التاريخ يتكرر في أفغانستان| أحمد شاه مسعود يُكمل مسيرة والده في مقاومة طالبان

أحمد شاه مسعود يُكمل مسيرة والده في مقاومة طالبان من بانشير
أحمد شاه مسعود يُكمل مسيرة والده في مقاومة طالبان من بانشير

يتكرر التاريخ في أفغانستان من جديد، ليس فقط بعودة حركة طالبان للحكم بعد عشرين عامًا من سقوطها، ولكن بعودة المقاومة في نفس المكان الذي بدأت منه، وعلى أيدي من بدأوها أول مرة.

من وادي بانشير، حيث لم تتمكن طالبان من فرض سيطرتها عليه في المرة الأولى، ولا الاتحاد السوفيتي من دخوله عام 1979، تجمعت كل عناصر المقاومة ضد الحركة التي فرضت سيطرتها على العاصمة يوم الأحد 15 أغسطس الماضي، وعلى رأسهم أحمد، نجل الرمز الأفغاني أحمد شاه مسعود، ونائب الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، أمر الله صالح.

ومن خلال حسابه على موقع تويتر، كتب أمرالله في اليوم ذاته الذي دخلت فيه قوات طالبان إلى كابول: «لن أنحني أبدًا، وتحت أي ظرف من الظروف لإرهابيي طالبان. لن أخون أبدًا روح وإرث البطل أحمد شاه مسعود، القائد والأسطورة والمرشد. لن أخيب ظن الملايين الذين استمعوا إلىّ ولن أجلس تحت سقف واحد مع طالبان، أبدا.»

 

ومن خلال صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية طلب نجل القائد الأفغاني أن كل الرافضين لحكم طالبان تجمعوا من جديد في وادي بانشير، إلا إنهم بحاجة إلى دعم أمريكي من اجل الاستمرار والبقاء والمواجهة.

وقال أحمد مسعود: «ما زال بإمكان أمريكا أن تكوّن ترسانة كبيرة للديمقراطية عبر دعم مقاتليه الذين أصبحوا مستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان». 

وفي مقاله قال مسعود إن جنود الجيش الأفغاني الغاضبين من استسلام قادتهم انتقلوا إلى بانشير. 

كما نشر أحمد مسعود عموداً آخر في المجلة الفرنسية «لا ريجل دو جور» دعا فيه الأفغان إلى الانضمام إليه في «معقل بانشير» ليصفها بأنها «آخر منطقة حرة في البلد المحتضر».


تاريخ أحمد شاه مسعود مع المقاومة في بانشير

يكتسب الوادي الذي لجأت إليه المقاومة الأفغانية تاريخًا طويلا من النضال والرمزية بالنسبة للأفغان، وهو يرتبط بدرجة كبيرة بأحمد شاه مسعود «الأب» والذي تمتع بشخصية قوية وكاريزما عالية أكسبته احترام أبناء بلده وأعدائه على حدٍ سواء.

ولد أحمد شاه مسعود في بنجشير عام 1953. اتقن اللغة الفرنسية ودرس الهندسة بجامعة كابول.

 

لعب أحمد شاه مسعود دورًا هامًا في النضال ضد الإتحاد السوفيتي، واتخذ من بانشير مركزًا له. لُقب بعدد من الألقاب، أشهرها: «أسد بانشير، وفاتح كابول، وأمير صاحب»

اعتبر الأفغان أحمد شاه مسعود بطلا قوميًا، خاصة بعد حادث اغتياله عام 2001، على ايدي رجلين أدعيا انهما صحفيين واقتربا منه حاملين كاميرا بها قنبلة. 

كما لفتت عدد من التقارير على أن أسامة بن لادن، الذي كان متواجدًا في أفغانستان ومتحالفًا مع طالبان في ذلك الوقت لتدبير هجوم 11 سبتمبر بأمريكا، هو من وراء الاغتيال.

وبعد عشرين عامًا من سقوط طالبان، واجتياح الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان، قررت الغدارات الأمريكية بدءً بالرئيس السابق دونالد ترامب الانسحاب التدريجي من البلد الذي عانى من إرهاب حركة طالبان.

وقبل الانسحاب الأمريكي الكامل من البلاد، كانت القوات قد تمكنت من اقتحام العاصمة كابول واجبار الرئيس على الخروج من البلاد.