باختصار

القوى الناعمة

عثمان سالم
عثمان سالم

الرياضة والفن هما القوة الناعمة فى محيطنا العربى والأفريقى.. على الأقل.. لقد استطاعت مصر من خلالهما التربُّع على عرش حُب واحترام الأشقاء والأصدقاء عبر قرنٍ من الزمان ـ تقريبًا ـ، فهما أقصر طريق لتقديم رسالة لمن يهمه الأمر..
ومن المؤسف أن يحدث تراجعٌ كبير فى المجالين ربما مع بداية عهد الانفتاح فى السبعينيات وحتى الآن؛ بسبب التكالب على الأموال بصرف النظر عن المضمون.. الرياضة ظلت تُراوح مكانها ما بين الارتفاع والهبوط فى مختلف الألعاب.. ربما كانت كرة القدم إحدى العلامات البارزة على المستوى القارى، بعد أن حصلنا على كأس الأمم الأفريقية فى ثلاث دورات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010 فى القاهرة وغانا وأنجولا تحت قيادة فنية وطنية، وكان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا، وهى الدورة التى حصلت فيها مصر على الصفر الكبير فى ملف التنظيم!!، وجاء التأهل بعد 8 سنوات، وفى عام 2018 فى روسيا، لكن كانت النتائج مخيبة للآمال بخسارة مباريات الدور الأول الثلاث، وكانت الكرة المصرية تمر بحالة انعدام وزن منذ ثورة يناير عام 2011 حتى نهائيات المونديال الأفريقى الذى تصدت مصر لتنظيمه بنجاح، بعد تعذُّر استضافته فى الكاميرون واعتذار المغرب، وخرجنا من دور الــ 16 على يد جنوب أفريقيا، لكن المنتخب الأوليمبى عوَّض هذا الإخفاق بالفوز بالتصفيات الأوليمبية التى أقيمت فى مصر أيضًا.. وكان الخروج من دور الثمانية الأوليمبى أمرًا محتومًا فى مواجهة البرازيل بطل الدورة الأخيرة والسابقة.. باقى الفرق تراوحت النتائج ما بين الهزيل والمتوسط فيما عدا ذهبية فريال أشرف، التى كانت ضربًا من الخيال فى ظل التجاهل والإهمال من جانب المسئولين، لولا رعاية القوات المسلحة لها!.
كان المسئولون فى اللجنة الأولمبية والاتحادات يتصورون أن ما تحقق من ميداليات ست غاية المراد، بل استبقوا الدورة بالقبض على مقاعد بعض مجالس الإدارات بالمخالفة للقوانين.. لكن الدولة لم تنخدع بهذا الإنجاز الهزيل، وبدأت تحقيقات عاجلة فى الإجراءات الخاطئة بشأن الانتخابات والفوز بالتزكية وإعادة فتح باب الترشح يوم 28 أغسطس وإتاحة الفرصة للجميع.. تم إرسال لجان تفتيش إلى اللجنة الأوليمبية وبعض الاتحادات.. لكن الأهم.. فى رأيى هو أن القيادة السياسية تصدت للملف الرياضى بالكامل بتكريم الرئيس للحاصلين على الميداليات وفريق كرة اليد «رابع الدورة»، وإعادة النظر فى مسألة الانتخابات.. بل تكليف الخبراء بوضع روشتة لمستقبل الرياضة المصرية بالبناء على ما تحقق، بحيث تكون المشاركة فى دورتى باريس 2024 ولوس أنجلوس 2028 للواعدين بميداليات وليس لكل المتأهلين.. من هنا بدأ الإصلاح الحقيقى خاصةً إذا تضمنت الرؤية البحث عن المواهب فى مختلف الألعاب بأقاليم مصر المختلفة من الإسكندرية إلى أسوان، خاصةً ألعاب القوى والسباحة والمصارعة ورفع الأثقال.. بعد الآن لن يكون هناك ما يُسمى بالتمثيل المشرِّف أو الحصول على مراكز شرفية فى الدورات وكأس العالم.. ولابد أن يكون مبدأ الثواب والعقاب حاضرًا وشديد القسوة على المقصرين مهما كانت قوتهم وسطوتهم على الوسط الرياضى..