أمل صبحي
نجم بمعنى الكلمة،صاحب ابتسامة لا تغيب، يتمتع ببراءة الأطفال، ويمتلك قلب أبيض عفوي، استطاع أن يخترق قلوب الجمهور بلا استئذان، صاحب مدرسة خاصة فى الكوميديا، فتح الباب لجيل جديد من الفنانين الشباب لدخول هذا العالم.. محمد هنيدى عاد بعد غياب 4 سنوات عن الشاشة الفضية بفيلم «الإنس والنمس»، يقدم وجبة كوميدية فريدة من نوعها، بتوقيع مايسترو الإخراج شريف عرفة.. كوميديا الرعب، خلطة جديدة على هنيدي الأمر الذي ساعد على نجاح التجربة، وتصدر شباك الإيرادات، التجربة أسرارها وكواليسها كثيرة يكشفها هنيدي فى هذا الحوار الخاص.
< فى البداية.. ما سر نجاح فيلم «الإنس والنمس» وتصدره للإيرادات؟
< الفيلم حالة جديدة قام بصناعتها المخرج شريف عرفة، وعندما تحدث معي قال إن هناك فيلم مختلف فطلبت منه فرصة للقراءة، وفعلا بعدما انتهيت من قراءته وجدته فيلما مختلفا، وأعتقد أن هذا السر وراء حالة النجاح التى حققها لكونه حالة جديدة ومصنوعة بحرفيه وشكل جيد جدا فى كل شيء، فصدقها الناس، وأعتبر هذا يعود لوجود اسم مخرج بحجم وقيمة شريف عرفة، أستاذ كبير، وساعد على تنفيذ هذه الحالة المنتج هشام عبد الخالق، نجح فى توصيل الصورة بهذا الشكل للجمهور، الفيلم أشبه بـ «سيمفونية نجاح» وتعاون فيها الجميع.
< ماذا عن إحساسك تجاه الفيلم؟
< أحببته جدا، وتحمست إليه بقوة، لكل الأسباب التى ذكرتها، وبعد ذلك توكلنا على الله فى التصوير وصولا الى ما نحصده الآن من نجاح وردود الأفعال الإيجابية من الجمهور .
< الابتعاد لمدة 4 سنوات عن السينما ثم العودة بفيلم «النمس والانس».. كيف ترى تلك الفترة؟
< أرى فى تلك الفترة بمثابة مرحلة انتظار وسؤال ملح يدور برأسى، ما الفيلم الذى أعود به للسينما وللجمهور؟ لأنه كنت أتمنى العودة للشاشة والجمهور من خلال فيلم يحمل مواصفات خاصة جدا واظهر به بشكل مختلف، ويكون له تركيبة جديدة ورغم أني فى البداية اشتغلت على سيناريوهات كثيرة ولكن وسط كل هذا جاء لى فيلم «الإنس والنمس» وبالفعل قررت أن أبدأ به أولا، وكنت متحمسا جدا لهذه التجربة المختلفة، وطبعا باقى الأفلام الأخرى جيدة، ولكني فضلت فيلم «النمس والإنس».
< ما سر توليفة النجاح بينك والمخرج شريف عرفة والمنتج هشام عبد الخالق؟
< الغاية التى تجمعنا نحن الثلاثة لتقديم الكوميديا بشكل جديد، و«ياما ناس كثيرة من زمان كان نفسهم يعملوا فيلم كوميدى رعب وهى ليست مجرد كلمة تقال أولا موضوع فى حاجه لتكلفة كبيرة للغاية، ثانيا مخرج له ثقله يكون قادرا على توصيل هذه الحالة، والحمد لله هذا ما توافر فى فيلمنا «الإنس والنمس» مع وجود أستاذ الإخراج شريف عرفة والانتاج الناجح الذى استطاع أن يخرج الصورة بهذا الشكل والجودة والفنانين جميعهم بلا استثناء كل منهم كان متقتن ومقنع ومحترف فى أداء دوره».
< لأول مرة يجمعك عمل مشترك مع منة شلبي.. كيف ترى وجودها معك؟
< كانت بالنسبة لى مفاجأة، هي فعلا نجمة وفنانة بكل المقايس ومحبه لعملها وملتزمة وروحها حلوة، ومن كتر حلاوة روح الفيلم صورنا وانتهينا ولم نشعر بطول الوقت أو بأي ملل، والحمد لله ردود الأفعال التى تلقيتها فهى كانت بمثابة كرم كبير من ربنا على مجهودنا وتعبنا.
< هل ترى هناك تشابه بين شخصيتك بالفيلم والحقيقة؟
< ربما من ناحية مشاعره فى حبه لأسرته وعائلته وكفاحه وكونه مصري طيب وأصيل.
< استطعت تحقق المعادلة الصعبة بالجمع بين الكوميديا والرعب فى نفس الوقت فهل شعرت بنوع من القلق؟
< من البداية عنصر القلق لم يتواجد بشكل مبالغ فيه إلا فى حدود نسبة القلق الطبيعية والعادية الخاصة بكل فنان، ولكن فكرة أنى خايف أو قلقان بشكل مرعب فمثل هذه الأمور فى ظل وجود المخرج شريف عرفة ليست موجودة فهذا كان أول عنصر يدعو للطمأنينة العمل مع مخرج متميز الى جانب السيناريو الجيد.
< كيف ترى مدى التقنية المتطورة التى وصلت لها الدراما المصرية من أجل مواكبة العصر.. كيف تراها؟
< طبعا أصبحت الدراما المصرية تمشي فى مسار متقدم جدًا، أولا التكنولوجيا أصبحت متطورة على مستوى العالم، ولكن السؤال هنا من الذى يعرف كيف يستغلها بشكل صحيح؟، فمقارنة بزمان كانت تتوافر التكنولوجيا ولكن الأهم المخرج الذى يعمل بها بشكل صحيح، وكانت تحتاج إلى تكلفة، إنما الآن الصناعة أصبحت تدر ربحا جيدا نجد المنتج أصبح أكثر جرأة ويتحمس لإنتاج تجارب بشكل صحيح، وفى النهاية ربنا يحقق له المكسب فكل شيء أخذ حقه للآخر فى فيلمنا.
< تعتمد دائمًا من خلال إلقائك للإفيهات التى تمتاز «بحيويتها» والمستحدثة وليست المستهلكة والتقليدية؟
< الإفهات نابعة من المشهد ذاته، طالما المشهد جديد، لا أستعين بإفيهات ليس لها علاقة بما نحن فيه، ولكن بالنسبة لى المسألة هناك مشهد وحالة تجعلنى أستفز ككوميديان، وربنا بيكرم وبقول حاجه جديدة وحلوه وطبعا لا بد من انى أضيف أحيانا أشياء للسيناريو طبعا معايا مخرج كبير مثل شريف عرفه لما أحيانا كان يجدنى أسرح يقول لى «إيه اللي جيه فى دماغك» لما يشوفه افيه حلو ويوظفه لى ويضبطه.
< هل بطبعك تخاف من أشياء معينة فى الحياة؟
< يعنى مثلا لو طلع ليه حاجة فى الضلمة، أكيد طبعا لازم أخاف مثل أي بنى آدم، ولكن فى نفس الوقت مسألة الخوف عندى مش بالشكل إللى إنى ماشى طول الليل والنهار بخاف من أى حاجة حولي لا طبعا.
< هل لديك «فوبيا» من أشياء معينة؟
< لم يعد لدى فوبيا مثل زمان، فمثلا بعدما كنت أخاف من صعود الأماكن المرتفعة الآن، خلاص تعودت على مسألة الأدوار العالية، و«كسرت حواجز جوايا بفضل اللّه».
< محمد هنيدي يضحكنا .. فمن يُضحكه؟
< أي شخص بيضحك الناس طبعا هيضحكنى اكيد، ولكن ممكن نقول لو «طعم او نكهة الكوميديا» أنا عن نفسى متأثر جدا وأحب طعم الكوميديا للعبقري نجيب الريحانى لأقصى درجة، فمدرسته لها فلسفة خاصة لكوميديا المشهد، كيف تتم كتابتها؟.
< هنيدى الكوميدي على الشاشة.. هل كوميدي في المنزل ولا عصبي؟
< أنا كأي إنسان عادى جدا، ولكن فى بعض الأحيان يمكن أميل للابتسامة العريضة بشكل أفضل، ولكن لا أجلس طول الليل والنهار أضحك ولو تعصبت يكون يوم مش معدى عليهم في البيت، لدرجه أنى ساعات لما أزعق أجد زوجتى وأولادى بيضحكوا.
< كيف تتعامل مع أبنائك فى المنزل؟
< على فكرة بشكل عام أنا صديق لهم، ولكن فى بعض الأحيان هناك أمور ومسائل لازم يظهر فيها أسلوب وشخصية الأب.
< بعد نجاح «الإنس والنمس».. هل تشغلك خطواتك المقبلة؟
< عادة «بعمل ألف حساب وحساب للى جاي»، وانه لازم يكون قوى وأرى ذلك فى الفيلم الجديد الذى لا زلت أستكمل تصويره حاليا، كما أنى أتوقع أنه يعجب الناس لأنه مشروع حلو وعاملين من خلاله حالة حلوة أنا ومنى زكى.
< ماذا عن مشروع فيلمك الجديد «الجواهرجى»؟
< «الجواهرجى»، اسم مؤقت ولا زلت أستكمل التصوير حتى الآن، ولم يتبق سوى أسبوع، وأنتهى منه وتشاركنى البطولة منى زكى وأحمد السعدنى ولبلبة وباسم السمرة وتارا عماد، وهو دراما اجتماعية عن علاقة زوج وزوجته فى قالب كوميدى.
< وماذا عن أخبار «فورمة الساحل» والجيم؟
< لا مش بعمل فورم ولا أذهب للجيم، ولكن أفضل المشى والسباحة وعلى فكرة متمكن فيها فهى من أفضل الحاجات التى أمارسها لكونها مفيدة للغالية.
< بمناسبة انتهاء الدوري.. هل أنت مشجع متعصب؟
< لا طبعا، وأنا زملكاوى والحمد لله مش متعصب فى التشجيع أبدا، وأتمتع بالروح الرياضية جدا، ولو الفريق الآخر فاز أشجعه ده بجد مش كلام، وده المفروض يكون سلوكنا الطبيعى وجميعا كنا كده فى التشجيع بروح حلوة، لأن بالنهاية الرياضة فيها مكسب وخسارة ومهزوم اليوم فائز الغد، ولهذا أرفض تماما أسلوب التعصب فى تشجيع الرياضية بجميع أنواعها.
< هل هناك دور معين يشغل بالك لتقديمه؟
< قدمت أدوار مختلفة ومتعددة، ولكن طموحى لا حدود له، والأمر يتوقف على نوعية الأعمال المعروضة عليّ، فى النهاية ليس هناك موضوع محدد بعينه.
< حصدت جوائز متعددة.. ماذا يمثل التكريم فى حياتك؟
< التكريم مهم لأي فنان، لأنى أرى فيه نوع من التقدير لمشوار طويل بأعمال حبها الناس، مما يجعلنى دائما حريص فى كل اختياراتى على تقديم أدوار تكون عند حسن ظن الجمهور الذى اعتبره قيمة كبيرة وحبهم أكبر نعمة.
< ما هو سر تفاعلك بشكل مستمر مع الجمهور من خلال السوشيال ميديا.. ؟
< السوشيال أصبحت مهمة جدا للتواصل مع الجمهور، وعن نفسى أحب أتواصل مع المتابعين بشكل مباشر والتفاعل معهم من خلال «لايف» والإجابة عن كل تساؤلاتهم وآرائهم التى أحترمها عن أعمالى الفنية.
< باعتبارك فنان مسرحى.. كيف تري تجربة أشرف عبد الباقى فى إعادة الحياة للمسرح بشكل متطور ومعاصر؟
< ما قدمه يعتبر عملا إيجابيا، ويحسب له، ويثبت حبه للفن خاصة أنه أعاد الجمهور للذهاب للمسرح بعد حالة الركود التى كان يعانى منها، وابتعاد الجمهور عن دخوله إلى جانب تقديمة لجيل من الشباب الذين أثبتوا نجاحاتهم فى تجاربهم الفنية واصبحوا نجوم اليوم.
< البعض احيانا يلجأ لتغير جلده بنوعيه الأدوار التى يجسدها.. فهل يمكن أن تتمرد على الكوميديا؟
< ربنا منحنى نعمة فى تلك المنطقة « الكوميديا »، ونجحت من خلالها مع الناس، فلماذا أتركها خاصة أن الشعب المصري يتمتع بخفة الظل وروح الفكاهة، والناس دائما فى حاجة للضحك حتى فى ظل ما يمرون به من ضغوطات ومشاكل.
< من وجهة نظرك أدوار الكوميديا أصعب ام التراجيديا؟
< البعض يظن أن الكوميديا بسيطة وسهلة، ومجرد عمل خفيف وخلاص، وإنما على العكس تماما الكوميديا أصعب ألوان الفنون، «زي ما بيقولوا من السهل تبكى الناس ولكن الأصعب ان تضحكهم».
< تعد من الفنانين الذين نجحوا من خلال أعمالهم فى مخاطبة عقل الطفل..؟
< فكرة كتابة اعمال فنية تخص الأطفال مسألة صعبة للغاية، وليست سهلة على الاطلاق، لأنه ببساطة طفل اليوم يختلف تماما عن طفل زمان، وذلك بسبب تطور التكنولوجيا، ووجود وسائل التواصل الاجتماعى، التى يبحث من خلالها عن أي معلومة يريد معرفتها على عكس طفل زمان المسألة وقتها كانت محدودة للغاية، ومن هنا لابد فى العمل الذى يقدم لطفل اليوم يكون مناسبا ومتلائما لتفكيره وادراكه المتوسع.
-< هل تهوى تربية الحيوانات؟
< نعم، لدي الآن كلبة صغيرة، «طيبة وحلوة ودمها خفيف جدا»، إلى جانب كلبين كبار موجودين فى المزرعة.
< هل تشغلك الأبراج ؟
< لست متعمقا فى موضوع الأبراج، وعلاقتى بها مجرد معرفتى أننى من موليد برج الدلو.
< ماذا تعنى تلك الكلمات فى حياتك «الجمهور – النجاح – الكوميديا - الأسرة»؟
< الجمهور: بوصلة الفنان، النجاح: نعمة، الكوميديا: أجمل حاجة، الأسرة: الاستقرار.
< وأخيرًا.. ما أمنيات فى الفترة المقبلة على المستوى الفنى والشخصى؟
< بالنسبة للمستوى الفنى ربنا رزقنى بنعمة كبيرة وهى حب الناس، ولابد أن أحافظ عليها، أما على المستوى الشخصى أتمنى الصحة والستر كأى شخص عادى.