محمد القليوبى
فرحة كبيرة عاشها ملايين المصريون بعد قبيل إنتهاء دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو ،وهي الفرحة التي اختتمتها بطلتنا فريال أشرف بذهبية لعبة الكاراتيه ،وهو حدث عظيم في التاريخ الرياضي المصري كان سبباً في حرص رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أن يقوم بمداخلة هاتفية خلال حديث الإعلامي يوسف الحسيني مع فريال ،ووالديها على القناة الأولى المصرية ،و حملت تلك المداخلة الكثير من الفرحة التلقائية التي يشعر بها كل أب عندما يجد إبن من أبناءه حقق نجاحاً خاصة لو كان هذا النجاح على المستوى العالمي ..
“تحياتي للأسرة الكريمة والدة فريال، ومتابع الحديث وقصة مصرية جميلة ونجاح مصري جميل، وأدخلتم علينا السعادة والفرحة وبشكر جهدكم وطبعًا وبنتي فريال بقولها ألف مبروك يا جميلة، حاجة تفرح وتشرف ومش على مستوى مصر وحتى على مستوى منطقنا العربية كان استقبال النحاج في هذه اللعبة كبيرًا جدًا وحديث الجميع”.
بهذه الكلمات التي عبرت عن مشاعر الكثير من المصريين الذين يشعرون بالفخر بإبنتهم ،بدأ الرئيس المصري حديثه ،وأكد خلال المداخلة على إعتزازه بما حققه أبطال مصر من الحاصلين على الميداليات الأوليمبية في الدورة الأخيرة ،وإطلاق اسماءهم على المحاور ،والطرق الجديدة .
فريال تفاجئت بمكالمة الرئيس عبد الفتاح السيسي على الهواء،و حديثه عن تقديره لما حققته ،وزملاءها ،ومن هنا تبدأ قصة هؤلاء الأبطال الذين رفعوا العلم المصري في أهم وأكبر محفل رياضي دولي ،ونبدأ قصتنا من صاحبة الذهب التي كانت تتدرب مع فريق الكاراتيه الذكور لتستمد منهم القوة الجثمانية ،واستطاعت ابنة ال22 عاماً أن تتغلب على نظيرتها الآذرية في المباراة النهائية لتحصد الميدالية الذهبية فئة 61 كجم ،و تعيد من جديد إسم مصر على أعلى منصة التتويج في نسخة استثنائية من الاوليمبياد ،وعلى الرغم من حصولها على العديد من الميداليات من قبل إلا أنها كانت مفاجأة هذه الدورة إذ كانت من المصنفات للحصول على مراكز متقدمة ،وليست الذهبية ،لكن بإصرارها استطاعت أن تأتي بالذهب لمصر بعد غياب 19 عام منذ حصول كرم جابر على نفس الميدالية في أوليمبياد أثينا .
ومن بعيد يأتي أحمد الجندي بطل الخماسي الحديث في إنجاز تاريخي يحدث لأول مرة ،وهو حصول مصر على ميدالية في هذه اللعبة خلال الدورات الأوليمبية ، ولمن لا يعرف الخماسي الحديث فهي لعبة الرياضيين الخارقين إذ أنها تجمع خمسة ألعاب في وقت واحد ،هي السباحة ،والرماية ،والجري ،وركوب الخيل ،والمبارزة ،وقد حقق الجندي الفضية في الجولات الأخيرة رغم تأخره في بدايتها ،و رغم الصعاب التي واجهته قبل إنطلاق دورة طوكيو إثر خلع كتفه ،استطاع الجندي أن يدون اسمه بحروف من نور في عالم الرياضات الأوليمبية ، ولا زال الكثير ينتظر بطلنا الذي يبلغ من العمر 21 عاماً .
بقدم واحدة سليمة ،وأخرى مصابة استطاعت هداية ملاك أن تنجح في مبارايات التصفيات المؤهلة لأوليمبياد طوكيو ،فبعد إنجازها السابق في ريو دي جانيرو ببرونزية في رياضة التايكواندو ،كررت هداية نجاحها ،وحافظت على تلك الميدالية ،والحقيقة أن هذه الميدالية هي استثنائية بالنسبة لهداية لأنها كانت تلعب في ميزان أعلى من ميزانها الأصلي ،و لهذا هي مثال نفتخر به للشابة المصرية التي تم استقبالها بحفاوة في مطار القاهرة مع زميلها في نفس اللعبة سيف عيسى ،والذي حصل أيضاً على برونزية بعد اكتساحه لنظيره النرويجي في مباراة المركز الثالث بنتيجة 12 – 4 ،ولسيف قصة أخرى إذ أنه و قبل إنطلاق الأوليمبياد لم يكن يملك أي راع رسمي ،لهذا كان يواجه صعوبة في تدريباته ،وسفره للعب المبارايات الدولية حتى ضمته وزارة الشباب والرياضة لبرنامج دعم الرياضيين الواعدين ،وأتت تلك الجهود ثمارها ،واستطاع سيف أن يكون أحد أهم لاعبي التايكواندو في العالم .
الذهب كان قريبا جداً من بطلنا في المصارعة الحرة محمد كيشو ،ولكن كان للثوان الأخيرة رأي أخر ليخسر في نصف النهائي ،و يلعب مباراة تحديد البرونزية أما بطل روسيا الذي يحسب له ألف حساب ،و بذكاء الأبطال حسم كيشو المباراة ليحصل على الميدالية البرونزية لمصر في وزن 67 كجم ،وعلى الرغم من نهاية دورة الألعاب الأوليمبية بطوكيو ،إلا أنه لا زال يطمح في الحصول على الذهبية كما فعل من قبل مثله الأعلى كرم جابر .
أخيرا تأتي بطلتنا جيانا فاروق التي تعد أول مصري في فئتي الرجال والسيدات تحصل على ميدالية أوليمبية في لعبة الكاراتيه ،وذلك بعد حصولها على الميدالية البرونزية في المباراة الفاصلة أمام بطلة الصين التي فازت ترجيح الحكام ،وجيانا ابنة ال26 عاما درست الصيدلة ،و في نفس الوقت حصلت على العديد من الميداليات الذهبية العالمية الميداليتين الذهبيتين ببطولة العالم للكاراتيه بألمانيا في عام 2014، وأيضاً ذهبية بطولة العالم بالنمسا عام 2016 .