صباح الياسمين لا عجوز فى شوارع هذا البلد!

ياسمين سامى
ياسمين سامى

لم أكن أدرك معنى الشباب والشيب سوى أنهم أعمار يتسم بها الناس من حولنا، يتغزل الجميع فى فترة مقتبل العمر، التى يروها دائما تتسم بالقوة والجموح والإصرار، ويروها فترة لتحقيق الأحلام، بينما يخجل البعض الآخر من ذكر عمره بمجرد أن تظهر بعض التجاعيد الخفيفة على وجهه أو يزور اللون الأبيض خصلة صغيرة من خصلات شعره، ولكن الحقيقة  عكس كل ذلك تمامًا، فالشباب والشيب صفات لا أعمار، هناك شباب استسلموا للشيب باكرًا، وهناك شياب لم يعرفوا العجز قط.، لذلك لا أتعجب عندما أرى دراسة أجراها موقع «Love to Learn» التعليمى البريطاني، تؤكد أن منتصف العمر يبدأ فى الخامسة والخمسين، وكشفت الدراسة أن البريطانيين لا يعتبرون أنفسهم مسنين إلا بعد بلوغ السبعين. 


إذا سرت فى الأحياء القديمة المصرية أو زرت الريف أو حتى الصعيد ستشعر وكأن لا عجوز فى شوارع هذه المدن، ستجد الحياة وعلى مختلف أشكالها فى هذه المجتمعات، الجميع يعمل والجميع يتعاون لا يكل ولا يمل، وذلك حتى مع تقدمه فى العمر وعلى اختلاف شاكلة عملهم.  


 لا ننسى طبيب الغلابة د. محمد مشالي، رحمه الله، ابن محافظة البحيرة، الذى كرس حياته للفقراء وعالج مرضاه مقابل أجر زهيد ، حتى إن أمنيته الأخيرة كانت أن يتوفاه الله وهو فى عيادته يخدم البسطاء وظل على هذا الحال لم يعرف العجز ولم يزوره اليأس، بل كان نموذجًا وقدوة للشباب حتى نهاية عمره عند 76 عامًا، الكثير من الفنانين لم يلاقوا شهرة واسعة مثلما لاقوها بعدما تخطت أعمارهم 50 عامًا حيث بدأوا يحصلون على أدوار بطولة فنية وبدأوا يتألقون فى السينما والدراما بعدما اكتسبوا خبرات كبيرة حياتية جعلتهم قادرين على اختيار أعمالهم بدقة واتقان أدوارهم، ففى النهاية «طوبى لمن جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ»، فهذا ما قاله عميد الأدب العربى د. طه حسين، رحمه الله جامعًا المتناقضين.