فنجان قهوة

العلمين.. مدينة ألف ليلة وليلة!

يسرى الفخرانى
يسرى الفخرانى

 فى طريق العودة من الساحل الشمالى قبل ثلاث سنوات وكان سبتمبر يضع نتفات سحبه البيضاء على السماء.. لم أكن أتخيل أن خلاطات الأسمنت عابرة الطريق فى مدينة العلمين وأصحاب السترات الصفراء الذين يبدأون شتاء طويلا هنا.. سوف يصنعون مدينة جديدة فى وقت قصير وتبدو مثل حلم مستحيل . 
ماذا سيفعل هؤلاء أكثر من مبان  متناثرة فى شاطئ مهجور منذ الحرب العالمية الثانية غُرس فيه آلاف الألغام المتفجرة مجهولة العنوان !
 بنهاية الصيف الثالث وفى طريق العودة اليوم تبدو لى المدينة الجديدة مكتملة بتخطيط مُتقن وجهد خارق وعمل صُنع بحب حقيقى وإيمان من كل عامل ومهندس ومسئول أن يتركوا بصمتهم فى مدينة للمستقبل .
 مدينة العلمين الجديدة تبدو من بعيد مثل حكايات ألف ليلة وليلة، مبان  شاهقة ظهرت على الأرض الخشنة فى يوم وليلة، وأراضى ممهدة للزراعة وللصناعة، وطلة مبهرة على البحر المتوسط. صُنعت مدينة من العدم، كان مجرد التفكير فيها جنونا، لكن فى ألف ليلة وليلة ( ثلاث سنوات من النحت فى الصخر دون تراجع أو توقف ) حدثت المعجزة .
 هذه المدينة تدب فيها الروح، مدينة للحياة للسكن، تمتلك كل وسائل الإقامة، ليست مدينة ترفيهية لمن يدفع أكثر، إنما مدينة لمن يرغب فى بدايات جديدة لحياته . يمكنك الآن ومن الآن أن تفكر فى الانتقال إلى هذه المدينة الساحرة وتبدأ من جديد.
 العلمين سوف تحتاج إلى آلاف المدرسين والمهندسين والعمال والأطباء والمحامين والصيادلة والتجار خلال الخمس سنوات القادمة. ومن يبدأ مبكرا يحصد أكثر . 
العلمين مدينة تبحث عن سكانها الجدد وبهم سوف يتحول الساحل الشمالى إلى مكان نابض بالحياة طوال العام.. ما أجمل الإقامة والعمل فى مكان ساحر مثل العلمين، وفى هذه المدينة ملايين الفرص للعمل والتجارة والصناعة والحياة.. وهى مدينة ذكية من يعيش هناك لن يكون مضطرا للخروج منها، فكل الإجراءات والروتين الحكومى سوف يتم إلكترونيًا..  وأظن أن العام القادم هو بداية الحياة فى العلمين ويبقى أن يفكر الشباب فى مشروعات صغيرة هناك، وأن يسبقوا بخطوة دون تردد، من يسبق بخطوة يربح أكثر، كن أنت الرابح الأول . . وأنتظر من كل المبدعين أن ينثروا أرواحهم وفنونهم فى هذا المكان، لكى يتحول إلى مدينة فنون عالمية .
 هذا المقال مقدمة (مجرد مقدمة) لمقالات أخرى عن العلمين، لكى نسابق الزمن ونكسوه بالحياة .