مدير إذاعة القرآن الكريم: برامج يومية لمواجهة الفكر المتطرف | حوار

رضا عبد السلام
رضا عبد السلام

- تعيينى رمز لمرحلة فُتحت فيها الأبواب أمام ذوى الهمم

- تطوير مستمر لإذاعة القرآن الكريم الرائدة لتناسب الواقع المتغير

- حديث جديد لشيخ الأزهر.. وبرامج يومية لمواجهة الفكر المتطرف
 

تنساب لغته العربية رقراقة، ممسكة برصانة جواد عربى فى ساحة الحرب، يُدرك متى يهجم ومتى يحجم، فتأسر حروف الأصالة آذان المستمعين لبرنامجه: (سيرة ومسيرة)، وتلك إحدى الحسنات الكبرى لإذاعة القرآن الكريم، أن كل مذيعيها لُسنٌ فُصحاء، فلا ترى فى نُطقهم عِوَجا ولا أمْتا؛ لا تهتهة غامضة ولا حروفا عرجاء تتوكأ على عامية رديئة؛ وهذا من مكنون سر الضاد..

فى لقائى معه، لم أشعر أبدًا أن «رضا عبد السلام» أحد ذوى الهمم، أو أنه مستطيعٌ بغيره، رغم أنه ولد بلا يدين إلا قليلا، إذ النقص الوحيد فى الأفهام لا الأجسام، والرجل حاد الذكاء فى نبالة، تواق، متوثب، متحرك، متصالحٌ مع نفسه فى «رضا» اسمه، وفى «سلام» والده؛ فنصيب حياته من اسمه موفور الكمال والاتزان؛ ولهذا لم أجده «كلًّا» على صديق أو ساعٍ فى مكتبه، بل يرتكز إلى ذاته فى كل شيء، حتى فى ضيافتنا.. أبواب كثيرة للنقاش فتحتها «الأخبار» معه فى هذا الحوار:
 

بداية، نبارك لك توليك أبرز شبكة إذاعية تحوز النسبة الأكبر للمستمعين فى الوطن العربي..هل كان هناك جهد مبذول لذلك أم اعتمدت على أنك فقط من ذوى الهمم؟


جواب هذا السؤال يأتى فى حديث الأستاذ محمد نوار، رئيس الإذاعة، معى حين اختارنى مديرا لشبكة القرآن الكريم، ووافق على هذا الاختيار الأستاذ حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، حيث قال لي: إننى اخترتك لتاريخك الوظيفى والمهني، إضافة إلى دعم الدولة لذوى الهمم، بمعنى أن رئاستى لتلك الإذاعة العريقة هو نتيجة جهد لمدة ثلاثين عاما فى أروقة الإذاعة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أن حصولى على هذا المنصب رمز لمرحلة جديدة نعيشها فى عهد الرئيس السيسي، وهى مرحلة إعطاء ذوى الهمم حقوقهم الطبيعية فى أن يكونوا مواطنين مصريين متساوين مع غيرهم.


اهتمام مباشر


إذن، هل ترى أن ذوى الهمم قد أخذوا فرصًا أكبر فى الحصول على حقوقهم طوال السنوات السبع السابقة؟


بالطبع، لقد حصل ذوو الهمم على حقوقهم الكاملة فى الفترة السابقة، منذ تولى الرئيس السيسي، لأنه وضع مشكلاتهم فى بؤرة اهتمامه المباشر، وهذا ما لم يكن يحدث من قبل؛ واهتمام الرئيس بذوى الهمم واضح وصريح فى كل مناسبة. ولقد قرأت قانون 10 لسنة 2018م، فوجدته نقلة كبيرة ويُعطى ذوى الهمم كل الأهمية، بخلاف باقى القوانين السابقة التى كانت تولى ذوى الهمم بعض الأهمية؛ والآن وفى عهد الرئيس السيسى فقد فاق التركيز على فتح المجالات أمامنا كل العصور السابقة، وهذه شهادة حق لا بد أن نعترف بها.. أقول بإخلاص إن الرئيس السيسى أولى اهتمامًا ورعاية فائقة بذوى الهمم، ويظهر هذا فى تخصيصه عام 2018 لذوى الهمم، مع دعمهم الكبير فى المجال الرياضي، كما كان قانون 10 لسنة 2018 نقلة كبيرة، وقد اتصلت بالوزيرة نيفين القباج وأوصيتها خيرا بهذا القانون الذى يضم مواد لم تحدث من قبل.


ولكن بعض ذوى الهمم لا يزال يرى أن هناك آمالا أخرى فى المزيد من الإتاحات والحقوق تحتاج إلى تحقيق الفترة المقبلة.. ما رأيك؟


قد يكون هذا صحيحا؛ لكن دعنى أقل لك إن رضا عبد السلام رمز لمرحلة فى عُمر مصر فُتحت فيها الأبواب أمام ذوى الهمم ليحصلوا على حقوقهم الكاملة، ويجب ألا تُغلق الأبواب مرة أخرى، والأبواب فُتحت- بالطبع- لمن يستحق أن يجلس على كرسى معين للإدارة فيجلس عليه، سواء أكان من ذوى الهمم أم من غيرهم، المهم- كما قال رئيس الإذاعة- أن يكون ذا تاريخ مهنى ووظيفي، وأن يكون مُستحقا للجلوس على هذا الكرسي، قادرًا على أن يُدير هذا العمل بنجاح؛ هذا هو المقياس، وهذا هو المعيار.


تاريخ إذاعى


ولكنك لم تحصل على درجة المدير العام فكيف تُبرر تلك القفزة الإدارية.. وهل كان اختيارك خاضعا لجهدك فقط، أم لتكون واجهة، ورسالة، وقدوة للآخرين؟


بالفعل لم أحصل على درجة المدير العام، ولذلك فهى قفزة كما تقول، ولكنها اختيار أيضا جاء بعد تقييم لسنوات طويلة من الجهد المبذول، خاصة مع وجود منافسين كثيرين لى على المنصب، وليس فقط لكونى من ذوى الهمم، ولكن لتاريخى المهنى والإذاعى الممتد لكل هذه السنوات، وليس من المنطقى أن تكون الإعاقة وحدها مؤهلا لأى شيء، وخبرتى فى العمل الإذاعي- ولله الحمد- يعلمها الجميع، ويُتابعها المستمعون.


هل كان للمجلس القومى لشئون الإعاقة دور فى دعم توليك مسئولية شبكة القرآن الكريم؟


هناك علاقة قوية بينى وبينهم، ولكن قرار تعيينى لم يتدخل به أحد؛ فقد كان قرارا من رئيس الإذاعة ووافق عليه رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، دونما تدخل من أحد.

هل كانت هناك خلافات داخل شبكة القرآن الكريم ثم جاء قرار تعيينك حلا لهذه الخلافات؟


هذا غير حقيقي، فلم تكن هناك أى خلافات داخل الشبكة؛ والمعوقات الوحيدة التى قابلتها فى الإذاعة كانت قديمة عند التحاقى بها، حيث تم وضع العراقيل فى طريقى لأن الإتاحة لم تكن موجودة، وظللت ثلاث سنوات أحارب وأطرق الأبواب طرقا شديدا لأحصل على حقى حتى فُتحت الأبواب أمامي، ثم تدرجت فى العمل من مذيع هواء إلى كبير مذيعين إلى مسئولية العديد من البرامج، ثم مؤخرا رئيسا لشبكة القرآن الكريم.. وهذا هو الفرق بين ما كان قديما وما يحدث الآن فى عهد الرئيس السيسي.


ألا ترى أن برنامج (سيرة ومسيرة) جاء مُعبرا عن ثقافتك الدينية بخلاف باقى برامجك؟


بالفعل، لأنه برنامجى الأخير، حيث جاء فى واسطة العقد بعد برامج كثيرة سابقة عليه، مثل: مساجد لها تاريخ، وقطوف من السيرة، ووحى القلم، وغيرها؛ لكن هذا البرنامج يُعبر بالفعل عن ثقافتى الدينية، لأننى أستضيف فيه الأعلام فى مجال الفكر الإسلامى من علماء الأزهر الشريف، وكان البرنامج سببا فى صدور كتابين، الأول: «أعلام ومواقف»، وقد صدر منذ عامين، والكتاب الثاني: «إضاءات العقل وهدايات النقل»، وهو مجموعة من الحوارات مع كبار المشايخ والمفكرين المسلمين.


وما المعايير العلمية التى تختار على أساسها هؤلاء العلماء لاستضافتهم؟


أبرزها أنه لا بد أن يكون للمفكر تاريخ طويل فى مجال العلم الدينى والفكر الإسلامي، وأن تكون له مؤلفات كثيرة أثرى بها المكتبة الإسلامية؛ بالإضافة إلى أن يكون قدوة للناس يتعلمون منه، عن طريق شرح حياته التى عاشها، سواء أكان طفلا نابغا أم شابا مجتهدا أم أستاذا متفوقا.


وكيف يتوازى هذا مع فكرة دعم العلماء الشباب فى شبكة القرآن الكريم؟


لشباب العلماء برامج أخرى خاصة بهم وبأفكارهم، وكذلك فى الأمسيات الدينية والتسجيلات الخارجية والفترات المفتوحة، والقرآن الكريم إذاعة ذاخرة بالعلماء التراثيين، مثل الشيخ شلتوت ود. عبد الحليم محمود وغيرهما، ثم الجيل التالى لهم وجيل الوسط والشباب، كل هؤلاء لهم برامج متنوعة تُمثلهم فى شبكة القرآن الكريم.


الأصالة والمعاصرة


هناك مطالبات كثيرة بالتطوير.. ما أبرز ملامح خطتك المنتظرة لتطوير شبكة القرآن الكريم؟


نحن نحمل الشبكة على جناحين: الأصالة، وهو متمثل فى المصادر الإسلامية من القرآن الكريم والسنة وعلوم القرآن والعلوم التى تخدم هذه العلوم؛ بالإضافة إلى المعاصرة، وتعنى إنزال هذه المصادر الإسلامية على واقع وحياة الناس، حتى تكون هناك خلفية إسلامية لحياتهم وسلوكهم، ونعمل عند التطوير على استجلاب مجموعة من قدامى القراء والمبتهلين من الرعيل الأول وجيل الوسط والجيل الموجود الآن، وهناك لجنة تبحث فى هذا الآن لكى تكون هناك منظومة قرآنية جديدة تماما للقراء والمبتهلين؛والمعاصرة، وتشمل محاولة تحديث البرامج الموجودة الآن، بما يتوافق مع العصر الذى نعيش فيه، وكذلك مواكبة التطوير المستمر الذى يحدث فى مصر الآن عن طريق مجموعة من البرامج التى تسهم فى دعم الثورة الإنشائية فى وطننا وتُرسخ قيم التعاون والبناء؛ إضافة إلى حديث جديد لشيخ الأزهر الشريف سنعلن عنه قريبا.


قراءة «ورش»


بالحديث عن القراء، فإن أسرة الشيخ عبد الباسط قد أهدت الإذاعة تسجيلات نادرة لتلاوته القرآن كاملا بقراءة «ورش عن نافع».. لماذا لم تتم إذاعتها حتى الآن؟


نحن نشكرهم على هذا، وتلك التسجيلات فى لجنة القراءة الآن لمراجعته وإجازته، وهو أمر نفعله مع كل القراءات التى تُقدم إلينا لضمان سلامتها من الأخطاء قبل إذاعتها، وهذا يحتاج إلى وقت طويل، لأنها ليست مجرد سور قصيرة وإنما القرآن كله، وهو تسجيل نادر ومهم جدا لنا لتكون لدينا قراءتان للقرآن كاملا بورش عن نافع: للشيخ الحصرى والشيخ عبد الباسط؛ وأعدك أن أحث اللجنة على الانتهاء سريعا من مراجعته ليستمع إليه الجمهور قريبا.


يُشاع دوما أن هناك تسجيلات نادرة للقرآن مخبوءة لديكم يعلوها التراب.. ما صحة ذلك؟


هذا غير حقيقي، وكل ما عندنا نذيعه، وكل ما أتحدث عنه هو البحث عما ليس عندنا سواء أكان بمصر أم بالخارج، سنأتى به ونعرضه على لجنة القراءة، وما أن تقره اللجنة حتى نذيعه مباشرة، إن شاء الله.


وما نصيب القراء الشباب من هذه التلاوات؟


القراء الشباب لهم نصيب بالفعل، وسنعمل على دعمهم بصورة أكبر.


هل يوجد تعاون مع نقابة القراء حول هذا الأمر؟

 

بالطبع، هناك تعاون دائم ومباشر مع نقابة القراء، لأنه من شروط قبول القراء فى الإذاعة أن يكونوا مجازين من النقابة.


بدون وساطات


هناك اتهامات كثيرة بالوساطة فى مسابقات انضمام القراء للإذاعة.. ما تعليقك على ذلك؟


أؤكد أنه لا توجد وساطات فى ذلك، لأنه لا يليق بأهل القرآن، ولأن لدينا منظومة جديدة، إذ لا بد أن يدخل القارئ دورة تدريبية بإشراف الإذاعة، وبعدها يدخل القارئ الامتحان المخصص لذلك، واللجنة التى تقوم بالامتحان فى منتهى النزاهة ومن كبار المتخصصين.


كيف ستستخدم انتشار إذاعة القرآن الكريم بين الناس فى مواجهة الأفكار المتطرفة؟


نعمل بالفعل على ذلك، لأن الإسلام دين الوسطية، ونؤكد دوما فى برامجنا على هذا المفهوم، من خلال برامجنا المتخصصة أو الفترات المفتوحة، بالتحدث عن هذه الأفكار وتفنيدها، ومواجهة أفكار هذه الجماعات المخربة للأوطان بتوعية الناس بأخطارها على الوطن.


البعض يظن أن إذاعة القرآن الكريم للمطبخ وللبركة فقط.. ما ردك على ذلك؟


هذا موجود بالفعل بين المستمعين ولكنهم فئة صغيرة؛ لكن الفئة الأكبر هى التى تتابع برامجنا باهتمام شديد، ويأتينا صدى ذلك من خلال تواصل الناس اليومى معنا لعرض أفكارهم ورغباتهم فى زيادة فقرات وتقليص فقرات أو المطالبة بإعادة برامج سابقة وعرض تلاوات بعينها، وهكذا.


مشكلة البث الضعيف والمشوش تواجه مستمعى إذاعة القرآن سواء فى القرى أو حتى لو كانوا بجوار ماسبيرو.. كيف ستحل هذه المشكلة؟


هناك مناطق بعينها، وليس فى القاهرة، تشتكى من ضعف البث، وهذه الشكوى ستصل إلى الأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة ويكون هناك حل قريب بإنشاء محطات تقوية، خاصة فى الاماكن التى لا تصل إليها الشبكة.


أستوديو واحد


لديكم أستوديو واحد للهواء وهو قليل على إذاعة منتشرة مثلكم.. هل توجد خطة للتوسع؟


نحاول بالطبع، وأحيانا نسجل فى أستوديوهات أخرى بالاتفاق مع زملائنا فى الهندسة الإذاعية، وإن كانت نسبة البرامج لدينا 15% فقط والأستوديو يكفينا.


هل أثرت كورونا على الأمسيات الخارجية؟


بالطبع أثرت كثيرًا، لأن الأمسيات حين تكون فى المساجد تكون حية، والآن نقدم الأمسيات من الأستوديو، فلا تكون بذات الوهج الخارجى ومع وجود الجمهور، وفى الاجتماع الأخير مع الزملاء اتفقنا على إذاعة الأمسيات القديمة إلى أن تُفتح المساجد، إن شاء الله.


وماذا عن المؤتمرات التى يقدمها الأزهر أو الأوقاف؟


نقوم بتسجيلها وعرضها فورا بالطبع.


وما فرص انضمام عدد من شباب المذيعين إلى شبكة القرآن الكريم لتجديد الدماء؟


نحن نقوم على الشباب، وسيكون هناك دعم من الشباب الفترة المقبلة من خلال لجنة اختبار المذيعين، وهى لجنة على أعلى مستوى، وتركز على إجادة اللغة العربية وإجادة الحوار، وقراءة المحتوى الإخباري، وغيرها.


ألا ترى أن نسبة إذاعة التراثيات كبيرة جدا فى الوقت الذى نحتاج فيه إلى متابعة قضايا العصر المتزايدة؟


نحن نقدم الأصالة والمعاصرة كما قلت، نحن نقدم التراث فى برامج كثيرة ونقدم القضايا المعاصرة فى الفترات المفتوحة وهما فترتان فى الأسبوع، إضافة إلى فترة ما بين السائل والفقيه، وتكون مباشرة مع العلماء؛ ونحن نعتمد فى هذا على العلماء الكبار مع الشباب لمناقشة القضايا المتعلقة بالمجتمع والقضايا المعاصرة؛ مثل قضية التطرف، والتعليم، وبناء الوطن، وغيرها.. وبعض المستمعين يطالبون مثلا بزيادة خواطر الشيخ الشعراوي؛ وفى ذهنى أفكار جديدة سأعمل على تطبيقها الفترة المقبلة، مثل مناقشة قضايا المجتمع من خلال فقرة تضم عالم اجتماع بجوار عالم الدين لتتفاعل مع مشاكل الناس.


هناك أيضًا مسألة الإعلانات داخل إذاعة القرآن الكريم وهو أمر يستاء منه كثير من المستمعين... ما تعلقيك؟


لقد قمنا بعمل أظنه مرضيا للناس، أننا جعلنا الإعلانات بعدما كانت بين البرامج وتسبب ضيقًا للناس، جعلناها ثمانى دقائق ليلًا ومثلها نهارًا فقط دون تخللها للبرامج، كما أن هذه الإعلانات تمثل يد المعونة لجمعيات خيرية معينة تقوم بخدمة الناس، وليست إعلانات شخصية أو إعلانات شركات.


ونحن فى عصر الصورة.. هل من المتوقع تحول إذاعة القرآن الكريم إلى قناة تليفزيونية؟


عرف الناس القرآن الكريم إذاعة قريبة منهم، فى المطبخ، وفى العمل، وفى الطريق، وفى السيارة، وفى المحل، وفى الحقل، وفى كل مكان.. أما فكرة أن تكون تليفزيونا فهذا يخرجها عن كونها إذاعة؛ أما التواصل مع الناس فهو موجود من خلال الصفحة الرسمية لنا على الفيس بوك وعلى صفحتنا بالنت، وكلتاهما تبث ويتفاعل معها آلاف الناس.. وأعد جميع المستمعين أن تكون القرآن الكريم الفترة المقبلة إذاعة قريبة منهم، فى التناول، وفى عرض الرسالة الإسلامية الوسطية التى تتبنى منهج الأزهر الشريف فى الدعوة.


حرية كبيرة


ألا توجد أفكار لعرض نماذج من قضايا شائكة والرد عليها لتكون القرآن الكريم أكثر جرأة مع هذه القضايا المثارة بين الشباب؟


لدينا حرية كبيرة فى عرض الكثير من القضايا الشائكة والرد عليها علميا ودينيا، وهذا موجود فى برامجنا، خاصة برنامج «بين السائل والفقيه»، وكذلك فى القضايا المستحدثة، مثل قضايا كورونا ودور الفقه الإسلامى فى التعامل معها.


محن ومنح


حب أن نعرف جزءا من قصة كفاحك باعتبارك نموذجا فريدا للتغلب على عقبات الحياة!


دائما ما أقول إن حياتى مجموعة من المحن تتبعها مجموعة من المنح؛ وفى اليوم الأول لى فى هذه الدنيا كانت محنة عظيمة جدا، ثم تبعتها منحة أن هذا الطفل قد ظهرت منه علامات تدل على بعضالنبوغ، بعدها محنة دخولى المدرسة التى أوصدت أبوابها دونى فأصر والدى وكافح لأدخلها وتعلمت الكتابة بقدمى أولًا ثم كتبت بأسناني، وهذا دليل على المضاء والإرادة والعزيمة؛ وكان دور المعلم عظيمًا فى تعليمي، ولا أنسى دور الأستاذة «فادية» التى كنت أعدها مثل أمي، والتى أعطتنى من نفسها وحنانهاوعطفها واستقبلتنى استقبالا باهرا، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأستاتذة عند كل مرحلة دراسية، وقد ذكرت مجموعة من ذلك فى كتابى «نقوش على الحجر» الذى أتحدث فيه عن سيرتى الذاتية، وقد أهديته إلى والدى ووالدتى لأنه لولاهما- بعد الله سبحانه- ما كنت وما كانت لى حياة.


وماذا عن حياتك الأسرية؟


عندي: عبد الرحمن، طبيب بشري، وأفنان، متخرجة فى كلية إعلام هذا العام.


«رضا» و»عبد السلام».. ألم يحدث تمرد على حالتك الإعاقية ولو فى لحظات الضعف الإنساني؟ 


لم يحدث أبدًا، بل أنا فى تمام الرضا والسلام عن حالتى وعن قدري- ولله الحمد- لكننى متمرد على حالات الإحباط والتكاسل، متمرد على كل من يريد أن يوقف المسيرة، إذ إننى مؤمن بضرورة أن أفعل شيئًا؛ ودائما ما أقول لذوى الهمم، خاصة الذين يضعون أقدامهم على أول الطريق: إن الطريق صعب، لكن مع هذه الصعوبة ستجد لذة مع تخطى كل عقبة من هذه العقبات، وستحترم نفسك جدا حين تصل إلى ما تريد.