طالبان تتسلم مطار كابول خلال ساعات.. وهجوم جديد بالعاصمة

أمريكا تسدل الستار على أطول حروبها

جنود أمريكيون فى طائرة تجليهم من أفغانستان وقد بدت السعاة على وجوه بعضهم
جنود أمريكيون فى طائرة تجليهم من أفغانستان وقد بدت السعاة على وجوه بعضهم

عواصم ــــ وكالات الأنباء:
ينهى الجيش الأمريكى بعد غد الثلاثاء وجوده فى أفغانستان مسدلا الستار على حقبة امتدت عقدين كان عنوانها «الحرب على الإرهاب»، لكنها انتهت بسحب قواته وعودة حركة طالبان المتشددة للحكم فى البلاد.
وسمع عصر أمس دوى انفجار فى كابول، بعد ثلاثة أيام من هجوم دام فى مطار العاصمة الأفغانية حيث تستكمل الدول الغربية عمليات الإجلاء. وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد حذر بعد الاعتداء الذى تبناه تنظيم داعش -ولاية خراسان، من أن هجوما جديدا وشيكا «محتمل جدا».
وفى واشنطن، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن اثنين من المسئولين الأمريكيين ان الرئيس بايدن يخطط لسحب سفير بلاده وجميع الموظفين الدبلوماسيين من أفغانستان بحلول غد الثلاثاء، وبرغم «اهتمام طالبان المعلن» بأن تحتفظ الولايات المتحدة ببعثة دبلوماسية فى كابول، لم تتخذ إدارة بايدن قرارا نهائيا شأن الشكل المستقبلى لتواجدها فى أفغانستان.
وفى كابول، ذكرت وسائل إعلام أفغانية بأن حركة طالبان ستعلن عن الحكومة الجديدة فى غضون أسبوعين. وقال المتحدث باسم طالبان «ذبيح الله مجاهد» إن طالبان كانت قد عينت حتى اليوم رؤساء شرطة فى كافة الولايات الأفغانية الـ34.
وأعلنت حركة طالبان أنها تسلمت السيطرة على ثلاث من بوابات مطار حامد كرزاى الدولى فى كابول بعد انسحاب القوات الأمريكية منها. ونقلت رويترز عن مسئول بالحركة «نحن فى انتظار الإشارة الأخيرة من الأمريكيين لنتولى بعدها السيطرة الكاملة على المطار». وأضاف أن الحركة لديها فريق يضم خبراء فنيين ومهندسين مؤهلين مستعد لإدارة المطار. ونقلت رويترز عن مسئول أمنى غربى إنه لم يبق سوى نحو ألف مدنى فى المطار مع دخول القوات الأمريكية المرحلة الأخيرة لعملية الإجلاء. وأضاف المسئول أن حجم الحشود عند بوابات المطار تراجع بعد تحذير من هجوم آخر وشيك .. وأفاد مراسلو «فرانس برس» أن مقاتلين من طالبان مدججين بالسلاح كانوا يتنقلون على مدارج المطار بينما أغلقت الحركة كل الطرق المؤدية إلى المطار ولا تسمح بالمرور سوى للحافلات التى تحمل تصريح دخول.
ويشير مراقبون إلى أن إدارة مطار كابول بعد الانسحاب الأجنبى منه، ستبقى مسألة حساسة بالنسبة لطالبان والدول الغربية. ومع اقتراب موعد انسحاب القوات الدولية، كررت طالبان بشكل واضح أنها لن تقبل بأن يبقى أى جندى أجنبى فى أفغانستان بعد 31 أغسطس.
وفى وقت سابق، قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن المسئولين يجرون محادثات مع الحلفاء وطالبان للسماح باستئناف الرحلات الجوية غير العسكرية فى أسرع وقت ممكن. ولم يعلق على التقارير التى تفيد بأن تركيا وقطر تعتزمان إدارة المطار مع طالبان، لكنه أشار إلى أن وزير الخارجية أنتونى بلينكن تحدث امس الأول السبت مع وزير الخارجية التركى مولود تشاوويش أوغلو بشأن أفغانستان.
 وكان الرئيس التركى رجب طيب إردوغان قد كشف من جهته أن طالبان تريد تأمين المطار بأنفسهم، طالبين من تركيا أن تكون مسئولة عن المسائل اللوجستية. وأضاف «سنتخذ قرارا ما إن يعود الهدوء»، مشيرا إلى أن الهجوم الانتحارى الدامى الذى وقع الخميس فى محيط المطار يظهر مدى تعقيد هذه المهمة.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» امس أن مسئولين من تركيا وقطر ومجموعة السبع يعتزمون عقد اجتماع اليوم الاثنين لبحث مستقبل أفغانستان ومطار كابول.
وفى تقرير منفصل، نشرت الصحيفة الأمريكية تفاصيل عن التفجير الانتحارى الذى أودى بحياة عشرات الأشخاص، بمن فيهم 13 عنصرا من القوات الأمريكية، خارج مطار كابول.
وبحسب الصحيفة فعند «تجمهر حشد للوصول إلى مطار حامد كرزاى الدولى عند بوابة آبي، وهو مدخل رئيسى يحرسه مشاة البحرية الأمريكية وأفراد الخدمة الأخري، سار الانتحاري، الذى كان يرتدى سترة ناسفة تزن 25 رطلا تحت الملابس إلى مجموعة من الأمريكيين الذين كانوا يفتشون الناس وقبل أن يتم تفتيشه من قبل القوات الأمريكية، فجر القنبلة».
فى سياق آخر، أفادت وسائل إعلام بأن طالبان قطعت الاتصالات عن ولاية بنجشير التى لا تزال بؤرة المعارضة الأخيرة فى أفغانستان. ونقلت مصادر محلية عن مسئول بطالبان أن قوات الحركة دخلت بنجشير من اتجاهات مختلفة دون مواجهة أى مقاومة، مشددا على أن الباب لا يزال مفتوحا للتفاوض وأن وفدا من «التحالف الشمالي» أجرى محادثات فى كابول .