فرفيش كده | ذكوريست

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رامى حمدى

يدخل إلى الجيم بعد فترة انقطاع، مجرد رؤيته للحديد أشعره بنشوة فى خلفيتها صوت حليم»يا أصحابى يا أهلى يا جيرانى، أنا عايز أخدكوا فى أحضاني». بدأ يمشى فى الجيم ممتعاً أذنه بالكثير من الآه والأوه، حتى لمح باباَ جديداً كتب عليه «للسيدات فقط»!


بدا له الباب مثل ظهر أحدب نوتردام، عنصر دخيل وبوابة ستسحبه لجانب نجوم جاء التمرين فى الأصل ليهرب منه. بخطوات مترددة اقترب من الغرفة دون أن يدخلها. غرفة مدهونة بالكامل باللون الأسود دون أى معدات، وجدار كامل مغطى بمرايا بحجمه. بدا حد الباب وكأنه الفاصل بين مملكة «الذكوريست» ومملكة «الفيمينيست». لا يدرى لماذا تذكر السيدة قاتلة زوجها فى طوخ التى قرأ عنها فى الجرائد، أو الأخرى التى نفذت نفس الفعل فى المنصورة. تراجع فى خوف لا إرادى. 


فى مملكته لا أحد يتكلم عن أى امرأة أثناء التمرين، رغم أنه يعلم أنها موجودة بشكل أو بآخر فى العقول. دورة الرجل المعتادة فى الجيم تبدأ منذ أن يكون الشاب صغيراً يريد الحصول على عضلات تفتن الفتيات، تقع فتاة فى حبه، يتمرن ليظل يسمع كلمات الغزل حتى يتزوج. ثم يعود ليتمرن حتى يتخلص من اعتياد «خد الزبالة وأنت نازل» و» كتبتلك طلبات البيت» و»المحصل جه وسيبتلك الكعب ع التليفزيون»، مرورا بكل من «مين دى اللى عملتلك لاف على صورتك» و»مش هنصيف ولا إيه؟». هنا المكان الوحيد الذى يشعر فيه بالتشجيع، الخبطة على الفخذ تعنى أنك جيد دون شبهة تحرش. نوع من «الطبطبة» المحببة. 


يتخيل الرقصات فى المملكة الأخرى، فى الخلفية صوت الجسمى معلناً أنه «لقى الطبطبة»، وبالتأكيد الكوتش تشجعهم بكلمات من عينة «طلعى زهقك من جوزك» و»فرفشى، أبو الراجل اللى يزعلك» مروراً ربما بجملة «إحنا نلغى الرجالة ونقضيها مانيكير وباديكير». القاسم المشترك أن الرجل متواجد فى أحاديثهن، وحرفيا «سيرته على كل لسان». لا يدرى متى انفصلت مملكة «هيومانست» التى كانت تضمنا جميعاً أيام العز والسير الحلوة، لنصبح مملكتين بينها الكثير من «البلوق، بلوق، بلوق»؟


سحب رجله وهو يشعر بالظلم، ربما يكون هناك رجال أوغاد، لكن ليست السيدات «غلابة» طول الوقت. نخرت بعقولهن السوشيال ميديا، مثل ذلك الفيديو المنتشر الذى تسأل السيدة فيه زوجها «قول للفولووارز بتحبنى قد إيه؟». تحولت الحياة بينهم إلى حرب ضروس تتنافى مع أصل خلق حواء من ضلع آدم لتونسه وليرعاها.


أخذ نفساً عميقاً، ثم تناول دامبل خمسة كيلو، وبدأ يطرد مع كل عدة فكرة سوداء ما، مع العدة الخامسة بدأ يشعر بالضعف، ليجد الرجل الواقف بجانبه ينظر له محفزا وهو يصفق له قائلا: «عاااااااااش يا وحش».