خواطر

في انتظار تحرك عربي إيجابي لإنقاذ سوريا وإنهاء محنتها

جلال دويدار
جلال دويدار

ألم يحن الوقت بعد لوضع نهاية لمحنة الوطن السورى العربى وشعبه القومى المتميز. هذه المحنة متواصلة على مدى يقترب من العشر سنوات. إن ما ساهم فى تفاقمها بشكل أساسى.. التدخلات العربية السلبية والقوى الأجنبية المتآمرة.

شارك فى هذا المسلسل.. السوريون المتطلعون إلى أمل حياة سياسية أفضل، بالإضافة إلى فئات الانتهازيين والعملاء الفاقدين للهوية الوطنية. كان نتيجة هذا الصراع.. سقوط ضحايا بمئات الآلاف وفقدان السيادة ودمار المدن والقرى وتشريد  الملايين.

ليس هذا فحسب وإنما أدى هذا السيناريو المأساوى.. إلى تعاظم أطماع بعض القوى الخارجية. ما حدث كان مشجعاً ومحفزاً للتدخلات العسكرية الأجنبية واحتلال الأرض.
إن مثال ذلك ما أقدمت عليه بعض القوى الاقليمية وكذلك ملالى إيران الداعين إلى الطائفية.

وهكذا أصبحت سوريا فريسة لسيطرة الأطماع وتصفية الحسابات ومن ورائها الميليشيات الإرهابية العميلة والمأجورة التى عملت وتعمل على تمزيق أوصالها. كل هذا وللأسف جرى والدول العربية وجامعتها العربية فى موقف المتفرج العاجز غير المبالى إرضاء لبعض التوجهات. كل هذا حدث ويحدث..  يمثل خطأ وعدم فهم وسوء تقدير باعتبار أن الأمر لا يهم ولا يتعلق بالأمن القومى العربى.

إنه وفى ظل التطورات والمتغيرات والانتصارات التى تحققت على الأرض.. بواسطة الجيش الوطنى السورى فإن الوقت قد حان للقيام بدور عربى إيجابى يساهم فى انتشال هذا البلد العربى وترميم جراحه.. لاستكمال الخروج من مستنقع الضياع. إن ذلك يشمل المساعدة على التعمير والوضع المعيشى الكارثى والعمل بالتقارب العربى على إنهاء هيمنة  القوى والعصابات الأجنبية على المقدرات السورية.

هذا التحرك العربى القومى المسئول لإنقاذ سوريا.. يحتم تخلى بعض القوى العربية عن نظرتها الضيقة ومواقفها  السلبية. إن الأمل معقود على إدراك صالح الأمن القومى العربى الذى يعد الضمان لأمن واستقرار كل الدول العربية. ليس من سبيل لتحقيق هذا الهدف سوى بإنهاء نزعة الانتقام والتشفى المسيطرة على سياسات بعض هذه الدول. إن على الجميع وفى إطار أجواء المصالحة العربية.. أن تتضافر كل الجهود الصادقة من أجل إنقاذ الوطن السورى الذى لا يستحق شعبه كل ما تعرض ويتعرض له.