إشراف : إنچى ماجد
قبل عقد من الزمان، أدرك نجوم سينما هوليوود أن بقاءهم في قائمة الأكثر دخلا ونفوذا سيظل أمنا ما دامت أفلامهم تتصدر ايرادات شباك التذاكر، أما اليوم فلم تعد الإيرادات المقياس الوحيد لنجاح الفنان، بعد دخول منصات العرض الرقمية الساحة جنبا إلى جنب مع قاعات العرض السينمائي، فأصبح يمكن قياس النجاح من خلال عدد المشاهدات على «Netflix»، أو حتى من بيان صحفي غامض يروج لشعبية فيلم على منصة «HBO Max».
ربما تكون الثورة الرقمية قد غيرت الأمور بشكل كبير، لكن نجوم السينما لا زالوا مستمرين في الحصول على رواتبهم بشكل جيد مقابل واجباتهم، وغالبا ما يكونوا قادرين على كسب المزيد، من خلال ترك الشاشة الكبيرة وراءهم والغوص في عالم البث المباشر.
وكانت فترة منتصف التسعينيات من القرن الماضي هي نقطة التحول في مرتبات النجوم، بعدما أصبح راتب 20 مليون دولار عن الفيلم هو المعيار لأفضل المواهب منذ عام 1996، ويعود الفضل في ذلك إلى نجم الكوميديا جيم كاري عندما أذهل هوليوود بكسب هذا المبلغ مقابل بطولته للكوميديا السوداء «The Cable Guy»، ولا يزال هذا الرقم هو الراتب الثابت لعدد من النجوم الذين يستعدون لصدور مشاريعهم الجديدة، مثل ساندرا بولوك التي تنتظر طرح فيلمها «The lost city of D»، وبراد بيت الذي يصدر له فيلم «قطار الرصاص»، وكريس هيمسوورث مع فيلمه الأحدث «Thor: Love and Thunder»، وكما ذكرنا فإن راتب الـ 20 مليون دولار لا يأخذه إلا النجوم الأكثر موهبة وقدرة على جذب الجمهور، وإذا نزلنا قليلا سنجد أن النجم كريس باين سيكسب ما يقرب من 11.5 مليون دولار عن بطولته للسلسلة الجديدة «Dungeons and Dragons» التي تنتجها أستوديوهات «باراماونت»، في حين ينال النجم البريطاني روبرت باتينسون 3 مليون دولار مقابل بطولته للجزء الجديد من سلسلة« The Batman» ، الذي تحوم حوله التوقعات بأنه سيكون النسخة الأكثر جرأة في عالم أبطال القصص المصورة.
ثروات المنصات
قبل 5 سنوات من الآن كانت أجور الفنانين نظير بطولتهم للأعمال السينمائية هي مصدر الدخل الأهم بالنسبة لهم، لكن هذه الأجور لم تعد بذات الأهمية أمام الثروات التي توفرها «نتفلكس» و»أمازون» وغيرهما من قنوات البث، على سبيل المثال استطاع النجم البريطاني دانيال كريج الحصول على 100 مليون دولار، بعد إعلان «Netflix» عن شراء حقوق فيلمه البديع «Knives out» مقابل أكثر من 450 مليون دولار، لتنتج جزئين جديدين من الفيلم يتولى إخراجهما الأمريكي المتألق ريان جونسون، وهو ما يعد فرصة لا تعوض بالنسبة لدانيال لتحقيق مزيد من الملايين، وهو على وشك توديع سلسلة «جيمس بوند» بعد صدور آخر جزء له معها «No time to die».
وكان نتيجة لتلك المعادلة الجديدة أثرا في تضخم أجور النجوم، مثل نجم الأكشن دواين جونسون الذي وصل أجره إلى 50 مليون دولار مقابل مغامرته السينمائية الجديدة «Red notice»، التي اشترت «نتفلكس» حقوق توزيعها، على أن يعرض الفيلم على شاشتها مطلع نوفمبر المقبل، أيضا ينال النجم ليوناردو دى كابريو أجرا يصل إلى 30 مليون دولار عن بطولته للكوميديا السوداء «Don’t look up» - والذي تنتجه «نتفلكس» كذلك -، في حين تنال زميلته بالفيلم النجمة الشقراء جينيفر لورانس 25 مليون دولار، وهو نفس أجر النجمة جوليا روبرتس عن بطولتها لفيلم نهاية العالم «اترك العالم وراءك» - من إنتاج «نتفلكس» أيضا -، والتي تنتج كذلك فيلم الجاسوسية «الرجل الرمادي» للنجم ريان جوسلينج والذي يتقاضى أجرا يقدر بـ 20 مليون دولار.
وتسبب الاقتصاد الجديد في صفقات هوليوود بحدوث مشكلات لأستوديوهات، مثل «وارنر برازرز» التي تسبب قرارها بعرض قائمة أفلامها لعام 2021 بالكامل على شبكة «HBO Max»، وفي دور العرض في نفس التوقيت بثورةعارمة، فنال النجم الأسمر دينزل واشنطن 40 مليون دولار أجرا عن بطولة فيلم «الأشياء الصغيرة»، ونتيجة لعرض الفيلم على شاشة «HBO Max» لم يحقق الإيرادات المرجوة من العرض التجاري، وهو المصير الذي يخشاه صناع فيلم «الملك ريتشارد»، والذي نال عنه بطله النجم ويل سميث أجرا بلغ 40 مليون دولار، ومن المنتظر عرض الفيلم منتصف نوفمبر المقبل.
يأتي النجم توم كروز كأحد القليلين الذين يتمتعون بأفضل ما في العالمين، فهو من بين مجموعة قليلة من أساطير هوليوود الذين يطالبون بأجرهم كاملا قبل أن يكسب الأستوديو المنتج لفيلمه أي سنت من إيصالات شباك التذاكر، هذا يمنحه عشرات الملايين من الدولارات كمكافأت بعد تحقيق أي إنجاز كبير في شباك التذاكر على مدار مسيرته الفنية، وقد حصل على 13 مليون دولار كأجر أولى عن بطولته للفيلم المنتظر «Top Gun: Maverick»، الذي يصدر هذا العام من إنتاج أستوديوهات «Paramount»، لكن هذا الرقم سوف يطير أعلى بكثير مع تحقيق الفيلم إيرادات ساحقة بشباك التذاكر.
