في الصميم

الجنرال يعترف.. ستقوى شوكة الإرهاب!!

جلال عارف
جلال عارف

القصة مازالت فى بدايتها. وعودة  طالبان للسيطرة على أفغانستان وانسحاب أمريكا وانهيار الحكم الموالى لها بدون قتال.. ستظل ألغازاً تنتظر الحل، وإن كانت كل الظواهر تؤكد شيئاً واحداً هو: أن الستار لم يسدل على مأساة أفغانستان، بل إن فصلاً جديداً فى هذه المأساة قد بدأ، وأن الشعب الأفغانى لن يكون وحده الضحية بعد أن تختلط الأوراق وتتوارى كل محاولات التجميل التى تتم لتسويق النظام الجديد فى أفغانستان، والتغاضى عن المخاطر التى تهدد المنطقة كلها، والتى يجب أن نتابعها جيداً.

المشكلة ليست فى انسحاب أمريكا (وهو حق لها) وإنما فى تسليم أفغانستان تسليم مفتاح إلى  طالبان  باتفاق رسمى موقع منذ عام ونصف فى الدوحة، ومنحها   نتيجة ما حدث   ترسانة سلاح أمريكى بعشرات المليارات من الدولارات(!!).. ولا شك أن أمريكا لا تفعل ذلك لوجه الله بل لتأمين مصالحها ونفوذها المهدد من منافسة الصين وروسيا.
الحديث يطول عن الانسحاب وآثاره، لكن ما يهمنا هو ما يتصل بأمن المنطقة مباشرة، وفى هذا الصدد تبدو التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان الجنرال  مارك ميلى  جديرة بالمتابعة الدقيقة.

يقول الجنرال الذى أشرف على الانسحاب الأمريكى إن ما وقع سيقوى شوكة الإرهاب (!!) وأن تقديراته العسكرية ترجح أن تكون هناك حرب أهلية وعودة للإرهاب فى عموم المنطقة خلال عام أو اثنين أو ثلاثة (!!).
هذه النظرة المتشائمة قد تكون لتبرير قرار الانسحاب قبل التورط فيما هو أسوأ، وقد تكون تمهيداً لجولة جديدة من الصراع الدولى يكون الإرهاب (بكل تشكيلاته) جزءاً من أوراق اللعبة.

ما يهمنا هنا هو أن ما يجرى فى أفغانستان هو البداية لفصل جديد من الاضطراب أو خلط الأوراق واستخدام الإرهاب باسم الدين جزءاً من صراعات القوى الكبرى فى المنطقة.
فشلت أمريكا فى أفغانستان وعقدت صفقة مع  طالبان ، على أمريكا أن تدفع ثمن فشلها، وعلى العالم أن يدرك صحة ما أثبتناه فى مصر، أن الإرهاب ملة واحدة.. ومواجهته هى الفريضة الواجبة لحماية الوطن ونصرة صحيح الدين وجمال الإنسانية.