مصر في 1952.. غضب البشوات بعد إلغاء الألقاب

غضب البشوات بعد إلغاء الألقاب
غضب البشوات بعد إلغاء الألقاب

بعد ثورة 23 يوليو 1952، عاش المجتمع المصري في حيرة ولم يكن هناك حديث له إلا موضوع إلغاء الألقاب وكل المجتمع حانق فالبشوات القدامى يقولون إنهم حصلوا على ألقابهم عن جدارة وأن الألقاب يجب أن تقتقصر على الذين اشتروا الباشوية بالنقود والذين اشتروا الباشوية غاضبون أيضا لأنهم دفعوا آلاف الجنيهات.

وبحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في يونيو عام 1952 لم يكن هناك حديث سوى عن الأستاذ عبدالحميد الشواربي الذي يتلقى كل يوم تعازي الأصدقاء وعندما سأل عن رأيه في إلغاء الألقاب فقال إنها مسألة مضحكة وشر المصائب ما يضحك.

اقرأ أيضا| زارت مصر.. صاحبة أجمل ساقين بالعالم عمرها 82 عاما

وأضاف: "الواقع أنني لا أدري كيف أخاطب الوزراء .. ولما ذهبت إلى  مقابلة علي ماهر ناديته «يا ريس» ولكن لفظ الرئيس ينطبق ايضا على كثيرين مثل « رئيس العمال » و« رئيس الكنبة » وألف رئيس .. ورئيس.. وقد استقبلني رئيس الوزراء بقوله « صباح الخير يا عبد الحميد باشا » ثم انفجر بالضحك".

أما الأستاذ أحمد محمد خشبة فيقول إنه لم يشعر بشئ أخذ منه عندما ألغي اللقب، وأقره على رأيه الدكتور توفيق الحفناوي ولكنه استدرك قائلا : الصعوبة التي ألقاها بعد إلغاء اللقب هو ان الفراشين والسعاه لا يعرفونني عندما أتحدث بالتليفون.. ولذلك أضطر إلى ذكر صفتي مع اسمي حتى يعرفني الفراش".

في المقابل هناك من فرحوا بإلغاء الألقاب مثل أحمد صديق فقد قال: الآن أشعر براحة تامة واستطيع أن افعل ما أشاء عندما كنت «باشا» كنت أشعر اني مقيد في حركاتي وتصرفاتي بما توجبه التزامات اللقب فإذا دفعت بقشيشا للمنادين على السيارات دفعت بقشيشا كبيرا اذ كيف يدفع باشا قرشين أو خمسة قروش أما الآن فقد صرت مثل بقية عباد الله لا تقيديني البشوية .

وقد حدث يوم أن قرأت في الصحف نبأ إلغاء الألقاب ان ناديت خادمي وطلبت اليه إزالة اللافتة التي على باب البيت ومكتوب عليها «أحمد صديق باشا» فتساءل الخادم دهشا عن السبب فقلت له لم أعد باشا واقترح الخادم أن ننتظر حتى المساء ولكنني أمرته بإزالتها في الحال.

ويرى صديق ان هناك اصلاحات أخرى كثيرة لإزالة الفوارق الكبرى بين الطبقات وأن الغاء الألقاب ليس الإ من مظاهر الديمقراطية وانه يجب على الحكومة أن تبادر إلى تنفيذ مشروعات اصلاحية كبيرة للقضاء على الفوارق الحقيقية بين الافراد.

ويقول سيزوستريس سيداروس إنه لن يكتب بطاقة جديدة يحذف منها كلمة باشا بل سيحتفظ ببطاقته القديمة ويشطب بالحبر الأحمر كلمة باشا.
المصدر: مركز معلزمات أخبار اليوم