الدراسة الصيفية

أحمد الجمال
أحمد الجمال

تسبب فيروس كورونا فى إرباك العملية التعليمية بدول العالم أجمع، وأثر سلبًا على قدرات الطلاب على التحصيل بمستويات متفاوتة وفقًا لقدرة كل دولة على التكيّف مع الظروف الراهنة ومدى قدرتها على توفير الأساليب البديلة التى من الممكن أن تُحصن الطلاب من حالة الخمول التى أصابتهم.
اعتمدت وزارة التربية والتعليم خلال العامين الماضيين على المنصات الإلكترونية والقنوات التعليمية لتكون بديلاً عن المدرسة وإن كانت الدراسة قد استمرت بشكل جزئى وتحول مدرس الفصل إلى مُراجع للمعلومات التى يحتويها المنهج الدراسى ولم يعد قائما بعملية التلقين والتعليم بالصورة التى كان عليها الوضع قبل انتشار كورونا.
غير أن المحصلة النهائية أن كثيرا من أولياء الأمور اشتكوا من عدم قدرة أبنائهم على التحصيل بشكل سليم، وبدا أن هناك فجوات كبيرة بين المنهج العلمى وما استفاد منه الطلاب على أرض الواقع، تحديداً وأن هناك منظومة تعليمية جديدة يجرى تطبيقها لأول مرة على الصفوف الأولى بحاجة إلى طرق تعليم متطورة تواكب الفلسفة الجديدة للمناهج.. كان من المفترض أن تبحث الوزارة عن حلول من خارج الصندوق لاستغلال فترة الإجازة التى امتدت لأكثر من خمسة أشهر لطلاب مراحل النقل، فليس من المنطقى أن تظل المدارس مغلقة فى وجه الطلاب فى حين أن هناك أكثر من مليون معلم من المفترض أنهم يذهبون إلى مدارسهم من دون أن يمارسوا مهنتهم الأساسية.
ويبقى هناك أسئلة تبحث عن إجابات، لماذا لم تفتح الوزارة الباب أمام عمل مجموعات التقوية فى فصل الصيف مادام الجميع يمارس حياته بشكل طبيعى؟ ولماذا لم تستغل الفترة الطويلة فى تهيئة الطلاب وربطهم بالمدرسة؟ وأين الأنشطة الصيفية التى يتفاعل معها الطلاب بصورة كبيرة؟ وما المانع من عودة الدراسة بشكل جزئى لطلاب الصفوف الأولى؟