استعرض متحف الأقصر القومي تاريخ الحلى عند المصري القديم.

بالصور.. متحف الأقصر يستعرض تاريخ الحلي عند المصري القديم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعددت أغراض واستخدمات الحلي الدينية والدنيوية، بل إن كثيرًا منه خدم الاثنين معًا، فبجانب استخدامها للزينة، اعتقد المصري القديم في وجود قوى سحرية خفية كامنة بداخلها تستطيع أن تحفظه وتحميه من الأرواح الشريرة وأن تجلب له النفع.

اقرا ايضا| «الأزهر والأوقاف» يؤكدان على أن التمسك بالأخلاق الفاضلة من ركائز قيام الدول

وتعددت أشكال وهيئات قطع الحلي الدنيوية والأخروية فخضعت للذوق الفني وتطور الصناعة من جانب، وللرمزية والتمائمية والأفكار الدينية المرتبطة بها من جانب آخر، حيث كان بعضها للصدر، والبعض الآخر لليد والأصابع، وبعضها للقدمين والرسغ.


كما تعددت واختلفت أشكال واحجام احجار صناعة الحلى حيث كان البعض منها من مصر والبعض الأخر يستورد من خارج مصر ومن هذه الأحجار؛ الفيروز، العقيق، اللازورد، الجشمت، الأساتيت، الفضة، الألكتروم، الذهب، الملاخيت، والفلسبار.


بدأ المصريون القدماء يزاولون مهنة الصياغة منذ العصر الحجري الحديث، إذ كان إنسان حضارة البداري في أسيوط يستخدم المحار الصغير لكي يُكون منها حليًا متنوعًا، كما شاعت أنواع الحلى المصنوع من الخرز الذي كان يلضم في خيوط من الكتان أو من شعر البقر أو الجلد" واستطاع المصري القديم نحت وحفر أساور وخواتم من أحجار صلبة أو من العظام وتوصلوا إلى طلاء الأحجار بمادة زجاجية منحت هذه الأحجار بريقاً يشبه بريق الأحجار نصف الكريمة.


ومنذ الأسرة الأولى برع المصري في صياغة الحلى من الأحجار الصلبة النصف كريمة، تشهد على هذا الأساور الرائعة لزوجة الملك جر من أبيدوس المصنوعة من الذهب واللازورد والأماتست (الجمشت) والتكواز (الفيروز) مفكات، وكذلك حلى الملكة حتب حرس أم الملك خوفو.


ولم يتوقف نمو وازدهار صناعة الحلي والصياغة في مصر القديمة، فلقد تميز المصريون القدماء في عصر الدولة الحديثة بالذوق الرفيع والتحكم الكامل في الأساليب الفنية وفى قدرتهم الفائقة على تركيب وترصيع وتنسيق المعادن الثمينة مع الأحجار نصف الكريمة وقد ساعدهم على ذلك ثراء البلاد بهذه المواد من ناحية ومن ناحية أخرى ذوق وثراء عملائهم من كلا الجنسين فلقد اعتاد الرجال أيضًا التزيين بالحلي.


كما استمرت الصناعة على نفس الوتيرة خلال العصر البطلمي، فلقد عثر على العديد من قطع الحلى الجميلة فضلًا عن نقوش المعابد البطلمية والتي تظهر الربات والملوك والملكات يرتدين قطع الحلي الجميلة. وتنقسم أدوات الزينة إلى مجموعتين متميزتين: النوع الأول: هو حلى الحياة اليومية الذي يرتديها الرجال والنساء على حد سواء بغرض الزينة أو لابراز مكانة اجتماعية ومنها؛ القطع المختلفة لتزين الشعر والتي من أهمها الأكاليل والتيجان التي كانت تثبت الشعر المستعار فوق الرأس، وارتدوا ايضًا الخواتم ذات الأحجار الكريمة او نصف الكريمة التي يثبت فيها الختم الشخصي للمرأة أو الرجل أو تميمة على هيئة الجعران وهذه الخيرة بدأت تنتشر منذ الدولة الوسطي.


أما النوع الأخر: أدوات الزينة فهو الحلي ذو المعني ألتمائمي الذي يحمي مرتدية من القوة الخفية التي تصبيه وهذا النوع استخدمه الأحياء كما استخدم للموتى ووضع على جثثهم داخل التابوت ولذلك يعرف بالحلي الجنزي، وفي بعض الأحيان كان الأثرياء والأفراد والعائلة المالكة يستعملون حليهم الأصلي الذي استخدموه في حياتهم الدنيا كحلي جنزي. يعرض متحف الاقصر للفن المصري القديم مجموعة متنوعة الأشكال والأحجام من الحلي المصري القديم.