أول سطر

متعة العمرة والقلب الطيب

طاهر قابيل
طاهر قابيل

كانت أول عمرة لى لا توصف.. فقد أحرمت فيها من «جدة « فى شهر يونيو وكانت متوقفة من الخارج استعدادا للحج.. وصلنا للحرم المكى فى الحادية عشرة مساء مع انكسار موجة الحر الشديدة وقلة إعداد المعتمرين وجدتها فرصة لأقترب من أستار «الكعبة» وأقبل الحجر «الأسود» وأشعر بالرهبة وأنا أدخل من أحد أبواب بيت الله الحرام المكى.. والطواف بالكعبة المشرفة.. وأسرع وكلى سعادة بالسعى بين جبلى الصفا والمروة وشرب ماء بئر «زمزم».. وأتذكر مع اختلاف المعالم والبنيان ما واجهه سيدنا «محمد» عليه الصلاة والسلام من كفار قريش وهجرته إلى «يثرب» ونحتفل هذه الأيام بالعام الهجرى الجديد وكل عام وأنتم بخير.
ظللت أعواما بعد عمرتى الأولى فى عام 1995 أحلم بزيارة المدينة والصلاة بمسجد الرسول «صلى الله عليه وسلم» وتحقق الحلم بعد ما يقرب من 20 عاما عندما رزقنى الله بالعمرة مرة أخرى وكانت ثلاث عمرات جاءت إحداها بالإحرام من «الميقات» بالقرب من «مكة» لأنى لم أحضر معى ملابس للإحرام اعتمادا على توفرها ووجودها بالسعودية، وفى زيارتى الأولى وجدتها وقال لى البائع إن الأفضل القطن المصرى وأعطيتها لوالدى ـ رحمة الله عليه-بعد عودتى.. فشلت كل محاولاتى للشراء وداخلى حزن لعدم تمكنى من ارتداء ملابس الإحرام مثل أقرانى وقلت إنه تكفينى الصلاة.. وعندما توقفنا لصلاة المغرب وجدت محلات تبيعها فاشتريتها، ارتديتها وأحرمت.. وصليت العشاء بالحرم «المكى» وكلى سعادة وانشراح وأنهيت أشواط «الطواف والسعى».
بعد يومين أو ثلاثة كانت زيارتى للمسجد النبوى وصليت «المغرب والعشاء» به وتجولت بالمدينة المنورة وجلست أدعو الله «بالروضة الشريفة» وبجوار قبر الرسول وقضيت ليلتى حتى صليت «الفجر» وخرجت منه مع شروق الشمس لأحرم من ابيار «سيدنا على» وأصل مكة مع صلاة الجمعة. وفى ثانى أشواط السعى كان «الأذان» ثم استكملت الأشواط بعد الصلاة.. ورزقنى الله بعمرة رابعة بعد صلاة «الفجر» وشاهدت الشروق وتجمع الحمائم وطيرانها فى أمان حول الكعبة قبل رحيلى إلى القاهرة.. الحمد لله على نعمه التى لا تعد ولا تحصى وأدعو الله أن ييسر لى الحج ويرزق العمرة وييسرها لمن يطلبها.. فمتعة «العمرة» والصلاة فى المسجدين الحرام والنبوى لا توازيها متعة فى الحياة.
آخر سطر
رحمة الله على صديقى الكاتب الصحفى «محمد أبو ذكرى» فكانت بدايتنا الصحفية معًا عندما كنا محررين فى صفحة «الإذاعة والتليفزيون» مع أستاذنا المرحوم «عصام بصيلة».. تعلمت منه الكثير والكثير واستمرت علاقتنا عندما كان مديرا لمكتبنا بالإسكندرية وتواصلت مع صاحب القلب الطيب عندما قرر العودة للقاهرة، فقد كان نعم الابن الوفى لوالدته رحمة الله عليها.