نبض السطور

لقاء مع أبومازن

خالد ميرى
خالد ميرى

ما زال الرجل يحتفظ بحضوره.. بإيمانه أن القضية الفلسطينية ستصل يومًا إلى حلٍ عادلٍ، والشعب الفلسطينى سيحصل على حريته التى يستحقها.. وأن الاحتلال مهما طال مصيره إلى زوالٍ.
 داخل قصر الأندلس بالقاهرة، كان لنا لقاء، مساء أول أمس، مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن.. يتذكر الرجل تفاصيل المقاومة والاحتلال، يعرف مكامن الخطر وخطورة تواصل الانقسام، لكنه يؤمن بعدالة قضيته، وأن مصر كانت وستظل هى السند. اللقاء الذى استمر ساعة ونصف الساعة، بصحبة نخبة من رجال الصحافة والإعلام، شهد حوارًا صريحًا.. أين كانت القضية الفلسطينية.. وأين وصلت، وما هى آفاق الحل؟
تحدَّث الرجل بصراحةٍ عن 3 سنوات قاسية هى الأصعب، أثناء وجود ترامب فى رئاسة أمريكا، تحدَّث بفخرٍ عن الصمود فى وجه العنفوان الذى قطع عن الفلسطينيين كل المساعدات؛ حتى يرضخوا لصفقة القرن.. قال إن الأيام الأسوأ رحلت، وصفقة القرن سقطت، وقضية فلسطين ما زالت حية.
قال إن إدارة بايدن حديثها إيجابى عن الإيمان بحل الدولتين ورفض التصرفات الأحادية، ورفض التوسع الاستيطانى أو ترحيل أهل الشيخ جرَّاح، لكن المهم أن تتحول الأقوال إلى أفعالٍ؛ ليتم بناء الثقة والعودة للمفاوضات.. أبومازن قال إن وزير الخارجية الأمريكى عندما زاره، أكد أنهم سيعيدون القنصلية للقدس الشرقية، رغم رفض إسرائيل، وسفارتهم ستظل فى القدس الغربية، وهذا كلام جميل، وننتظر تنفيذه لنبدأ الحوار، ونحن متفائلون لكن بحذرٍ.. فالشعب الفلسطينى ما زال يعانى.
تحدَّث الرئيس الفلسطينى عن امتلاك أمريكا لأوراق الحل، وعن تغييرات مهمة فى المجتمع الأمريكى تساند قضية الفلسطينيين العادلة، وترفض عنصرية إسرائيل وما ترتكبه من جرائم حربٍ. وعن الإسرائيليين تحدَّث أبومازن بصراحةٍ، بأنه ليس هناك أسوأ من نتانياهو الذى لا يؤمن بأى سلامٍ، وقال إنه بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة ولأول مرة منذ ٢٠ عامًا، زاره وزير الدفاع الإسرائيلى بمنزله، وأنه تحدَّث معه بصراحةٍ وينتظر زيارة ثانية بعد شهرٍ؛ لتقييم الموقف، على أن تعترف إسرائيل بالشرعية الدولية واتفاقية أوسلو.
وإذا كانت المصالحة الفلسطينية تشغل بالنا جميعًا؛ لأنها المدخل الحقيقى لأى حلٍ عادلٍ للقضية، فموقف أبومازن واضحٌ، بأن حماس عليها الاعتراف أولًا بالشرعية الدولية، وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بعدها يتم فورًا تشكيل حكومة وحدة وطنية، والانطلاق للمستقبل، ولكن لا مصالحة بدون اعترافٍ. وأكد الرئيس الفلسطينى أن الانتخابات لن تتم إلا بضمان أن تُجرى فى القدس مع الضفة وغزة، فالقدس هى الجوهر ولا انتخابات بدونها.
أكد أبو مازن أنه لا توجد مشاكل مع دولٍ عربية، ولكن التطبيع  يجب ألا يتم قبل حل القضية، وقال إنه موافق على صيغة عودة «الرباعية الدولية بلس»؛ لرعاية المفاوضات وحل القضية، والفلسطينيون طلبوا صراحةً وجود مصر والأردن من الدول العربية. 
القضية الفلسطينية كانت وستظل قضية العرب ومصر الأولى، وحلها العادل يضمن نزع فتيل الشر والصراع والإرهاب بالمنطقة، وما ضاع حق وراءه مطالب ومقاوم.