عاجل

فخار عم عيد.. 30 عامًا بين الأصالة والتطور

 فخار عم عيد
فخار عم عيد

على اليمين اجتمعت الحضارة المصرية القديمة مع الحداثة والتطور..حوائط تتزين بالمنتجات الفخارية التى تخطف أنظار الجميع.. وعلى اليسار عُلقت «الطنجرة والدلة والبرمة والملة والأكواب والفناجين والأباريق والصحون والزير والجحلة والجدوية، والمزهريات وأصص الزرع والمجامر».. هكذا هو المشهد داخل ورشة عم عيد تميم صانع الفخار فى قرية جريس بالمنوفية.

وعلى منضدة خشبية، يجلس عم عيد، وأمامه عمود دوار يُحركه بإحدى قدميه من خلال قطعة خشب دائرية مثبتة أسفل العمود، وأعلى العمود الدوار يضع صانع الفخار قطعة صغيرة دائرية، من الطين الجاف غالبا، ليضع عليها قطعة الطين التى سيتم تشكيلها حسب الشكل المطلوب.. فيشكل بأنامله الذهبية الأزيار والأوانى الفخارية المختلفة، فبمجرد أن تلمس قطعة الطين يداه تتحول فى دقائق إلى قطعة فنية نادرة، تحوى تفاصيل دقيقة، تنطق ببراعة صانعها.

ويعمل عيد تميم، بتلك المهنة منذ 30 عاما، حتى سارت كالدماء التى تسرى فى عروقه، ومع مرور السنوات يستحدث أشكالا جديدة من التحف الطينية التى تخرج من تحت يديه، حتى تنوع زبائنه من كل مكان، فيأتيه تجار القاهرة ليشتروا بضاعته التى لا مثيل لها فى أى مكان آخر، وكذلك السياح الأجانب يسيل لعابهم بمجرد أن يشاهدوا قطعة واحدة من صناعته.

«بهجة الزبون وانبهاره بالفخار يجعلنى أشعر بالرضا».. هكذا أكد عيد تميم، عن رد فعل السائح على ما يصنعه، مضيفًا: «أشعر بالرضا حيال نظرة الزبون وبهجتهم خلال عملى على ماكينة تشكيل الطمى.. لأن الحاجات العادية بالنسبة ليهم إبداع».

وأضاف: «حريص على تعليم أولادى أصول المهنة حتى وإن أحرزوا تفوقا كبيرا فى تعليمهم الدراسى، وقرروا العمل فى مجالات أخرى، إلا أنه يجب أن تحفظ أناملهم مهارات تلك الحرفة التى يتقنها جميع أفراد العائلة».

ويعتبر عم عيد أن التخرج من تلك المهنة يمر عبر مدرستين، المدرسة الأولى تتمثل فى المنضدة التى يقف عليها الأم والأبناء، والتى يتعلم عليها الأبناء أساسيات الحرفة، وبعد النجاح فى تلك المدرسة ينتقل الطالب إلى المنضدة الثانية التى يقف عليها عم عيد والتى تعنى أن الطالب قادر على إخراج منتج فخارى يخطف القلوب والعقول.