نادية مصطفى: كسبت «الأهلى» و«الزمالك»

نادية مصطفى
نادية مصطفى

كتبت: هاجر زيدان

تملك نادية مصطفى صوتا طربياً لا يختلف عليه أحد، قدمت على مدار مشوارها العديد من الأعمال الغنائية التي ربطت بين الجيل القديم وجيل الوسط، وأستمرت بين المستمعين رغم توقفها عن طرح الألبومات والأغنيات، حيث اقتصر نشاطها الفني بالسنوات الأخيرة على تقديم الحفلات والأمسيات الطربية فقط، والتى كانت آخرها المشاركة بالدورة الـ29 من مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء التابع لدار الأوبرا المصرية، والذي قدمت خلاله واحدة من أنجح وأقوى حفلات المهرجان في دورته الجديدة.. خلال السطور التالية تحدثنا نادية مصطفى عن كواليس مشاركتها في مهرجان القلعة..  

< شاركت في إحياء أحد ليالي الدورة الجديدة من مهرجان القلعة الدولي للموسيقى.. كيف كانت الاستعدادات لهذه المشاركة؟

< بدأت الاستعدادات للحفل قبل المهرجان بشهر، وذلك فور ترشيحي للمشاركة بالدورة، وحرصت أن تكون مشاركتي خلال هذه الدورة بشكل  مختلف، لذا فكرت في تقديم أغنية جديدة للجمهور بجانب الأغنيات التي أعتادوا على سماعها مني في هذه المناسبات، وعلى الرغم من الشعور المتزايد بالقلق الذي بدأ يتملكني مع قرب موعد الحفل كونه صادف توقيت إقامة المباريات الحاسمة الدوري، خشية أن يؤثر ذلك على أعداد الجماهير المتواجدة بالحفل، إلا أنني فوجئت بالحضور الجماهير الكبير الذي فاق التوقعات، وكانت مفاجأة بالنسبة لي.


<  كيف كانت اختياراتك لبرنامج الحفل؟

< أثناء التجهيز لاختيار برنامج الحفل اختارت عدد من أغنياتي الشهيرة التي يحبها الجمهور وأعتاد سماعها مني، منها “مسافات، الصلح خير، جي في إيه”، كما حرصت على إضافة مجموعة جديدة من الأغنيات لمطربين آخرين منهم الراحل محرم فؤاد حيث قدمت أغنيته “رمش عينه”، ورغم خوفي من عدم تقبل الجمهور لها، إلا أنني فوجئت بتفاعلهم معي أثناء تقديمها، لكن للآسف لم أستطع تقديم برنامج الحفل كاملا بسبب ضيق الوقت، أيضا لأن حفلة المطرب محمد الحلو كانت على وشك الإنطلاق. 


<  كونك من المطربين المشاركين في المهرجان بصفة مستمرة.. ما الذي يجذبك دائماً للمشاركة به؟

< مسرح القلعة يعطيني شعور بالراحة، إلى جانب أن له طابع أثري وتاريخي خاص يشعرك وكأن المكان بأكمله أشبه بجوهرة مكنونة غير مستغلة، وهذا شعور الجمهور وكافة المطربين الذين أعتادوا المشاركة بهذا المهرجان، وللآسف المكان لا يستغل طوال العام، بالرغم أنه يعد جزء من تاريخ مصر، ويظهر أصالة الحضارة المصرية، وأتمنى أن ينتبه المسئولين لاستغلال تلك الأماكن الآثرية، أضف إلى ذلك أن المهرجان يتمتع بشعبية وسمعة جيدة، فضلا عن أن القائمين عليه يقومون بإختيار المطربين المشاركين به بعناية، لذا أتقدم بالشكر لدكتورة إيناس عبد الدايم، ودكتور خالد داغر على تقديم مهرجان هذا العام بالشكل الرائع الذي شهدناه.


<  هل وجدت اختلاف في المشاركة هذه الدورة عن الدورات السابقة؟

<  بالفعل لمست بعد الاختلافات، أبرزها مشاركة عدد من الفرق الموسيقية والغنائية الجديدة، وهو ما أتاح الفرصة لوجود مطربين جدد على الساحة بجانب النجوم المعروفين، وهذا دور يحسب للأوبرا ولمسئوليها إلى جانب جهدهم في تنظيم المهرجان بهذا المستوى الراقي.  

      
<  هل كانت لديك أي مخاوف من إلغائه هذا العام؟

< إطلاقا، لأن الوضع اختلف عن العام الماضي، والحفلات بدأت تعود بجانب الاجراءات الاحترازية التي فرضتها الدولة وتطبقها وزارة الثقافة في كافة فعالياتها وأنشطاتها، بداية من الفعاليات التي أقيمت بمسرح “النافورة” بدار الأوبرا، ومهرجان الموسيقى العربية، مرورا بمهرجان القلعة، وكنت أرى بنفسي تنفيذ هذه الإجراءات بالمسارح وكيفية الإلتزام بها، لذلك كان من الصعب إلغاء المهرجان هذا العام.

<   كيف كان لقائك بالجمهور خلال الحفل؟

< أكثر من رائع، كل الأغنيات التي تم اختيارها ضمن برنامج الحفل، نالت إعجاب الجمهور، وتفاعلوا معاها كثيرا، وأكثرها أغنية “جي في إيه” و”الصلح خير”، وأيضا من الأغنيات التي كانت مفاجأة بالنسبة للجمهور هي أغنية “البوسطجية اشتكوا”، التي أعتبارها أغنية من الأغنيات الخاصة بي، وذلك بشهادة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، الذي كان يتمنى أن تكون تلك الأغنية بأسمي.


<  ما سر هذا الإرتباط بهاتين الأغنيتين على وجه التحديد؟

< السبب في ذلك يرجع لكونها أغنيات إجتماعية، وتناولت بشكل صريح بعض المواقف أو السلوكيات الإجتماعية التي يمر بها أغلب الناس في حياتهم الطبيعية، ولا سيما أن هذه النوعية من الأغنيات لا تمر على المستمع دون أن تترك بداخله ذكرى لموقف أو ظرف مر به، وتأكيدا على ذلك فقد مررت بمواقف عديدة وجدت بها أناسا “ تصالحوا” وأنهوا خلافاتهم إقتداءً بأغنية “الصلح خير”، كذلك بالنسبة لأغنيات أخرى كـ”مسافات، جي في إيه”، رغم أنني كنت قلقة وقت طرحهما من تقديم أغنيتين لهم علاقة بحالة إجتماعية مثل “الغربة”، خوفا من عدم تقبل الجمهورلها، لكن الدعم الذي تلقيته وقتها من الموسيقار الراحل عمار الشريعي، وأستاذ عبد الوهاب محمد، شجعاني على خوض التجربة دون تردد، وبالفعل عندما قدمتهما للمرة الأولى على خشبة المسرح فوجئت بإعجاب الجمهور وتجاوبه، رغم أنني لم أتوقع هذا القدر من النجاح.


< بصفة مستمرة يطلبك الجمهور في حفلاتك سواء في الأوبرا أو القلعة بالعودة لطرح الألبومات من جديد.. لماذا أوقفت نشاطك في هذا الجانب؟

<  السبب في ذلك يرجع لظروف الصناعة وتراجع دور شركات الإنتاج في ظل ارتفاع  التكلفة الإنتاجية بصفة مستمرة وضعف العائد والمردود المادي المقابل له، لذلك أتمنى أن تتكاتف جهود قطاعات الدولة وتستعيد مكانتها في ودورها في مجال الإنتاج الفني من جديد.

<  لماذا لا تفكرين في  تكثيف نشاطك بشكل أكبر على مستوى الحفلات؟

<  هناك تقصير مني، رغم أنني أشعر بالحماس من وقت لآخر كلما فكرت في هذا الأمر، وليس لدي ما يمنع من إقامة حفلات في أماكن جديدة مختلفة مثل “ساقية الصاوي”، خاصة أن هناك الكثير من المطربين يفعلون ذلك، ومنهم محمد الحلو.


< على ذكر اختلاف الأذواق.. كيف ترين انتشار موجة الأغنيات ذات الإيقاعات الموسيقية الصاخبة كالمهرجانات وغيرها؟

<  في رأي هي لا تتعدى كونها ظواهر دخيلة على عاداتنا وتقاليدنا وفنونا، لذا لا أعتبرها فن، ولا أتعامل معها من منظور التطور والحداثة كما يردد البعض، فهي تسيء للفن المصري، وللآسف من الممكن أن تصدر صورة سيئة للفن وللشعب المصري، لأن الفن مرآة الشعوب.   


<  كيف تقيمين تجربتك كأحد أعضاء نقابة المهن الموسيقية؟

<  لم تؤثر التجربة على تواجدي فنيا، لأن في الظروف الحالية لوباء “كورونا” لم يعد تواجدي في النقابة مطلوب بشكل مستمر، لكن عند الانتهاء من الحفلات والمهرجانات أحاول التواجد بإستمرار في النقابة، ولأن الله رزقني بحب الناس، فأنني لدي أصدقاء كثير داخل النقابة، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن من يريد خدمتي.