مع إحترامي

كان لك معايا أجمل حكاية

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

استعانة إدارة فريق مانشستر يونايتد الإنجليزى بمقطع «كان لك معايا أجمل حكاية فى العمر كله» من أغنية سيدة الغناء العربى أم كلثوم «أنساك» فى استقبال لنجمه القديم الجديد كريستيانو رونالدو الذى أمضى 12 عاما فى النادى وأحرز له العديد من البطولات وها هو يعود من جديد ليشعل الدورى الإنجليزى الأقوى والأغلى فى العالم حماسة وتنافسا مع غريمه التقليدى مانشستير سيتي، تمثل أكبر دليل على قدرة القوى الناعمة على الدعاية للوطن وإنجازاته وشحذ الهمم لمواجهة تحدياته.

«كان لك معايا أجمع حكاية فى العمر كله.. سنين ومرت زى الثوانى فى حبك إنت.. وإن كنت أقدر أحب تانى أحبك إنت» مقطع عبقرى من أغنية أم كلثوم أرفع القبعة لمن اختاره لإدارة مانشستر يونايتد أو حتى أوصى به فهو يلخص حالة العشق بين النجم كريستيانو رونالدو وجماهير اليونايتد وأكبر تحفيز له لإعادة اليونايتد لمنصات التتويج وقبل كل هذا أرفع القبعة لمبدع الأغنية الشاعر الكبير مأمون الشناوى وعبقرى النغم بليغ حمدى الذى صاغها لحنا وتحدث بلا حرج عن سيدة الغناء التى أبدعت طربا وتعبيرا.

المشهد يمثل أبلغ دليل على التأثير الهائل غير المحدود للقوى الناعمة فى الدعاية للشعوب والأمم لتشكل بجانب الأغنية والدراما والصحافة والإعلام التلفزيونى حائط صد أمام كل من يحاول تشويه صورة الوطن وتاريخه.. ولا ننسى الدور الكبير الذى لعبته حفلات أم كلثوم فى سائر أنحاء العالم لجمع التبرعات للمجهود الحربى بعد نكسة 1967.

فى كل الأوقات لعبت القوى الناعمة المصرية دور المساند لقضايا الوطن وإشعال حماس الشعب تجاه الأحداث الكبرى التى عاشتها البلاد حيث كانت القوى الناعمة المصرية أكبر حافز للمصريين يوم الكرامة انتصار السادس من أكتوبر العظيم حيث بات المؤلفين والملحنين فى ردهات استوديوهات ماسبيرو لوضع أغان لايزال الشعب يتغنى بها احتفالا بالعبور العظيم.. خلال ثورة 30 يونيو 2013 تلك الثورة العظيمة بكل المقاييس والتى أنقذت مصر من عصر الظلام ووضعتها فى عصر الجمهورية الجديدة التى ننعم بإنجازاتها والتى تكاد تكون بشكل يومى متلاحق كانت مصر كلها تغنى بأنشودة العظيمة شادية «يا حبيبتى يا مصر» من إبداع الشاعر الكبير محمد حمزة ولحن موسيقار مصر بليغ حمدي.. كل نقطة فى أرض الوطن كانت تغنى «يا حبيبتى يا مصر» حتى خيل لى أن الجدران والأشجار والطيور تتغنى بها مشاركة للشعب الفرح بالثورة.. ولا أدرى لماذا غابت تلك الأغنية عن محطات الإذاعة والتلفزيون خلال الشهور الأخيرة.. أتمنى أن يكون المانع خيرا وأن تجد تلك الأغنية المزروعة فى روح المصريين طريقها لتملأ الأسماع من جديد جنبا إلى جنب الأغانى الوطنية الحديثة التى توثق لإنجازات الجمهورية الجديدة.

الأمثلة كثيرة على دور القوى الناعمة فى تأجيج حماس المصريين لمواجهة الصعاب والتحديات قد لا تسع المساحة لحصرها لكن لنا فى موسيقار الشعب سيد درويش صاحب أكبر نقلة فى الموسيقى العربية من خلال أغنية بلادى بلادى لك حبى وفؤاد التى تمثل السلام الوطنى لمصر المحروسة وحسنا فعلت الدولة بإعادة الطابور الصباحى فى المدارس والاستادات الرياضية ليتغنى أبناءنا من الطلاب واللاعبين بالنشيد الوطنى كل صباح وقبل كل مبارزة رياضية.

محاولات النيل من قوانا الناعمة كانت ولا تزال وستظل من جانب قوى الظلام والإرهاب ويجب علينا تعظيم قوانا الناعمة وتيسير السبل أمامها لتستمر وإزالة ما أمامها من معوقات وليس هناك أبلغ من اهتمام الدولة بهذا الجانب من إلغاء قرار لمحافظ العاصمة برفع رسوم التصوير فى شوارع القاهرة وتشكيل لجنة لإعادة النظر فى الرسوم بما يحقق صالح صناعة السينما والدراما بشكل عام والتى تلعب دورا مهما فى تشكيل الهوية الوطنية ومساندة قضايانا المصيرية.
دعونا نغنى ونبدع بالطرب والدراما والصحافة والإعلام وكل ما يؤجج الحماس لحب الوطن وتوثيق إنجازاته.