اتهم زوجته بعدم الأنوثة.. فطلقتها المحكمة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تطلب الطلاق منه لأنه دائم الاعتداء عليها بالضرب، لكن كلمة اخترقت أذنها، وأدمت قلبها، وجرحت كرامتها عندما صرخ فيها (أنتي لست أنثى).

ثارت لكرامتها الجريحة، بعد أن جردها زوجها بهذه الكلمة من كل ماتحرص وتعتز به كل امرأة وهو (أنوثتها) جمعت ملابسها واصطحبت أطفالها الثلاثة، وغادرت بيت الزوجية متوجهة إلى بيت أسرتها، وظلت الكلمة تدوي في رأسها كقرع الطبول، كيف تغفر له هذه الإساءة وهي الزوجة الوفية التي أعطته زهرة شبابها، وعنفوان صباها، وعاشت بجانبه أكثر من ١٠ سنوات شمعة تحترق لتضيئ له، وتتساءل كيف يرميها بهذه الكلمة المهينة لأنوثتها، وهي التي أعطته ٣ أولاد وبداخل أحشائها الطفل الرابع، في شهره الخامس والذي طلب منها أن تتخلص منه لكنها خافت الله.

اقرا ايضا|«رفض الطلاق» و«استئناف النفقة».. حكاية تامر عاشور وزوجته في المحاكم

واتخذت القرار وتوجهت إلى محكمة الأحوال الشخصية، وبصوت مبحوح، وانكسار قالت: لقد تحملت أكثر ما تعانيه زوجة من بخل زوجها رغم ماله الوفير، وكان قدري أن التقي به، واكتشفت بعد معاشرته بأنه عبد للمال، وتحملت وحدي مطالب أطفالي من احتياجات من مرتبي، ولم أطالبه بالإنفاق علينا كما يقضي بذلك الشرع والقانون، وكنت أتحمل صب جام غضبه وثورته، إذا طلبت منه مصروف عندئذ يركبه عفريت الفلوس، فلم يجد أمامه من حجة غير أن يرميني ويتهمني بالعجز عن إشباع غريزته التي هي حق من حقوقه، بلا مقابل، واعتاد أن يأخذ دون أن يعطي.

وتستكمل قائلة: وبالرغم من بخله وشحه، وسوء معاملته، كنت لا أرفض له طلب، وبعين مغرورقة بالدموع تشير بأصبعها إلى بطنها التي تحمل الطفل الرابع إذا كنت كما يصفني من أين أتيت بالأطفال الثلاثة، وهذا الذي لم ير النور بعد!
وحكمت محكمة شمال القاهرة للأحوال الشخصية برفض دعوى الطلاق، استنادا عن أن ماتتضرر منه الزوجة هو قول مرسل لايرتقي إلى مرتبة الإيذاء، والضرر الذي يبيح لها حق الطلاق.

أسرعت الزوجة مستأنفة حكم محكمة أول درجة، أمام الدائرة الأولى بدار القضاء العالي التي استمعت إلى أقوالها مرة أخرى، وشهادة شهودها، وأصدرت حكمها برئاسة المستشار أحمد عبد الجليل، وأمانة سر حسن حميدة، والحكم لها بالطلاق من زوجها، وقالت في أسباب حكمها أن الزوجة من وسط اجتماعي، وثقافي مرتفع المستوى، فوالدها، وكيل وزارة، وأشقاؤها يشغلون مراكز اجتماعية مرموقة، وقد اعتادت منذ نشأتها على أخلاقيات، وسلوكيات تجعلها من الصعب بل من المستحيل تحمل الإيذاء بالقول، ولا يعقل ماوجهه الزوج من إهانة لزوجته بتجريدها من أنوثتها، وهي التي عاشرته أكثر من ١٠ سنوات، أنجبت ثلاثة أطفال، ولازالت حاملًا في طفلها الرابع.

والمحكمة تطمئن إلى أقوال الزوجة، وشهودها وأن الزوج لم ينكر أمام محكمة أول درجة، ويستخلص منه ركن الضرر الذي لحق بها على النحو الثابت في أقوالها، ويعين لهذه الأسباب إجابتها إلى تطليقها، وإلغاء حكم أول درجة برفض طلاقها.