هيام

ألعاب عم ضم ضم

محمد صلاح
محمد صلاح

بقلم/ محمد صلاح

مساء السبت الماضى شاهدت عم ضم ضم جالس أمام دكانه، وقد بدت على ملامح وجهه الدهشة، يهمهم بكلمات غير مفهومة، فعم ضم ضم لم أره فى هذه الحالة منذ أن عرفته، فهو العارف بكل شىء، لا يخفى عليه أمر، هذه المرة جالس وحده، أين حاشيته، أين حديث النميمة، التى تعودت أن أراه هو وحاشيته دائمًا يمارسونها، اقتربت منه بحذر، وسألته، ما بك يا عم ضم ضم؟
عم ضم ضم: الواد حفيدى عاوز بلايستيشن، وأنا مش عارف أجيبه منين، وهيعمل بيه ايه، وسألت الدكتور مناويل الاجزجى من شويه ضحك عليا.
أنا: وهو مال دكتور مناويل بالبلايستيشن يا عم ضم ضم؟
عم ضم ضم: هشتريه من عنده هو ده مش دوا.
أنا ضاحكًا: يا عم ضم ضم البلايستيشن ده جهاز بيتوصل بالتليفزيون وبيشتغل عليه ألعاب.
عم ضم ضم: اه اه اه ، اتارى يعنى.
أنا: تقريبًا يا عم ضم ضم.
عم ضم ضم: يطلع  بكام ده.
أنا: بحوالى ثلاث أو أربع آلاف على حسب نوعه.
عم ضم ضم: ايه هو اللعب بالالاف، ايه الغلا الى وصلناله ده، فين أيام زمان، والألعاب الحلوة، البلى، الاولى، السبع طوبات، نط الحبل ... أنا: ده كان زمان يا عم ضم ضم، الدنيا اتقدمت.
عم ضم ضم: اتقدمت! قصدك الخير راح، الله يرحم أيام زمان، كانت كل حاجة رخيصة.
أنا: كل شىء بيغلى مع الوقت يا عم ضم ضم، هو أنت كنت بتفصل البنطلون أو القميص بكام ودلوقتى بتفصله بكام.
فجأة صرخ عم ضم ضم ونادى على عم سعد البقال: ابعتلى علبتين سجاير قبل ما تقفل علشان بكره الأحد وأنا قافل زى مانت عارف، ومش عاوز انزل اشترى حاجة.
أنا: علبتين يا عم ضم ضم.
عم ضم ضم: يا دوب مع الباقى من العلبة اللى معايا، أنا بقيت اشرب علبتين بس فى اليوم.
عم سعد البقال: اتفضل يا ضم ضم علبتين وهات 44 جنيه.
عاود عم ضم ضم وصرخ على صبيه: ياد يا سوسته.
سوسته: تؤمر يا اسطى.
عم ضم ضم: خد اتنين جنيه، وبطاقة التموين، وروح فرن العيش هات 40 رغيف، علشان بكره اجازه والعيال كلهم جايين يتغدو عندى.
حمل عم ضم ضم شنطة العيش، وعلبتين السجائر، ووضع بطاقة التموين بجيبه، وصعد الى منزله، وهو يفكر فى البلايستيشن.
وكده انتهى يوم عم ضم ضم.