المنفيون فى جزر الندم| 4 شهادات تاريخية من ثوار أحداث يناير توثق ندمهم على المشاركة ودعم الإخوان

الشباب النادمون خلال أحداث يناير
الشباب النادمون خلال أحداث يناير

فى ذكرى فض اعتصام رابعة والنهضة التى توافق اليوم، كثير من المشاهدات والحقائق كشفت  الوجه الآخر لجماعة الإخوان الإرهابية التى اتخذت من الإسلام ستارا للتسلسل بين عامة الناس بأكثر من شكل منه السياسي والخدمي والاجتماعي والتربوي فى المدارس، لكن يبدو أن هذا التسلل لما يكن بين عامة الناس فقط بل بين نخبة الميادين من الشباب الثوار الذين خرجوا بمطالب محددة للإصلاح فانساقوا وراء شعارات الجماعة التى خطفت الميادين وسيطرت عليها للوصول للسلطة كما سيطرت على عقولهم أيضا واستخدموهم لخدمة أجنداتهم التخريبية ضد الوطن.

يتجلى هذا اليوم فى فيلم وثائقى مدته 10 دقائق، كفيلة وموجزة، لتكشف كيف عصب شباب ائتلاف الثورة عقولهم قبل أعينهم عن الحقيقة خلف شعارات واهية حتى باتوا اسما على مسمى كما جاء عنوان الفيلم "منفيون فى جرز الندم".

"أحيانا يساورني إحساس أن الثورة لم تكن فى وقتها، ولم نكن مستعدين لها، ودايما بسأل نفسي لو رجع الزمن هل من الممكن تدارك الخطأ" بهذه الكلمات افتتح وليد عبد الرؤوف الفيلم بصوت يملؤه الندم عما شارك فيه، مستطردا: أتذكر يوم 11 فبراير يوم رحيل  مبارك، لم نكن متوقعين رحيله فلم نسأل نفسنا عن المصير بعده وهذا كان خطأ كبير، فالثورة كنا نقرأها كتاريخ كثيرا، وحينما حانت هذه اللحظة نسينا كل ما تعلمناه وقرأناه، كان غرض كل الناس نمشي مبارك وبعدين نتكلم ولم يحدث اننا تكلمنا بل تشاجرنا، لينهي وليد حديثه النادم منهارا فى البكاء.

ثاني النادمين هو إسلام لطفى عضو ائتلاف شباب الثورة أنذاك، والرئيس التنفيذي لشبكة التليفزيون العربي، يسترجع فى حديثه ذكريات أحداث يناير قبل تنحي مبارك قائلا: أثناء كتابتنا البيان الخاص بالمطالب المتعلقة بالطوارئ ووزير الداخلية حبيب العادلى، فوجئنا بهتاف الشعب يريد إسقاط النظام، وكانت هذه لحظة تحول فنحن أنفسنا بوعينا السياسي وتقدمنا عن الجماهير، تخطينا هذه المطالب بسبب هذه اللحظة فمزقنا البيان وشرعنا فى كتابة بيان آخر بناء على هتفات الجماهير، مختتما حديثه قائلا: مزيد من الغضب والندم والتحسر أحيانا.
 ثالث النادمين هو على خفاجى أمين شباب الجيزة بحزب الحرية والعدالة سابقا، بدأ حديثه قائلا: "وقعنا فى كل خطأ ومشكلة بحذافيرها"، وانفردنا بالسطلة واحنا كتيار سياسي كبير فى ذلك الوقت ولم نسمع غير أنفسنا، مستشهدا فى ذلك باعتذار سبق وأن كتبه عبر حسابة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك عام 2016، نصه:
" أنا بعتذر عن أي يوم خرجت فيه أدافع عن ممارسات أو أسوق لقرارات للجماعة أو الحزب مكنتش مقتنع بيها، أثبتت الأيام بعدها أن عدم اقتناعي كان فى محله، كان نيتي وقتها الصالح العام والالتزام الحزبي، وبحمد ربنا أن فى قرارات كتير ومهمة مشتركتش فيها، وابديت اعتراضي عليها وقتها". 
أخر النادمين على أحداث 25 يناير ووصول الإخوان للسلطة، كان المتحدث الإعلامي لحزب الإخوان أنذاك، أسامة جاويش، الذى اختتم الفيلم الوثائقي القصير، بأمنية لأولاده: أتمنى حينما تكبروا لا تقولوا بابا عمل فينا كده لينا.
لاشك أن هؤلاء ليسوا وحدهم هم النادمين على وصول الإخوان للسلطة، فالأيام لازالت تكشف الكثير من الشهادات والحقائق وتبقى ذكرى فض اعتصام رابعة والنهضة شاهدا على جرائم جماعة الإخوان الإرهابية على مر التاريخ.