كل سبت

الاتفاق على طهران

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

رغم الخلاف التاريخى والعداء المعروف بين موسكو وواشنطن والذى يعود الى الخمسينات من القرن الماضى والذى توج بحرب باردة لم تنته الا بانهيار الاتحاد السوفيتى على يد الرئيس جورباتشوف الا ان علاقات امريكا وروسيا ليست دائما فى عداء ولان المصالح هى الحكم فى علاقات الدول فكثيرا ما تتفق واشنطن وموسكو حول بعض القضايا وتكون هناك تفاهمات حتى لو كانت سرية بعيدا عن التصريحات الرسمية فلكل من الدولتين اهداف وخطط استراتيجية تسعى اليها سواء فى منطقة الشرق الاوسط وأوروبا او اى مكان بالعالم.
وتقف ايران وطموحها حلقة جديدة فى الصراع الدبلوماسى وصراع النفوذ بين واشنطن وموسكو امريكا تخشى من تهديد مباشر من ايران لحلفائها فى الخليج العربى والشرق الاوسط لاسيما اسرائيل وموسكو تخشى من التوسع الايرانى فى الجمهوريات السوفيتية المجاورة لطهران ونشر مذهبها لذلك فالقوتان العظمتان لا ينظران الى طهران كحليف بل تحكم الريبة والقلق النظرة الى دولة المرشد.
وتزايد التوجس الامريكى نحو ايران بعد توقيعها اتفاق التعاون الاستراتيجى مع الصين الذى فى مارس الماضى فى المجالات الاقتصادية والعسكرية وتخطط له بكين منذ انسحاب ترامب من الاتفاق الايرانى واسرعت الصين لتملأ الفراغ الذى تركته امريكا وهى عادة بكين فعندما تغادر امريكا مكاناً تكون الصين جاهزة لأخذ مكانها.
و بالنسبة إلى إيران فاسرعت إلى الاتفاق لمواجهة المقاطعة والعقوبات من واشنطن والتى ترى ان هذا الاتفاق قد يكون عقبة تحول دون امتثال إيران ووقف نشاطها النووى تحت ضغط العقوبات لان الوجود الصينى يضعف النفوذ الامريكى الأوروبى على إيران.
لكن هل تملأ بكين الفراغ الامريكى وهل هى قادرة على مواجهة واشنطن وحماية طهران.
الواقع انه فى عالم المصالح والصراع بين القوى الكبرى تبقى الدول الاقليمية مجرد نقطة للتفاوض فحسب وتحقيق اكبر المكاسب والمصالح الامريكية الروسية ومخاوفها من التمرد الايرانى سيجعل من الصين غير قادرة على تحقيق طموح الايرانيين وان كانت ستؤخر وتؤثر على اى اتفاق مستقبلى مع طهران خاصة وان موسكو وواشنطن سيضعان صراعهما جانبا ولو لبعض الوقت والاتفاق حول تحجيم طهران وكبح جماح طموحها خاصة وان نظرة امريكا وروسيا تكاد تكون متوافقة بشأن المارد الصينى المرعب والقادم بسرعة الصاروخ.