معرض للانهيار وينتظر قرار الترميم

مسجد «سيدى أبو غنام» أقدم المساجد الأثرية بكفر الشيخ يستغيث

مسجد «سيدى أبو غنام»
مسجد «سيدى أبو غنام»

كتبت ــ نرمين الشال
يعتبر مسجد سيدى سالم البيلى أبو غنام، والمعروف بـمسجد “سيدى أبو غنام “ بمدينة بيلا التابعة لمحافظة كفر الشيخ، واحدا من أقدم المساجد الأثرية الموجودة فى المحافظة وأعظمها قيمة، ويحظى المسجد بشهرة واسعة حيث تأسس عام 700هـ على يد العارف بالله سيدى سالم أبو غنام، الذى يرجع نسبه إلى أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب، وكان على شكل خلوة صغيرة، وتم بناؤه عام 1320- 1321م فى العصر المملوكي، وظل المسجد عبارة عن مبنى صغير بجوار الخلوة الخاصة بالشيخ حتى تم توسعته فى العصر المملوكى الجركسي، ثم عصر أسرة محمد علي، بأمر من خوشيار قادين، زوجة إبراهيم باشا ووالدة الخديوى إسماعيل، والتى كانت تعرف باهتمامها الكبير بأولياء الله الصالحين وبناء المساجد.
إذا تجولنا فى المسجد من الداخل نجده أحد أروع المساجد من حيث البناء والتصميم وبرغم من الحالة السيئة التى أصبح عليها المسجد مازال أهالى المنطقة يحرصون على أداء الصلوات فيه ويطلقون عليه اسم “ المسجد الكبير”، لما له من مكانة روحانية عظيمة فضلا عن حرصهم على الاحتفال بالمولد السنوى لسيدى أبو غنام والذى يتم بمشاركة عشرات الطرق الصوفية.
تقول سلوى الراعي، مدير الآثار الإسلامية بكفر الشيخ، أن المسجد تم تسجيله كأحد الآثار الإسلامية عام 2001، ويرجع تاريخه إلى العصر المملوكى الجركسي، وهذا العصر معروف باسم العصر الماسى للعمارة الإسلامية، وهو ما يتضح فى شكل المأذنة المميز وتكوين المسجد من الداخل حيث يأخذ الشكل المستطيل وتبلغ مساحته حوالى 600 متر، ، وهو عبارة عن ثلاثة أروقة، أما أعمدته فهى مصنوعة من الرخام المندمج مع البازلت، والجدران مبنية بطوب الآجر والقصرملي، والسقف عبارة عن ألواح خشبية مغطاة بالبلاط، وله قبة مزخرفة من الداخل بزخارف زيتية. 
أما خلوة الشيخ والموجودة داخله فهى مستطيله الشكل أيضا يتوسطها عمود مثبت بطريقة الدفن فى أرضية المسجد، وداخل المسجد نجد أيضا ضريح سيدى أبو غنام، ويقع فى مساحة مربعة تحوطه مقصورة وله قبة نحاسية مدون عليها أبيات من الشعر. 
وتؤكد سلوى الراعي، أن المسجد تأثر على مدى تاريخه بعوامل بيئية ومناخية عديدة أثرت على سلامته الإنشائية، فتآكلت جدرانه من الداخل والخارج بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة وتعرضت أجزاء من السقف للانهيار، فضلا عن حالة الإهمال الشديد التى تعرض لها المسجد فى أعقاب 2011، مما أدى إلى تهالك أجزاء عديدة منه وأشارت إلى قيام لجنة فنية من وزارة الآثار بمعاينة المسجد، وأوصت بسرعة ترميمه وبالفعل تم عمل مقايسة هندسية وتقديمها للأوقاف لكن عدم الإسراع فى صرف الاعتماد المالى جعل المقايسة كأن لم تكن فقمنا بعمل مقايسة أخرى تم تقديمها للأوقاف فى نهاية شهر يناير الماضي، ومازلنا فى انتظار الموافقة عليها وتوفير الاعتماد المالى اللازم حتى يتسنى لنا المحافظة على هذا الأثر الفريد وحماية لأرواح المصليين الذين يترددون على المسجد يوميا لأداء الصلوات.