مع إحترامي

آفة جلد الذات

فرج أبوالعز
فرج أبوالعز

«جلد الذات» عادتنا ولن نشتريها وتتكرر معنا بمناسبة وبدون مناسبة بعد أى منافسة رياضية أو حتى فى شتى أمور الحياة متناسين أن الرياضة فى الأساس أخلاق وفيها المكسب والخسارة المنتصر والمهزوم وإلا ما كانت هناك منافسات.

ما يحدث فى مواقع التواصل الاجتماعى من هجوم على أبطال منتخب اليد عقب خسارته أمام المنتخب الإسبانى فى مباراة برونزية المونديال خير مثال على جلد الذات وبدلا من أن نشجعهم ونشد على أيديهم لمواصلة التنافس نحبطهم بكلمات لا تخرج عن كونها كلام مصاطب دون إدراك لحقيقة التنافس وموقف الفريق المنافس فى اللعبة عالميا خاصة وأن منتخبى فرنسا وإسبانيا من المنتخبات الكبيرة فى عالم كرة اليد العالمية.. والحقيقة أن أبطالنا حققوا إنجازا غير مسبوق بدخولهم المربع الذهبى لكرة اليد أى أن تصنيف منتخبنا الرابع عالميا.

وعلى المنوال نفسه تنافس المتنافسون فى مواقع التواصل على التقليل من شأن المنتخب الأوليمبى لكرة القدم بعد خسارته بهدف يتيم أمام أحد أكبر المنتخبات العالمية فى كرة القدم «البرازيل» متناسين تاريخ الفرق المنافسة فى اللعبة ومتناسين أن منتخبنا صنف فى البطولة ضمن أكبر 8 منتخبات عالمية فى كرة القدم فى سابقة أظنها تحدث لأول مرة.

أن تنافس بشرف على قدر إمكاناتك وتاريخك فى اللعبة خير من ألا تنافس على الإطلاق وتظل محلك سر وأختلف تماما مع من يتندرون على ما حصدناه من ميداليات فى منافسات الأولمبياد حتى كتابة هذه السطور (5 برونزيات) بأنها من الصفيح وعلينا أن نحفز أبطالنا الذين يحققون إنجازات وبطولات فى ظروف إمكانات وتجهيز بالقطع هى ليست فى صالحهم.. ويكفينا أن أبطالنا من خلال مشاركتهم فى تلك التظاهرات الرياضية الكبيرة يكتسبون فرصة الاحتكاك بالمدارس المتقدمة فى المجال الرياضى بما يصقل خبراتهم ويجعلون مستعدين للبطولات العالمية القادمة.. وهاهو القدر ينتصر بميدالية فضية وأخرى ذهبية للبطلة فريال أشرف.

الرياضة فى أبسط مفاهيمها لا تعنى الركض والركل سواء باليد أو القدم وليس تصارعا بين أفراد لكنها نتاج أسلوب حياة يعكس وضع الدولة اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وبالتالى من الظلم كل الظلم أن نجلد ذاتنا فى مقارنات ليست فى صالحنا على الإطلاق ونحن لانزال نواجه العديد من التحديات.
دفاعى عن أبطالنا لا يعنى على الإطلاق السكوت عن ملاحظات فنية على أداء اتحاداتنا الرياضية أو وزارة الشباب والرياضة لكن الاعتراض على أسلوب الانتقاد ويجب علينا تشكيل لجنة فنية تضع خطة للنهوض بأداء أبطالنا فى جميع الرياضات بالشكل الذى يجعلنا جديرين بأن ننافس على ميداليات الذهب فى الألعاب الفردية والجماعية.

لا تجمعنى معرفة شخصية بالدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة لكن فى اعتقادى المتواضع أن الرجل يعمل بكل جد وإخلاص مع أجهزة الدولة للارتقاء بمستوى المنشآت الرياضية والشبابية لذا تحزننى مطالبته بالاستقالة فما ذنب الرجل وقد قام بواجبه من باب مسئوليته السياسية وهل كان المطلوب منه أن ينزل الحلبة ليصارع أم ينزل ملعب اليد أو القدم ليحرز أهدافا؟

يقينى أن القادم أفضل فى الجمهورية الجديدة التى أسسها الرئيس عبد الفتاح السيسى حيث تتوالى الإنجازات ومواجهة التحديات فى كافة المجالات ومنها بالطبع قطاعا الرياضة والشباب وقدرتنا على تنظيم بطولة العالم لليد رغم جائحة كورونا خير مثال على أننا نستطيع أن نحقق كافة تطلعاتنا فى مختلف المجالات وما الإنشاءات الرياضية الجارى تنفيذها فى عدة مواقع سوى دليل دامغ على أن المستقبل أفضل أمام شبابنا بوجه عام وأبطال الرياضة بوجه خاص.

لنجعل قدوتنا فى التعامل مع الأحداث قيادة الدولة التى تضع جميع الإمكانات للنهوض بمستوى معيشة المواطن فى جميع المجالات ومن بينها الرياضة فرئيس الدولة يهنئ أبطال منتخب اليد عقب خسارتهم من منتخب فرنسا ويحفزهم على العمل لنيل الميدالية البرونزية أمام المنتخب الإسباني.. وعقب الخسارة يحفزهم ثانية على الاستمرار فى العمل لإنجاز مراكز متقدمة فى البطولات ا لقادمة.