الخليفة المعتصم بالله.. الملقب بالمثمن

د. عبد المقصود باشا
د. عبد المقصود باشا

هو ثامن الخلفاء العباسيين، ولد فى سنة 179هـ، وبويع بالخلافة فى رجب 218هـ بعد وفاة أخيه الخليفة المأمون، ولقب بالمعتصم بالله، وكان قبلها واليا على الشام ومصر، هو أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدى بن منصور، عنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى .

فى جامعة الأزهر: «كان المعتصم ذا شجاعة وهمة عالية، وقوة مفرطة، فصيحًا مهيبًا، عالى الهمة، سار على ضرب أخيه وأكمل خطواته فى القضاء على الثورات الداخلية، وأثناء إخماده للثورات انتهز الإمبراطور تيوفيل البيزنطى ذلك، فأغار على الحدود الإسلامية وهاجم مدينة «زبطرة»، فأحرقها وخربها وقتل رجالها وسبى نساءها وأطفالها، وقد غضب المعتصم لهذا الحدث، خصوصًا أنه كان يعتز بهذه المدينة لأنها مسقط رأس والدته.


يضيف باشا: يذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت فى أسر الروم وتقول (وا معتصماه)، فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم وأن يخرب مدينة عمورية مسقط رأس والد الإمبراطور، فأرسل رسالة إليه قائلا: «من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندى».

فلم يستجب وانطلق المعتصم بجيشه وحاصرها فاستسلمت ودخلها وبحث عن المرأة فلما حضرت سألها قائلا: هل أجابك المعتصم؟ قالت: نعم.


كانت خلافته ثمانى سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثمانى بنات، وتولى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح وتوفى وهو ابن ثمانية وأربعين عاما فكان يلقب بـ «المثمن».

ويقول السيوطى إنه لما احتضر جعل يقول: «ذهبت الحيلة فليس لى حيلة، اللهم إنك تعلم أنى أخافك من قبلى ولا أخافك من قبلك. وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبل». وإثر وفاته بويع بالخلافة ابنه «الواثق بالله».