فنجان قهوة

صاحب السعادة إسماعيل ياسين

يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

يظل سُمعة هو أيقونة الضحك، سُمعة الطيب النبيل البسيط الذى يملك ملامح إنسانية لا تُنسى، سُمعة عنوان مضىء بالنيون الملون لا تُخطئه عين تبحث عن البهجة.
بمرور ١٠٩ أعوام على ميلاده و٤٩ عاما على موته .. مازال إسماعيل ياسين يحتل مكانا مميزا فى خانة الذكريات الضاحكة السعيدة .
هذا رجل أضحك نصف سكان الكرة الأرضية جيلا بعد جيل ، وامتلك وجها جعل منه كوميديانا يُضحك طوب الأرض حتى لو لم يتكلم . 
عاش حياة عاصفة مثل أغلب من آمنوا بإضحاك الناس ، هؤلاء دائما يدفعون ثمن الضحك دموع وألم وخوف من انتهاء رصيد موهبتهم وقدرتهم على اسعاد جمهورهم!
ومن هذه الحياة العاصفة كان يعمل بجدية شديدة لكى يترك صندوقا غنيا بالأفلام حتى لو تشابهت، وصنع فى أقل من عشر  سنوات مايقرب من ربعمائة فيلم لم يصل لنا إلا القليل منهم، لكن يكفيه أنه يمتلك على الأقل نصف أفلام الخمسينات التى مازالت مصدر سعادة طاغية لنا.
عاش إسماعيل ياسين حياة قصيرة لم يستمتع فيها بحجم النجومية التى حصل عليها ، كان مشغولا بالعمل والتصوير المستمر فلم يذق مذاق الأضواء التى أحاطته حتى أصبح بها فتى السينما الأول.
موهبة سُمعة وحضوره كان بلا نهاية ، ولا يمكن ترجمة نجاحه غير المسبوق إلا فى ظل موهبة وحضور حقيقى . مهما حاول البعض اختصاره .. يبقى صاحب السعادة الحقيقى الذى أضاء موهبة زملائه من المضحكين : القصرى وزينات صدقى والقصبجي.
رحلة كفاح عظيمة فى منتصف الثلاثينات ذاق فيها إسماعيل ياسين الجوع والدموع والخوف حتى أصبح نجم النجوم الذى يتهافت على اسمه شركات الإنتاج . وهو من أكثر نجوم الكوميديا الذين عرفوا كل أنواع الشقاء، وعاش ملكا متوجا فى عالم الشهرة.
أتمنى تكريم إسماعيل ياسين بإنشاء تياترو إسماعيل ياسين فى مكان يليق به ، ويكون هذا التياترو تكريما لكل جيله من المبدعين ومنهم الأديب أبو السعود الإبيارى صانع أفلامه وفطين عبد الوهاب الساحر السينمائى القدير الذى أخرج أعظم أفلام الكوميديا.
وأن يعيد هذا التياترو القيمة لصناع الكوميديا ويحفر نهرا جديدا لإبداع المواهب الكوميدية التى نشكو فقرا شديدا فيها.
شكرا لسُمعة الذى أضحكنا كل هذا الضحك وجعلنا نحلم أحلاما سعيدة بعد فيلم السهرة.
عاش المبدع الذى مازال يبرع فى إسعادنا ببساطة حتى اليوم.