قصة قريتين دمّرهما الثأر والإجرام وأنقذتهما «حياة كريمة» بـ«قنا»

اللواء أشرف الداودي محافظ قنا
اللواء أشرف الداودي محافظ قنا

منذ سنوات طويلة، عانى أهالي قريتي حمرة الدوم وأبو حزام بنجع حمادي،  من الثأر الذي وقع ضحيته العديد من المواطنين،  فضلاً عن تواجد أباطرة الإجرام في الصعيد، من أبناء القريتين، والذين عرف عدد منهم إعلامياً بخط الصعيد، مما أدى إلى إلصاق لقب بلاد الدم والنار لهاتين القريتين، وأسفر ذلك عن تدني جميع الخدمات بهما، وسط مطالبات من العقلاء بوقف نزيف الدم وضبط الخارجين عن القانون. 

وبالرغم من ذلك فيتمتع أهالى القريتين، بحسن الخلق وكرم الضيافة، ومن بينهم أطباء وصيادلة ومهندسين ومحامين، ويوجد بها مواطنون من أعرق العائلات في الصعيد. 

وطوال سنوات مضت، شهدت القريتين حروباً بالأسلحة الثقيلة بسبب خلافات ثأرية وعائلية، وساهم دخول الأسلحة إلى القريتين بسبب الانفلات الأمني عقب ثورة يناير، وتهريب الأسلحة للقريتين عن طريق تجار أسلحة من الحدود مع السودان وليبيا، عبر المدقات الجبلية، في انتشار السلاح وأيضاً الجرائم المتعلقة به مثل القتل والسرقة والبلطجة.

وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئاسة الجمهورية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية،  في حملتها للقضاء على البؤر الإجرامية في مصر، شنت الأجهزة الأمنية حملات مكثفة على القريتين، وداهمت معاقل الإجرام، وضبطت عدد من الخارجين عن القانون، الهاربين من أحكام قضائية بالإعدام والسجن، وصفت عدد منهم في مطاردات أمنية مكثفة، وضبطت مئات من الأسلحة الخفيفة والثقيلة من بينها مضاد للطيران وجرينوف ودانة.

وبعد نجاح الحملات الأمنية،  طالب أهالي القريتين الدولة، بضرورة تفعيل دور نقطة الشرطة واستمرار الجهود الأمنية، وتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية، من مياه وكهرباء وصرف صحي وتعليم ورصف طرق وصحة، فضلاً عن إنهاء الخصومات الثأرية بين جميع العائلات. 

ومع حدوث المذبحة الأخيرة بقرية ابوحزام، منذ بضعة أشهر،  والتي راح ضحيتها 11 قتيلا ، بسبب خلافات بين اثنين على بيع الأسلحة، حظيت القرية على بؤرة اهتمام الدولة وأعضاء مجلس النواب، بعد مناشدات تكررت بضرورة توفير الخدمات للقريتين ، للقضاء على الثأر. 

وبدأت الأجهزة التنفيذية، بمختلف قطاعاتها، على العمل على تنفيذ احتياجات المواطنين، ووزعت مديرية التضامن مليون جنيه على 1000 محتاج من القريتين،  فضلاً عن كراتين سلع غذائية، وأدى محافظ قنا صلاة عيد الأضحى مع أهالي القرية، في سابقة تعد هي الأولى من نوعها. 
دشن اللواء أشرف الداودي محافظ قنا فاعليات مبادرة  تنموية لتطوير قريتي حمرا دوم وأبو حزام التابعتين لمركز نجع حمادى شمال المحافظة والملقبتين اعلاميا بـ«قرى الدم والنار» فى مؤتمر جماهيرى حاشد بالقرية لعرض الخطة الإستراتيجية التي وضعتها المحافظة لتحقيق التنمية المستدامة بتلك القريتين وذلك للحد من انتشار الخصومات الثأرية، ونبذ العنف والتعصب القبلى من أجل التفرغ للبناء والتنمية.

أعرب محافظ قنا فى بداية كلمته عن سعادته بتواجده وسط أهالى قريتىّ أبو حزام وحمرا دوم التي يتميز أهلها بحسن الخلق والكرم والطيبة ، مؤكداً أن المحافظة حريصة على تسخير كافة إمكانياتها لإحداث تنمية حقيقية بالقريتين من خلال إطلاق مبادرة " قنا بلا خصومات ثأرية " فى يونيو الماضى للحفاظ على الأمن والإستقرار، ومن ثم البدء فى تنفيذ خطط التنمية الحقيقية وفقا لتوجيهات القيادة السياسية بشأن الاهتمام بالقضايا التي تمس حياة المواطنين والعمل علي إيجاد حلول فعالة وسريعة لتحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ .
وأضاف الداودي بان قريتي حمرا دوم وابوحزام تم ادارجهما ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة وسيتم تنفيذ العديد من المشروعات والمجمعات الخدمية التي تخدم أبناء القريتين، بالإضافة إلي تعيين أبناء القريتين  بتلك المشروعات لتوفير فرص عمل حقيقية لهم  .

ومن جانبهم قدم أعضاء مجلسي النواب والشيوخ عدد من المقترحات والمشروعات التي من شأنها احداث طفرة تنموية حقيقية لأبناء القريتين معربين عن شكرهم وتقديرهم للواء أشرف الداودي محافظ قنا على مجهوداته المبذولة لخدمة المواطنين، ودوره الفعال  فى شتى القطاعات للقضاء علي الخصومات الثارية .
كما استعرض القيادات التنفيذية بالمحافظة الوضع الراهن فيما يتعلق بالمشروعات الخدمية المتوفرة بكلتا القريتين وكذا عرض الخطط المستقبلية المزمع تنفيذها من مرافق وخدمات اساسية بتلك القريتين لاحداث طفرة تنموية بتلك القريتين. 
 
هذا واستمع محافظ قنا وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ إلى شكاوى أهالى القريتين ومطالبهم ووعدهم  بدراستها واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها بما يضمن تحقيق مطالبهم فى اسرع وقت ممكن من خلال ادراج القريتين ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة .