هي أكثر من مجرد دودة هي المسبب الرئيسي لخسارة دول كاملة المليارات فجميعنا نعلم " دودة القز " المسئولة عن إنتاج خيوط الحرير واحدة من أغلى الأقمشة في العالم والتي تحقق مكاسب كبيرة ولكن على الجانب الأخر وعلى العكس منها توجد دودة " توتا ابسولوتا" تلك الدودة التي لا توجد أي قوة بالعالم تستطيع مكافحتها حتى استخدام المبيدات هو فقط من أجل التقليل من أثارها وليس للقضاء عليها.
وبحسب دراسة منشورة في مجلة "المركز الدولي للزراعة والعلوم البيولوجية" فإن هذه الدودة هي السبب في تحقيق أكبر خسائر سنوية في العائدات للدول الإفريقية والتي وصلت لـ 11.45 مليار دولار أمريكي وذلك بسبب دورها في إفساد عدد من المحاصيل الزراعية من أهمها الطماطم والبطاطس ونتيجة لتقلب المناخ السبب الرئيسي لخروجها عن طور السكون ونشاط الإنسان المسبب في انتقالها من موطنها الرئيسي انتشرت تلك الحشرة بشكل كبير في دول حوض البحر المتوسط وأوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.
حيث تم اكتشاف حشرة "توتا ابسولوتا" والمعروفة باسم " عثة الطماطم " أو " دودة الطماطم " في امريكا الجنوبية موطنها الأصلي في الثمانينات لتنتقل منها إلى الدول الأوروبية فتم التعرف عليها لأول مرة في أوروبا كانت بإسبانيا لتنتشر من خلالها إلى جنوب أوروبا وشمال إفريقيا لتغطي كل دول حوض البحر المتوسط.
وتهاجم تلك الحشرة المحاصيل في كافة مراحل دورة حياتها والتي تستمر حوالي 35 يوم بداية من الحشرة الكاملة والتي تشبه فراشة صغيرة نسبيا طولها يتراوح بين 5 إلى 7 مم وعرضها مع فرد الجناحين يصل الى 1 سم وتضع الأنثى في هذه المرحلة أكثر من 260 بيضة على النبات العائل بالجانب السفلي من الورقة.
وتكون البيضة اسطوانية الشكل حجمها صغير لونها أبيض يميل إلى الصفار وطولها حوالي 0.35 مم وتفقس في خلال من 4 إلى 6 ايام لتتحول إلى يرقة لونها كريمي في البداية مع رأس أسود مميز ذات حجم صغير يكون أقل من 1مم ثم يتحول لونها إلى الأخضر ثم الأرجواني في مرحلة الكبر ليصل طولها إلى 9 مم.
وتتميز في آخر مراحل دورة حياتها والتي يطلق عليه " العذراء" بلونها البني الفاتح ويصل طولها إلى حوالي 5 مم وأهم ما يميز الحشرة الكاملة هو قرون الاستشعار الطويلة التي تشبه المسبحة والحراشف فضية اللون التي تغطي الأجنحة وكذلك وجود بقع سوداء على الأجنحة الأمامية وتضع الأنثى في هذه المرحلة ما بين 250 إلى 300 بيضة وتتحول إلى حشرة عابرة للحدود تصيب النباتات في الحقول المفتوحة والدفيئة.
وتعد تلك الدودة من الحشرات المدمرة لمحصول الطماطم فهي لا تتغذى فقط على أوراق الطماطم مكونة بقع شفافة عليها وتقوم بحفر انفاق كبيرة وعريضة في تلك الأوراق ولكنها أيضا تهاجم الثمار وتتغذى عليها والمشكلة الكبرى أنك من الممكن لا تلاحظ الإصابة لان الفتحة التي تحدثها تلك الحشرة تكون تحت كاس الثمرة لتتفاجئ بعد فترة بتلف كم كبير من الثمار الناضجة والخضراء كما تهاجم أيضا القمة النامية والأفرع والأزهار.
اقرأ أيضا:أسباب تواجد الديدان السوداء في البيت..وكيفية التخلص منها
فهي لديها القدرة على التأثير على كمية وجودة الثمار فقد تصل الخسائر في الإنتاج من 50 إلى 100% حسب سجلات الاتحاد الأوروبي سنة 2005 كما تؤثر بشكل سلبي على محصول البطاطس فتتمكن من إصابة الأجزاء الهوائية وأيضا الدرنات لذلك تعد من الآفات الهامة على المجموع الخضري خصوصا في المناطق الدافئة والمنخفضة.
وتعود خطورة هذه الحشرة في امتلاكها قدرة عالية على التكاثر حيث تكون من 10 إلى 12 جيل في السنة كما أن اليرقة لديها القدرة على تطوير سلالات مقاومة للمبيدات الكيميائية ولذلك فشلت الدول في مكافحتها كيماويا.
