لم نخدع أنفسنا يوما، كنا ـ من البداية ـ ندرك أن معركة إنقاذ مصر لن تكون سهلة، وعندما خرجت الملايين في 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان الفاشي كنا نتوقع سقوط آلاف الشهداء، فنحن نقاتل عصابة مجرمة وعميلة ومدعومة من قوي خارجية وإقليمية عديدة.
وعندما أكرمنا الله وأسقطنا هذا الحكم الخائن، كنا ندرك جيدا أن المعركة لم تنته، وأن قوي الإرهاب التي استطاعت الوصول للحكم لن تقبل أن تكون نهايتها بهذه الطريقة، وأن من راهنوا عليهم لإسقاط مصر والهيمنة علي المنطقة لن يسكتوا علي هزيمتهم!
كنا ندرك جيدا أنها حرب وجود. وها نحن بعد عامين «حققنا فيهما الكثير» نواجه هذه الهجمة الإرهابية الشرسة، وها هم جنودنا البواسل يكتبون بدمائهم فصلا جديدا ورائعا في كتاب بطولات جيشنا الوطني، وها هو شعبنا ـ بكل طوائفه وتياراته ـ يقف صفا واحدا في مواجهة الخطر.
ومع ذلك فعلينا أن نعترف بأن هناك ثغرات يجري الآن سدها، سواء بالتعديلات التشريعية، أو بتطوير أساليب مكافحتنا للإرهاب.. ثم الأهم وهو أن تعمل كل أجهزة الدولة علي أننا في حالة حرب بكل ما تعنيه الكلمة، وأننا لابد أن نحسم هذه الحرب بسرعة حتي نستطيع البناء والتقدم وتحقيق ما نرجوه لمصر بعد ثورتين وتضحيات كبيرة من شعب صمم علي الحياة، ومن جيش انحاز لإرادة الشعب.
في غياب هذه الرؤية الشاملة لحشد كل قوي الدولة في هذه الحرب المصيرية، تظل المواجهة أمنية فقط! ويظل العبء علي قواتنا المسلحة والشرطة وحدهما، وهو عبء هائل خاصة في ظل الظروف التي مررنا بها، ومع حجم الخطر الذي يهددنا.
لقد بذلنا جهداً كبيرا من 30 يونيو لإعادة بناء أجهزة الأمن، ولتعزيز قواتنا المسلحة، ولاشك أن تضحيات الجيش والشرطة أنقذت الوطن وأجهضت مخطط نشر الفوضي، وتصدت للمؤامرة علي مصر واستعادت السيطرة علي سيناء، لكن ذلك لا ينبغي أن يغمض عيوننا عن ثغرات مازالت تحتاج لجهود مكثفة للتعامل معها:
> هناك ـ بلاشك ـ نقص في جمع المعلومات الاستخباراتية، وهو أمر متوقع بعد سنوات من إهمال التعامل الأمني مع الإخوان وأنصارهم من جماعات الإرهاب قبل الثورة، مقابل دعمهم لمخطط التوريث! وبعد انهيار جهاز الشرطة ثم التآمر عليه في ظل حكم المعزول مرسي. وعلينا أن نضاعف الجهد لسد هذه الثغرة مهما كانت التكلفة.
> وهناك حاجة لحسم الأمر مع أطراف إقليمية ودولية تدعم الإرهاب، وتعلن العداء لشعب مصر، وتستهدف جيشه.
> وهناك الأهم: أن ندرك أن المعركة شاملة، وأنها تحتاج لحشد كل إمكانيات الدولة وتوحيد كل قوي الشعب، والعمل من منطلق أننا في حالة حرب بكل ما تعنيه الكلمة، وأننا لا نملك إلا أن نقاتل.. وأن ننتصر.