى عون على تذليل آخر العقبات ليتم إعلان الحكومة التى تبدو كأنها حكومة اختصاصيين وخبراء لكنها - فى حقيقتها - تمثل ما وصل اليه التوافق بين زعماء الأحزاب والطوائف والتفاهمات بين القوى الخارجية المؤثرة فى الساحة اللبنانية.
المهمة صعبة أمام الحكومة الجديدة، والمدى الزمنى المتاح أمامها لا يتعدى بضعة شهور حتى موعد الانتخابات فى الربيع القادم. وقف التدهور الاقتصادى ووضع البلاد على طريق التعافى هو أساس عمل الحكومة، وهو يستلزم قرارات صعبة حتى يتم اقرار الاتفاق مع صندوق النقد الذى أصبح شرطاً للحصول على المعونات الدولية.
بعض التطورات الأخيرة تمهد الطريق أمام «ميقاتى».. تم قطع شوط كبير فى عملية إلغاء الدعم ثم بدا أن هناك انفتاحا عربيا ودوليا سهل اتفاق توصيل الغاز المصرى عبر الاردن وسوريا.. لكن العقبات مازالت كثيرة فى ظل اوضاع معقدة داخلياً وإقليمياً ودولياً.
بعيون دامعة أعلن رئيس الحكومة ميقاتى أن العمل سيتركز على وقف الانهيار ووضع حد للاحباط واليأس الناتج عن الظروف المعيشية الصعبة لمعظم اللبنانيين أملاً فى المساعدة العربية قبل غيرها.
بعيداً عن الحسابات الصغيرة والمصالح الضيقة، فإن دعم لبنان لتجاوز أزمته واجب ومسئولية. المهمة الآن هى الإنقاذ وبعدها سيأتى حتماً قطار الإصلاح والتغيير حتى لو تأخر فى الوصول!