فى الصميم

هل عادت أمريكا.. لكى تنسحب؟!

جلال عارف
جلال عارف

  فشلت جهود الحلفاء الغربيين فى إقناع أمريكا بتأجيل الموعد النهائى للانسحاب من أفغانستان لفترة قصيرة حتى يتمكنوا من إجلاء جنودهم ومواطنيهم والمتعاملين معهم من الأفغان الذين لا يأمنون على حياتهم بعد سيطرة طالبان. 
 حتى الآن يتمسك الرئيس الأمريكى بنهاية أغسطس موعدا لإتمام الانسحاب. يبدو المشهد وكأن الحرص على تدعيم «الثقة المفاجئة»! مع طالبان يتقدم على غيره من العوامل بما فى ذلك ما أصاب العلاقات بين واشنطون والحلفاء الغربيين المشاركين لأمريكا فى أفغانستان منذ الغزو قبل عشرين عاما، والذين كانوا يتصورون أن قرار الانسحاب سيكون جماعيا! 
 اهتزاز الثقة من جانب أقرب حلفاء أمريكا سيكون أخطر تداعيات ما يجرى فى أفغانستان. الجدل الداخلى حول قرار الانسحاب ينحصر فى طريقة التنفيذ والصورة التى ظهر بها الانسحاب تجسيدا لهزيمة أمريكية، أما قرار الانسحاب نفسه فهو تنفيذ لاتفاق ترامب مع طالبان فى العام الماضى، الذى أيدته الإدارة الجديدة، والذى مازال يحظى بتأييد الأكثرية رغم الانتقادات على طريقة الانسحاب، ورغم المكايدات الحزبية استعدادا لانتخابات قادمة. 
 لكن الوضع مع الخارج يختلف. بايدن جاء للحكم مع شعار عودة أمريكا لدورها بعد الأضرار الفادحة التى سببتها سياسات ترامب التى أبعدت أمريكا عن أقرب حلفائها فى الغرب ووضعت مصير حلف «الناتو»، محلا للشك. الآن ـ وبعد ما يحدث فى أفغانستان ـ يتساءل حلفاء أمريكا الكبار فى «الناتو»، وخارجه عن معنى العودة فى ظل سياسة الانسحاب، وعن قيمة التحالف بلا شراكة فى القرار، وعن مغزى الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وأنت تسلم شعبا بأكمله «تسليم مفتاح» إلى طالبان!!