«المنتخب المصري رابع العالم فى أوليمبياد طوكيو 2020، والسابع فى مونديال اليد 2021، ومنتخب الشباب يحقق البرونزية، والناشئين أبطال كأس العالم» ذلك المشهد المفعم بمشاعر الفخر والملئ بالإنجازات كان مغايرا تماما فى 1990، فذلك المنتخب العنيد والمرعب أحيانا كان خصما سهلا لينا يخسر بفوارق كبيرة نظرا لضعف مستواه لدرجة التخوف من تنظيم بطولة أفريقيا 1991 لأننا لن نحقق اللقب، وهو ما سيؤجج مشاعر الغضب والحزن.
«قدراتكم عالية، وتستطيعون منافسة كبار العالم يجب ألا تتأثروا بالماضي» كلمات باول تيدمان المدرب الأسطورى لكرة اليد المصرية فى 1990، لرجال اليد « المحبوسين» داخل سجن الخسارة المتكررة من الجزائر، والوصول للنهائى 3 مرات فقط وخسارتها جميعا، والمشاركة مرة واحدة فى المونديال.
كلمات تيدمان بدت للاعبين دربا من الخيال، لكن حسن مصطفى رئيس الاتحاد المصرى وقتها، دعم المدرب الألمانى بكل الطرق حتى وضع قوانين مختلفة مفادها إلزام الأندية بمشاركة لاعبين يلعبون باليد اليسرى حتى يحل مشكلة الطرف الأيمن التى كانت تؤرق المنتخب وقتها.
نجحت ثقة تيدمان فى الوصول لما سعى إليه وتوج المنتخب بلقب بطولة أفريقيا على حساب المنتخب الجزائرى صاحب الـ 5 ألقاب، ولم يكتف المنتخب بذلك الإنجاز وصمم المدرب الألمانى الذى يلقبه البعض بالأب الروحى لكرة اليد المصرية على لعب مباريات ودية مع منتخبات أوروبية لتحسين المستوى من خلال الاحتكاكات القوية.
تحقيق لقب أفريقيا 1991 تبعه تحقيق دورة لقب دورة الألعاب الأوليمبية على حساب الجزائر أيضا، قبل تحقيق لقب أفريقيا مجددا 1992، والتأهل لكأس العالم 1993 والذى استمر فى كل البطولات حتى النسخة الأخيرة التى نظمتها مصر وحصلت فيها على المركز السابع.
ومن وقتها انطلق قطار المنتخب المصرى لكرة اليد دون توقف ليحقق فضية دورة ألعاب البحر المتوسط فى اليونان بالخسارة من يوغسلافيا.
ويعتبر المنتخب المصرى الوحيد من خارج أوروبا الذى حصد بطولة العالم، إذ أقيمت 56 نسخة من بطولات العالم فى اللعبة سواء على مستوى الكبار أو الشباب أو الناشئين، حصدت الفرق الأوروبية 54 ومصر لقبين.
كان المنتخب المصرى للكبار أول فريق غير أوروبى يتأهل إلى المربع الذهبى فى بطولة العالم وكان ذلك فى 2001.
وفى دورة طوكيو 2020 كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من الحصول على ميدالية لكنه خسر فى نصف النهائى أمام فرنسا ثم فى تحديد المركزين الثالث والرابع أمام إسبانيا.
