تاركين بطولاتهن.. فريق كرة القدم النسائي يفر من أفغانستان 

صورة موضوعية
صورة موضوعية

جاءت عودة طالبان إلى سدة الحكم في كابول، كالصاعقة التي تهدد مستقبل النساء في أفغانستان لما يتوقع بأن تتعرض حرياتهن مرة أخرى إلى التضييق الشديد.

وهو ما دفع فريق كرة القدم النسائي للهرولة والهروب من كابول، دون ترتيب مخلفين ورائهم ما حققوه من إنجازات.

وفي حالة من الهلع وبدون ترتيب مسبق بينهم توجه أعضاء الفريق النسائي لكرة القدم الأفغانية إلى مطار حامد كرزاي في كابل، بعد إعلان سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، خوفًا من مصير مجهول.

وبعث أعضاء الفريق النساء عشرات رسائل الإغاثة إلى خالدة بوبال الكابتن السابق التي تعيش في العاصمة السويدية كوبنهاجن، يسألونها ماذا يفعلن.

اقرأ أيضًأ: طالبان تناقض نفسها وتشوه صور النساء في كابول

يُذكر أن الكابتن خالدة بوبال هي العضو المؤسس لفريق أفغانستان النسائي والبالغة من العمر 34 عاماً، وهي تعيش في الخارج منذ أن أطلق مسلح النار عليها قبل عقد من الزمن وهي مدير البرنامج الحالي للفريق.

وقالت بوبال إنها فقدت أعصابها أكثر من مرة، لكثرة الإغاثات التي تتلقاها عبر الرسائل الكثيرة من لاعباتها، في الوقت التي لم يكن لديها أي وسيلة لمساعداتهم سوى تشجيعهم على الصمود.

وأكدت بوبال أن أكثر من 30 لاعبة استنجدت بها وطلبت المساعدة في الهروب من أفغانستان.

هذا بخلاف ما قاموا به من إخفاء جوائزهم المتعلقة على جدران المنازل، وكانت عناصر من حركة طالبان طرقت أبوابهن، ليعيشوا ساعات من الرعب.

كما تعرض بعضهن للضرب والاعتداء وهم في طريقهم للمطار، والاعتداء وسط الحشود، والحرمان من الطعام والنوم والماء لأيام، وحظرت طالبان، الأنشطة الرياضة للنساء، وأعاد تخصيص ملعب كرة القدم الوطني إلى منتدى لقطع الرؤوس في الأماكن العامة.

وتقول بوبال، أنها تلقت مكالمة بالفيديو من إحدى لاعبات فريقها تبلغ من العمر 19 عامًا، في 17 أغسطس المنصرم، وهي تمسك بمسدس في يدها وتقول أنها ستقتل نفسها حال تعرض قوات طالبان لها.

سيطر مقاتلو طالبان على المدينة الأحد 15 أغسطس، بعد هجوم خاطف سقطت خلاله معاقل الحكومة السابقة في جميع ولايات البلاد الواحد بعد الآخر في غضون عشرة أيام.

خلال حكمهم في الفترة 1996-2001، حرم الطالبان الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والنساء من مخالطة الرجال ورجموا المتهمات بالزنا حتى الموت.

ووفقًا لتفسيرهم المتشدد، شكلوا شرطة دينية للقضاء على ما يعتبرونه "رذائل".

ولكن بعد عودتها إلى السلطة، تعهدت طالبان باحترام حقوق المرأة بما تمليه الشريعة.

وقال متحدث باسم الحركة في قطر لشبكة سكاي نيوز البريطانية إنه لن يُطلب من النساء ارتداء البرقع الذي يغطي كامل الجسم وحتى الوجه، من دون أن يذكر ما هي الملابس المقبولة.

كما قال سهيل شاهين إن الحركة ستسمح للنساء بالالتحاق بالجامعات.

وقال متحدث آخر باسم طالبان إن الحركة "ملتزمة بالسماح للمرأة بالعمل شرط ارتداء الحجاب"، من دون تقديم تفاصيل.

لكن الأفغان وكذلك المجتمع الدولي يشككون بمثل هذه الوعود.