خرج عن المألوف.. «جيسون» نحات بدرجة عالم أحياء بحرية

غابة منحوته غارقة تقع داخل منطقة بحرية
غابة منحوته غارقة تقع داخل منطقة بحرية

"اصنع دائما الاختلاف والتميز".. هدف يحتاج إلى جهد وعمل وتفكير خارج المألوف، فما أكثر النحاتين ولكن ليس جميعهم "جيسون ديسياريس تايلور"، فهو من تمكن من الوصول إلى التميز بفكره خارج الصندوق فمنحوتاته لا تعرض في متاحف تقليدية ولكنه مخصص في المتاحف تحت الماء! نعم تحت الماء فصاحب الفكر المختلف دائما ما يكون متميزًا.

النحات البريطاني "جيسون تايلور"، صاحب الـ39 عامًا تمكن من أن يجعل رحلات الغوص متميزة وغير مقتصرة على الطبيعي من رؤية الأسماك والطحالب والشعاب المرجانية، فمن خلال فكره في تقديم منحوتاته على هيئة حدائق تحت الماء تسهم في الحفاظ على النظام البيئي البحري وحمايته من خلال جذب الحياة البحرية وتطورها بشكل عضوي من خلال منحوتاته.

وتعد أعمال "تايلور"، جزءًا من حركة فنية بيئية يتفاعل فيها العمل الفني مع محيطه بطريقة غير متوقعة ويمكن تفسير الفكرة من خلال أحدث مشاريعه المائية والتي استمر العمل عليها لمدة 3 سنوات فرفع "جيسون" الستار عن مشروع "موسان – Musan" حديقة منحوتات تحت الماء.. غابة غارقة تقع داخل منطقة محمية بحرية على بعد حوالي 200 متر من شاطئ "بيرنيرا" في "أيا نابا" بقبرص وعلى عمق بين 8 إلى 10 متر.

ويضم المشروع 93 منحوتة بالحجم الطبيعي لأطفال يشيرون إلى الكاميرات ويلعبون وسط أشجار زرقاء اللون يبلغ وزنها 13 طنًا بتكلفة 1.1 مليون دولار، وتم صنع جميع المنحوتات التي تم إنزالها تحت الماء بواسطة رافعة من مواد خاملة خالية من الأحماض لحماية الشعاب المرجانية والمخلوقات البحرية القريبة.

وتعمل المنحوتات كمحفزات نشطة في رعاية الحياة البحرية بحيث يمكن إثراء التنوع البيولوجي في المنطقة من خلال وجودها بمرور الوقت فتصميمها يسمح بالنمو الطبيعي عليها، فبعد 5 أو 6 أيام يمكنك رؤية طبقة رقيقة من الطحالب على كل رأس من رؤوس المنحوتات، مما يعني تواجد ونمو الأسماك في المنطقة وتتحول موسان إلى غابة متطورة ومتنامية تحت الماء.

ولأن "جيسون" يسعى دائما إلى تسليط الضوء على فكرة "إعادة بناء مساحاتنا الطبيعية وإعادة تشجير مناطق الموائل القاحلة" من خلال عمله الذي يستكشف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، فمشروع "موسان" لم يكن الأول له ولن يكون الأخير، فهو يعمل حاليا على معروضات جديدة لمتحف أستراليا للفنون تحت الماء في "تاونسفيل" شمال كوينزلاند على الحاجز المرجاني العظيم.

كما سبق له افتتاح العديد من المتاحف تحت الماء، ففي عام 2006 أنشأ متحفه قبالة جزيرة غرينادا في البحر الكاريبي والذي ضم 75 منحوتة تغطي مساحة 800 متر مربع، كما ضم متحفه "حديقة Isla Mujeres National Marine Park" في المكسيك أكثر من 500 منحوتة بالحجم الطبيعي.

وفي عام 2014 كشف تايلور عن تمثال أطلس بطول 18 قدما في قاع المحيط قبالة ساحل جزر الباهاما كما أعلن في عام 2017 عن أول متحف للنحت تحت الماء في أوروبا، ويضم أكثر من 300 شخصية بالحجم الطبيعي قبالة ساحل باهيا دي لاس كولوراداس في لانزاروت، كما أطلق في بداية العام متحف تحت الماء مكون من 6 منحوتات بورتريه تزن حوالي 10 أطنان في فرنسا بالقرب من مدينة كان.