في الصميم

«بايدن» أم «ترامب».. ليست هذه هي المشكلة !

جلال عارف
جلال عارف

 فى خطاب إعلان اكتمال الانسحاب الأمريكى من أفغانستان، حاول الرئيس «بايدن» بكل الطرق أن يدافع عن قرار الانسحاب على أساس أن التواجد الأمريكى لم يكن له مبرر فى أفغانستان فى السنوات العشر الأخيرة على الأقل والتى كانت تكلف الخزانة الأمريكية - وفقاً لبايدن - ٣٠٠ مليون دولار يومياً! وفى محاولة لقطع الطريق على حقوق الجمهوريين قال «بايدن» إن اتفاق الرئيس السابق ترامب مع «طالبان» على الانسحاب بكل تفاصيله لم يترك أمام إدارة بايدن إلا أحد خيارين: إتمام الانسحاب أو عودة عشرات الألوف من الجنود الأمريكيين ليخوضوا جولة جديدة من حرب العشرين عاماً ضد «طالبان» وكان القرار هو اتمام الانسحاب الذى رأى بايدن أنه يحقق مصلحة أمريكا مستندا على حقيقة أن أغلبية الشعب الأمريكى كانت مؤيدة للانسحاب قبل أن تصدمها صورة النهاية الدرامية التى تجسد الفشل الكامل لعشرين عاماً من الاحتلال بكل أثمانه التى دفعت، وبكل آثاره التى ستظل فاعلة لسنوات.

 

لن يكون سهلاً أن يعبر بايدن آثار هذا الفشل فى الداخل الأمريكى إلا بإنجاز كبير تنعكس آثاره بسرعة على المواطن الأمريكى الذى يركز معظم اهتمامه على أحوال الاقتصاد ومدى التحسن فى مستوى معيشته. والمهمة هنا ليست سهلة فى ظل شبح «كورونا» ومع ضيق الوقت حتى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى يمكن أن تزيد الصعوبات أمام بايدن إذا فقد حزبه الديموقراطى الأغلبية فى مجلس الشيوخ والنواب. بالنسبة لأمريكا والعالم.. سيكون الوضع شائكا فى مواجهة التحدى الصينى والروسى.

 

وسيكون على أمريكا أن تواجه مشكلة فقد الثقة من جانب أهم حلفائها فى وقت كان فيه الحلفاء ينتظرون عودة واشنطون لمقعد القيادة الغربية بعد تجربتهم السيئة للغاية مع ترامب»!!» فإذا بهم أمام أمريكا المنسحبة أيا كانت مبررات هذا الانسحاب. ستعبر أمريكا فى النهاية أزمتها، لكن.. ماذا سيكون الثمن، ومن الذى سيدفعه؟!