حكاية تحدي «مبتور الساقين».. تسلق أعلى جبال «ويلز» لفعل الخير!

البريطاني " بول إليس " مبتور الساقين
البريطاني " بول إليس " مبتور الساقين

المستحيل.. هو شيء لا تتمكن من فعله مهما حاولت وخاصة إذا لم تمتلك الإمكانيات المؤهلة لذلك فإذا سألك أي شخص "هل تستطيع دفع سيارة وزنها طن منفردا دون مساعدة؟" ستكون الإجابة مستحيل .. ويعود ذلك إلى إحدى هذين السبيين إما لأنك أعلم بقدراتك العضلية وامكانياتها التي لن تتمكن من دفع السيارة أو لأنك قمت بالمحاولة من قبل ولديك خوف من تكرار الفشل.

ولكن مع البريطاني " بول إليس " صاحب الـ 56 عام تحطم المنطق فعلى الرغم من علمه بامكانياته وحدودها إلا أنه قرر أن يجعل المستحيل مجرد كلمة وتمتع بشجاعة مواجهة الفشل وقرر أن يتسلق جبل "سنودون" من أجل تحقيق هدفه الخيري فالتحدي هنا ليس لكبر سنه ولكن التحدي الحقيقي هو أنه مبتور الساقين.

رحلة تسلق استمرت 13 ساعة زحف خلالها " إليس" على يديه وركبتيه متسلقا جبل "سنودون" أعلى قمة جبل في ويلز بالمملكة المتحدة فيبلغ ارتفاعه 3560 قدم ومن أجل هدفه في جمع مساعدات خيرية والتوعية بحقوق الأطفال المبتورة اطرافهم قرر خوض التجربة وتجهز لها.

فارتدى قفازات سميكة في يديه وربط وسادات الركبة الواقية استعدادا لتسلق الجبل بحقيبة ظهر تزن 9.5 كيلو جرام وبدأ رحلته بحماس شديد فتمكن من قطع أول 3 أميال في أول 3 ساعات ورغم ظهور التعب عليه إلا أنه قرر الاستمرار ومع تشجيع الناس له وتذكره لعمله الخيري تمكن من قطع الميلان الأخيران في 9 ساعات.

 وبعد 13 ساعة تمكن من الوصول إلى قمة الجبل مع بعض الإصابات والجروح والالام الشديدة ولكن سعادته ببلوغ هدفه جعلته ينسى كل هذا فهو تمكن من جمع 18 ألف جنيه إسترليني تبرعات ساعدته على اسعاد 6 أطفال مبتوري الأطراف من خلال دفع تكاليف ذهابهم لقضاء إجازة مدفوعة إلى تينيريفي وتخصيص الجزء الاخر من التبرعات لعلاج أطفال آخرين.

ولأنه شخصية لا تعرف معنى المستحيل في قاموسها فتسلقه للجبل لم يكن تحديه الأول فالتحدي الأول له هو قدرته على تخطي إصابته عندما تعرض لحادث في عام 1992 أدى إلى إصابة عموده الفقري وعدم قدرته أحيانا على الحركة لذلك اختار إجراء بتر مزدوج في عام 2008 وتركيب أرجل اصطناعية

ليكون مثال حي لمقولة " من رحم المعاناة يولد الأمل" فمن عدم تمكنه من الوقوف أكثر من 5 دقائق إلى الذهاب لتسلق الجبال.