أحد علماء الأوقاف: الأخذ بالأسباب يجنبنا مخاطر كورونا

موجة كورونا الرابعة ضاعفت القلق
موجة كورونا الرابعة ضاعفت القلق

مع التحذير من هجمة الموجة الرابعة لفيروس كورونا بتحوراته ارتفعت نسبة القلق عند الكبار والصغار، فكيف يمكننا حماية أنفسنا من القلق الزائد ومن أن يتحول إلى هلع يربك حياتنا.. الإسلام يقدم لنا روشتة لعلاج التوتر والقلق بجانب الاجراءات الاحترازية..

الشيخ محمد حسن قاعود

يقول الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف:حياة الانسان لا تسير على وتيرة واحدة ولا نمط واحد، بل هى خليط من الانفعالات والعواطف، فالإنسان أحيانا يشعر بالحب وأحيانا يشعر بالكراهية وأحيانا يشعر بالقلق وأحيانا بالفرح، والقلق من الأحاسيس المؤلمة وأساس المتاعب النفسية، التى يعانى منها البشر الآن.

ويضيف: مع الإعلان عن الموجة الرابعة لفيروس كورونا ازداد القلق ولكن الإسلام وضع علاجا مع التأكيد على الأخذ بالأسباب وهى الاجراءات الاحترازية، مثل ارتداء الكمامة وغسل الأيدى وتطهير الأسطح والحصول على اللقاح والتباعد والذهاب إلى الطبيب فى حالة ظهور أى أعراض وعدم المخالطة فى الأماكن المزدحمة.

ويؤكد:الإسلام حل أزمات الإنسان المعاصر حلا كاملا سواء كانت أزمات روحية أو دينية أو نفسية أو خلقية أو اجتماعية بما يضمن سعادته ويحقق له الطمانينة على أرض الواقع من هذا المنطلق الإسلام يهدينا إلى اتباع الوسائل السليمة للقضاء على القلق منها الالتجاء إلى الله والتوكل عليه قال تعالى:» ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب» فالإيمان الممتزج بالتقوى والعمل الصالح مع التحلى بالصبر والتواصى بالخلق الحميد مع الرضا بقضاء الله وقدره يورث بشاشة فى الروح قال تعالى:» ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون»،وقال تعالي:»من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون» ويقول  ديل كارينجى صاحب المؤلفات الشهيرة فى علم النفس (من أثر الإيمان والالتجاء إلى الله فى علاج القلق أن أطباء النفس يدركون أن الاستمساك بالدين والإيمان كفيل بقهر القلق والتوتر العصبى وأن يشفى هذه الأمراض)،أيضا: الصلاة فهى عامل أساسى للوقاية من التوتر والقلق قال تعالى: «واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة إلا على الخاشعين» ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فكان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ،وقال صلى الله عليه وسلم:» أرحنا بها يا بلال».

أيضا ذكر الله قال تعالى :» الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر ألا بذكر الله تطمئن القلوب»،فهو دافع وطارد للقلق أما الإنسان الذى يعرض عن الذكر يكون شديد القلق وقاسى القلب قال تعالى:»ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى».هذا بالإضافة إلى الدعاء الى الله برفع الوباء عن البلاد والعباد فهو وسيلة لإفراغ المتاعب النفسية التى تؤدى الى التوتر قال تعالى: «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان». وهناك أدعية كثيرة لتفريج الهموم فى كتب السنة فباب الله مفتوح، وأخيرا تلاوة القرآن قال تعالى: «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء وقال تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين». وفى النهاية نقول: إذا كنت لا نستطيع اقتلاع الخوف والقلق والحزن من نفوسنا لمجرد الرغبة فى ذلك فإننا نستطيع أن نتمسك بالدين قولا وعملا ونتحلى بالأخلاق الكريمة قال تعالى: «ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور».