كرم من الله السيد يكتب: صوت عجيب يخرج من مقام السيدة زينب

الكاتب الصحفي كرم من الله السيد
الكاتب الصحفي كرم من الله السيد

كصوت جرار خرب يتخلله صوت أنين طفل حديث الولادة مع صرخات مكتومة بحسرة مع دبات متتالية علي جسد هزيل علي ما يبدوا كان هذا اقرب وصف استطعت الحصول عليه عند مروري بمقام السيدة زينب لرصد ردة فعل رائدات مسجد السيدة زينب رضي الله عنها بعد قرار وزير الأوقاف بغلق مصلي السيدات بمسجد السيدة .

اقتربت من مكان مصدر الصوت لأجده يخرج من إمرأة عجوز تتوشح السواد وتهمهم بكلمات غير مفهومة من شدة حسرة أو وجع ما ..ساقني الفضول كراعي ماهر نحو هذه السيدة ووجهت أذناي كفرس عربي اصيل لأسمع هذه الكلمات " افتحي ياستنا.. افتحيلي يا أم العواجز .. رفضاني ليه .. أنا جيالك من بعيييييد ويعود الصوت كما وصفته مع اضافة "يااااارب " فهمت أمر المرأة دون سؤال وايقنت أن هذا الصوت العجيب هو صوت شوق المريد لحبيبة وأن هذه الحسرة هي حسرة عدم الإرتواء  الروحي.

سألتها لربما أكون علي خطأ في توصيفي لحالتها " مالك ياستي" سؤال طرحته عليها وطرحتني  هي بنظرة من  عيونها أجلستني علي الأرض .. "جايه يا ولدي من اسوان اصلي ركعتين جنب مقام ستنا وقالولي غلقوه خالص " صمت أنا وبدلت هي صوتها بنحيب أم فقدت اولادها السبعة ..ورددت "خايفه ياولدي لتكون ستنا رفضتني وانا عارفه ليه!؟ ".

جرفني شوقها لحفيدة رسول الله صلي الله عليه وسلم كما الموج الهائج وراجعت قرار  الغلق لأبحث فيه عن وقت محدد للغلق أبشرها به فلم أجد سوي جملة " لحين إنتهاء كورونا " الجملة الأخيرة من القرار جملة جديدة وغريبة وغير واضحة المعالم و لم تكتب في أي قرار غلق لزاوية أو مسجد من قبل؟!

أخيراً أنا من هؤلاء الذين يؤمنون بفكر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ومن الذين يساندون قرارته وخاصة فيما يتعلق بضبط الإيقاع الدعوي في المساجد وكذلك أنا موقن بأن كل شئ يُطرح يقوم وزير الأوقاف بدراسته بفقه عميق وعنده من راحبة الصدر ما يجعلني أطالبه بتعديل قرار غلق مصلي سيدات السيدة زينب رضي الله عنها وأرضاها ووضع كافة المحاذير والتعهدات علي الرائدات لعودة المصلي مرة ثانية جبراً لخاطر سيدة أسوان  ثم جبراً بخواطر العاشقات للصلاة في رحاب أم العواجز.

 

 

«السيدة زينب» فى الحى الشعبى