بدون تردد

المنتخب القومى

محمد بركات
محمد بركات

فى تقديرى أننا يجب ألا نسمح لمشاعر الغضب والإحباط وردود الفعل الساخطة، التى تملكتنا جميعا جراء الأداء المؤسف وبالغ الضعف، للمنتخب القومى لكرة القدم أمام منتخب الجابون، أن تقودنا إلى ضباب الرؤية وغياب الثقة والاستغراق فى جلد الذات. وفى يقينى انه من الخطأ تصور ان ما جرى فى هذه المباراة، وفى المباراة السابقة لها مع منتخب انجولا من فقر واضح فى الأداء، رغم الفوز الهزيل بهدف يتيم، هو التعبير الصحيح أو الترجمة الواقعية، لوضع وقيمة مصر على الخريطة الرياضية لكرة القدم الأفريقية. ومن الخطأ الجسيم كذلك أن يتصور البعض، ان ما جرى فى هاتين المباراتين يمثل حقيقة الامكانات الكروية المصرية، على المستويين القارى والدولي،...، انطلاقا من مقولة «ليس فى الإمكان أفضل مما كان»،...، ذلك غير صحيح بالمرة. وفى هذا الإطار، أرى ضرورة أن نسعى للخروج الايجابى والسريع، من حالة الغضب الشديد والسخط البالغ التى تملكتنا، جراء المستوى المتواضع جدا الذى ظهر فيه منتخبنا خلال المباراتين. وعلينا أن ندرك اننا لا نملك رفاهية الوقت، حيث إن المسابقة تجرى بالفعل والتصفيات جارية حاليا، ولذا فيجب أن ننتهى خلال الساعات القليلة من اختيار وتحديد المدرب الجديد،...، ان لم نكن قد انتهينا من ذلك بالفعل خلال الساعات الماضية «التى تلت كتابة المقال فى صباح أمس». ليس هذا فقط،...، بل علينا أن نبدأ وفورا فى البحث الجاد والدراسة الموضوعية والعلمية الواعية، للأسباب التى أدت بنا إلى ما نحن عليه الآن من ضعف عام لمنظومة كرة القدم المصرية، التى اصبحت فى حالة يرثى لها بشهادة الخبراء. وعلينا ونحن نفعل ذلك أن ندرك اننا فى زمن تحولت فيه كرة القدم فى العالم كله، من مجرد رياضة للتسلية، إلى صناعة كاملة وشاملة قائمة على أسس فنية وإدارية متطورة وحديثة، بعيدا عن العشوائية والمجاملات وغياب الكفاءة والفساد المالى والإدارى.