ما جري في اليمن خطير لا تخفي ابعاده. وأعتقد انها ماثلة امام من يخطط السياسة المصرية، فالتمدد الحوثي المدعوم من ايران واطراف اخري تجاوز قواعد التوازن في اليمن، ولعب مجرم الحرب علي عبدالله صالح دورا خطيرا في وصول الامور الي ما وصلت اليه، هذا الشخص القاتل الذي لم يغفر للشعب ثورته عليه وازاحته فسعي الي هدم الوطن علي اهله. رغم كل شيء هناك حقائق يجب الا تغيب عنا في هذه اللحظات الحرجة. منذ ظهور تعبير »‬الفوضي الخلاقة» لكونداليزا رايس والاقطار العربية تهوي واحدة بعد الاخري، العراق، سوريا، ليبيا، السودان، ثم اليمن وكان صعود الجماعة التي لا تؤمن بوطن الي الحكم جزءا من عملية التفتيت الواسعة التي يتعرض لها الوطن العربي منذ سنوات وساعد عليها اوضاع الاستبداد والفساد الداخلي. غير ان الهدف الرئيسي لم يعد خافيا. وهو تقسيم العالم العربي علي اساس عرقي وطائفي. واستثمار احداث تاريخية بعيدة لتأجيج صراعات دموية ربما تستمر مئات الاعوام. ما زلت اذكر مقولة هنري كسنجر بعد حرب اكتوبر. ان ما جري من الامة المصرية وفي القلب منها جيشها يجب الا يتكرر. وكان الهدف من اتفاقيات كامب ديفيد تحجيم الجيش المصري العريق وتحويله الي قوة صغيرة لمكافحة الارهاب، ونتج عن قبول السادات شروط هذه الاتفاقية خلو الحدود المصرية من قوة مؤثرة مما ادي الي الارهاب المتجذر في سيناء الان، والذي يخوض الجيش المصري حربا شرسة لتطهيرها الان. عندما يكشف التاريخ عن موقف قادة الجيش المصري عن التفاصيل الدقيقة للحفاظ علي قوة الجيش وفاعليته بواسطة قادته العظام من المشير احمد بدوي وصولا الي المشير طنطاوي سيقف المصريون علي صفحات من الكفاح الوطني المشرف للحفاظ علي الدولة، ولا استثني الرئيس الاسبق مبارك من هذا الجهد. خروج المصريين في الثلاثين من يونيو قلب خطط الشرذمة  والتفتيت وهدم الكيانات الكبيرة من اقصي الغرب الي الشرق، استمرار عصب الدولة سليما اعني الجيش واستمرار تحديثه وتطويره ثم تنويع مصادر السلاح بالفعل لا بالقول قلب كل خطط تدمير المنطقة. لذلك تبدو مهمة الحفاظ علي الجيش المصري كقوة ضاربة في حد ذاتها لها اولوية اولي واخيرة. للجيش في مصر مكانة خاصة تتصل مباشرة بكيان الدولة وسلامتها، اتذكر الان قول نابليون المأثور »‬مصر مركز العالم المتمكن منها يتحكم في العالم» لذلك جاء اليها علي رأس جيشه، لذلك الجيش ثم الجيش، الامن القومي احد شروطه الاساسية بقاء الجيش المصري سليما، قويا، واستعادة التاريخ الان مهمة جدا، خاصة ذلك الذي عاصرناه. المهمة الرئيسية لمصر الان الا يحول الصراع في اليمن الي سني - شيعي  شامل هذا سيفتح ابواب الجحيم علي الجميع دور مصر الرئيسي الان الا يصل الامر الي هذا الحد. ولهذا تفصيل.