إنها مصر

رسائل مهمة للرئيس

كرم جبر
كرم جبر

انتهى عصر "البالة" وهى الملابس القديمة والمستعملة التى كانت تملأ الأسواق والمحلات، خصوصاً بعد تحويل بورسعيد إلى منطقة حرة، ولن تستورد مصر شيئاً إلا بالمواصفات الأوروبية.
المصريون يستحقون معاملة كريمة، وهذا المعنى الذى أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى افتتاح توسعات ميناء الإسكندرية، واختفت الصورة القديمة للاستهانة، وبدأ عصر جديد.
العصر الجديد قوامه دولة قوية تحترم شعبها وتعمل على راحته، وتقف على مسافة واحدة من الجميع، فلا تحابى غنياً على حساب فقير، ولا تسمح باستغلال المواطنين وتضرب الفساد أينما كان.
أراضى الدولة كانت دجاجة تبيض ذهباً للمحظوظين، فحققوا من ورائها ثروات طائلة، واكتنزوا الملايين والمليارات، لمجرد أنهم أحدثوا زواجاً بين الثروة والسلطة، ولا تجد ثرياً فى مصر إلا وأراضى الدولة كانت السبب.
أراضى الدولة الآن ملك لكل المصريين، بعد إعادة استثمارها بشكل عادل، وأدت تلك السياسة العادلة إلى توفير ملايين المساكن للمحتاجين، بعد أن كانت أزمة الإسكان رقماً صعباً من المستحيل التعامل معه من الأنظمة والحكومات السابقة.
أراضى الدولة الآن هى كلمة السر فى توفير الموارد الكبيرة التى تستخدم فى المشروعات القومية الكبرى، وتصوروا معى قطعة أرض مساحتها ألف متر يبلغ ثمنها عشرة ملايين جنيه، وكان يحصل على الآلاف منها رجال أعمال ومستثمرون دون غيرهم، وعادت الأرض للدولة لأصحابها الحقيقيين، وتوظف العوائد الضخمة فى مشروعات تخدم المصريين جميعاً.
من أين تأتى الدولة بالأموال الطائلة التى تنفقها على المشروعات الكبرى؟
من ثروات مصر بعد إعادة توظيفها لصالح المصريين جميعاً وليس فئة واحدة، فأصبحت الدولة تمتلك مقومات اقتصادية حقيقية، جعلت القاصى والدانى يتحدث عنها، وتحسنت كثيراً صورة مصر فى الداخل والخارج.
الرئيس فى ميناء الإسكندرية كان حريصاً على شرح فلسفة مصر الجديدة فى حسن توظيف مواردها، وأنها اتخذت مساراً مختلفاً لبناء دولة حقيقية، قادرة على تلبية احتياجات مواطنيها.
دولة حقيقية لا تمد يدها لشقيق أو صديق، وعقدت العزم على التصدى للمشكلات بجرأة، وإيجاد حلول جذرية لها وفقاً للمواصفات العالمية مثل التوسعات الكبيرة التى شاهدناها فى توسعات ميناء الإسكندرية.
دولة حقيقية تتسلح بسرعة الإنجازات والمحافظة على معدلات قياسية فى المواصفات والأداء، فميناء السخنة كان مخططاً له منذ ربع قرن، ولم يتم تنفيذ سوى الحوض فقط، وعندما شمرت الدولة عن سواعدها، استطاعت أن تنجز المشروع الأسطورة فى زمن قياسي.
واللقطة التى تصدرت المشهد هى إصرار الرئيس على أن تكون عربات الدرجة الثالثة مكيفة احتراماً لآدمية البشر، واعتزازاً بمصريتهم.