«حياة كريمة» تحويل السلبيات إلى إيجابيات .. أبو اليزيد سلامة: حب الوطن أفعال لا أقوال

مشروعات سكنية للفئات الأولى بالرعاية - العناية بصحة المواطنين محور رئيسى من «حياة كريمة»
مشروعات سكنية للفئات الأولى بالرعاية - العناية بصحة المواطنين محور رئيسى من «حياة كريمة»

تسعى الدولة لإعادة بناء الشخصية المصرية على قيم دينية وأخلاقية وإنسانية راقية من أجل مواطن واعٍ بأحوال الدولة المنضبطة التى تعيد ترتيب أوراقها لتحقق جهودها الرامية إلى حياة كريمة فى جمهورية جديدة تسهم فى صناعتها لصالح أبناء اليوم وأجيال المستقبل، وذلك بتجديد العهد دوماً للهجرة من السلبيات إلى الإيجابيات وإدراك نعمة حب الوطن والمواطنة وهمة عالية للتصدى للفساد حجر العثرة أمام التغيير إلى الأفضل.

وهذه رؤية إيمانية للشيخ د.أبواليزيد سلامة الباحث الشرعى بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ينير خلالها درب المواطن الذى تحتاج إليه الدولة ليعيد التوازن المفقود فى شتى أمور الحياة مستعيناً بالقيم الربانية والمنهج النبوى الأخلاقى الذى يتوافق مع متطلبات العصر.

 


يقول الشيخ د.أبواليزيد سلامة: فى ظل جمهورية جديدة وتطورات إيجابية يراها ويعيشها كل منصف فى وطننا الحبيب نستلهم من القيم الربانية والمنهج النبوى معانى تكون عونا لنا على فهم واقعنا واستشراف مستقبلنا لتحقيق حياة كريمة من ملامحها العزم على تغيير واقعنا السلبى إلى واقع أكثر إيجابية ولنا فى الهجرة النبوية الشريفة خير استشهاد، فهجرة المسلمين من مكة إلى المدينة تعبير شجاع عن عزم المسلمين على تجاوز الصعاب والسعى لحياة أفضل فى بيئة حضارية آمنة صالحة قال تعالى « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، ومنذ وصول الإسلام أرض المدينة المنورة وهو يؤسس لصناعة هذه الحياة بإعادة بناء شخصية سوية للمسلم بمحاربة العنف والفساد والعصبية والتعدى على الآخرين بغير وجه حق باستثمار قدراته ليصل بوطنه إلى أعلى درجات الحضارة، تحقيقا للمهمة التى من أجلها نزل الإنسان إلى الأرض لعمارتها.


ويوضح: إذا كان واجبنا الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم عملاً بأمره تعالى:» لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة» فإن الاهتمام بتعزيز القدرات الفعلية والإبداعية لأبناء الوطن يجب أن يكون له الأولوية ليسهم الجميع فى صناعة جمهورية جديدة على أسس ثابتة وقوية وإيمان بتكامل الأدوار فى الحياة بدءاً من أقل عمل إلى أعلى المناصب، ويستكمل: لم تأت الهجرة النبوية بصناعة الخوف والفساد فى الأرض، بل دعت إلى التسامح والتعايش والتراحم والتعاون بين أبناء المجتمع فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم فى السنة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة دستور المدينة كأول وثيقة تحث على المواطنة وبناء الإنسان والوحدة الوطنية بين ساكنى الوطن الواحد هدفهم حمايته وبينهم النصح والبر دون الإثم، فحب الوطن يجب ألا يكون حبيساً فى الصدور أو محصوراً فى الشعارات وإنما يترجم إلى واقع وأفعال تسهم فى إعلاء المصلحة العامة.


ويضيف: واجب كل مواطن مساندة بلده لعبوركل أزمة ومواجهة أى أمر يزعزع الأمن والاستقرار فيحقق الأفراد مصلحة الجميع وهذه الأفعال تترجم المعنى الحقيقى للانتماء الوطنى الذى تسعى الدولة ليكون سلوك كل إنسان على أرضها، ويؤكد: من أسس البناء الصحيح للإنسان الصالح إعادة تأهيل الكبار وتربية الصغار على تقدير قيمة خيرات الوطن والاعتراف بأفضاله ورد هذا الجميل من باب مقابلة الإحسان بالإحسان بالمحافظة على المرافق العامة والمال العام واحترام القوانين والتواصل الإيجابى مع مؤسسات الدولة والاجتهاد فى طلب العلم والمعرفة وتقديم صورة مشرفة للمصرى فى كل المحافل والمشاركة.

فى الأنشطة التطوعية لتكون هذه الأفعال، ويضيف: حب الوطن فريضة تحتاج إلى أخلاق الإخلاص والأمانة والصدق فهذه طاقات إيجابية تتصدى للسلوكيات السلبية لكاره الوطن الذى يأكل حقوق الدولة فيتلاعب فى الضرائب ويتكاسل فى العمل ويملأ جيبه بالحرام ويشيع الأكاذيب والفتن والشائعات ويجعل بعض الشباب أقرب إلى الإلحاد، وعلى كل إنسان إيجابى حماية الوطن من هؤلاء كما يحمينا الوطن ويوفر لنا الأمن والأمان بالكشف عنهم وتطبيق القانون على كل من يهون عليه الوطن وبذل الجهد والتسلح بالفهم الواعى لإعادة التوازن المفقود فى كل جوانب الحياة.